فصائل حلب المسلحة.. وتنافس مستمر على النفوذ

فصائل حلب المسلحة.. وتنافس مستمر على النفوذ
الأربعاء ٠٢ يناير ٢٠١٩ - ٠٤:٥٥ بتوقيت غرينتش

اشتبكت الجماعات المسلحة المتواجدة في ريف حلب الغربي فيما بينها على وقع خلاف بنقض الاتفاق بشأن قضية تلعادة وبقصف مدينة دارة عزة غرب حلب، وانتهى بمقتل 20 شخصا وجرح آخرين، المشهد الذي يتكرر بين فترة واخرى في ظل تنافس المجموعات المسلحة على النفوذ وعدم التزامها بالاتفاقات الخاصة بإنهاء التوتر.

العالم - تقارير

أفاد ما يسمى المرصد السوري لحقوق الإنسان بقتل نحو 20 شخصاً، غالبيتهم من المسلحين أمس الثلاثاء، في اشتباكات عنيفة جرت بين الجماعات المسلحة وهيئة تحرير الشام الارهابية في غرب محافظة حلب في شمال البلاد، المنطقة التي لطالما شهدت اقتتالاً داخلياً بين الجماعات المسلحة المتنافسة في ما بينها.

وتسيطر هيئة تحرير الشام الارهابية، (جبهة النصرة سابقاً)، وجماعات مسلحة منضوية في ما يسمى الجبهة الوطنية للتحرير على محافظة إدلب، شمال غرب وأجزاء من محافظات محاذية لها، بينها ريف حلب الغربي.

واتهمت هيئة تحرير الشام الارهابية الإثنين حركة نور الدين زنكي الارهابية، بقتل خمسة من عناصرها، لتشن مباشرة هجوماً ضد مواقعها في ريف حلب الغربي المحاذي لإدلب.

وقال مدير المرصد "رامي عبد الرحمن"، "أسفرت اشتباكات الثلاثاء عن مقتل 17 مسلحا، بينهم 12 من هيئة تحرير الشام وخمسة من زنكي، فضلاً عن مدنيين إثنين بينهم ممرض". وأسفرت الاشتباكات المستمرة أيضاً عن إصابة نحو 35 عنصراً بجروح.

وسيطرت الهيئة (الارهابية) في هجومها على ارهابيي حركة نور الدين زنكي، الناشطة بشكل أساس في غرب حلب، على قريتين ثم اقتحمت بلدة دارة عزة التي تتواصل فيها المعارك، وفق المرصد.

وانضمت جماعات أخرى ضمن ما يسمى الجبهة الوطنية للتحرير إلى القتال إلى جانب نور الدين زنكي، حسب المرصد الذي أشار إلى إرسال جماعات موالية لأنقرة في شمال شرق حلب أيضاً تعزيزات عسكرية لمواجهة هيئة تحرير الشام.

وتشهد إدلب والمناطق المحاذية لها منذ عامين، توتراً بين هيئة تحرير الشام وجماعات ارهابية أخرى على رأسها حركتا أحرار الشام ونور الدين زنكي.

وعلى وقع اقتتال داخلي تكرر في 2017 و2018، تمكنت الهيئة (الارهابية)، من طرد الجماعات من مناطق واسعة، وبسطت سيطرتها على المساحة الأكبر من المنطقة، فيما باتت الجماعات الأخرى تنتشر في مناطق محدودة.



وتعد محافظة إدلب ومحيطها منطقة نفوذ تركي، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية.

وتوصلت روسيا وتركيا في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى اتفاق على منطقة منزوعة السلاح فيها بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً.

وأعلنت أنقرة بعد أسابيع إتمام سحب السلاح الثقيل منها، إلا أن المرحلة الثانية من الاتفاق لم تطبق بعد، وكان يفترض أن ينسحب المسلحون المتطرفون، وعلى رأسهم هيئة تحرير الشام (الارهابية) من المنطقة.

اتفاق لانهاء التوتر

وأفادت مصادر اخبارية بأن هيئة تحرير الشام الارهابية سيطرت على بسرطون في ريف المدينة الغربي بعد معارك عنيفة مع ارهابيي حركة نور الدين الزنكي. كما سيطرتْ على مدينة دارة عزة بالكامل.

ووفق المصادر ذاتها، فإن المجموعات المدعومة من تركيا، تحشد مسلحيها لمساندة حركة الزنكي في هذه المعارك.

وكانت تحرير الشام تمكنت من السيطرة على جبل الشيخ البركات وقريتي السعدية والهباطة في ريف حلب الغربي بعد معارك عنيفة مع حركة الزنكي.

الجبهة الوطنية للتحرير اتهمت هيئة تحرير الشام بنقض الاتفاق بشأن قضية تلعادة وبقصف مدينة دارة عزة غرب حلب.

وتوصلت كل من هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي الارهابيتين، إلى اتفاقٍ لإنهاء التوتر الناتج عن مقتل مجموعة من الهيئة في شمال إدلب قبل يومين، واتهامها للأخيرة بقتلهم.

يذكر ان المعارك التي تدور بين الجماعات المسلحة في سوريا تحدث بشكل دائم لاسباب مختلفة، ومنها محاولة هذه الجماعات لزيادة سطوتها عبر السيطرة على مساحات اوسع من المناطق او حصول انشقاقات متبادلة في صفوف هذه الجماعات وانتقال مسلحين من كل فريق الى الفريق الآخر.