واشنطن تخاف من بكين.. وأولويتها "الصين ثم الصين ثم الصين"

واشنطن تخاف من بكين.. وأولويتها
الخميس ٠٣ يناير ٢٠١٩ - ١١:١٨ بتوقيت غرينتش

في ظل إستمرار الحرب التجارية بين أميركا والصين، أكبر قوتين اقتصاديتين، وتوقعات في حدوث تحسن في علاقات الجانبين من خلال زيارة وفد تجاري أمريكي الى بكين، في الشهر الجاري، دعا باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي قادة في جيش بلاده إلى أن يركزوا على "الصين ثم الصين ثم الصين".

العالم- تقارير

وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية إن شاناهان أكد لهؤلاء القادة على أولوية الصين في الإستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة حتى في الوقت الذي تقاتل فيه أميركا حركات مسلحة في سوريا وأفغانستان.

وجاءت تصريحات شاناهان خلال أول اجتماع له مع مسؤولين بأفرع الجيش الأميركي منذ أن تولى مهام وزير الدفاع من جيمس ماتيس، الذي استقال من منصبه(أو بالأحرى أقاله الرئيس الأميركي ) وغادره يوم 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي بسبب اختلافات في الرؤى السياسية مع الرئيس دونالد ترامب.

شاناهان يؤيد التشدد في التعامل مع الصين

ووصف مسؤولون آخرون شاناهان بأنه مؤيد لموقف وزارة الدفاع (بنتاغون) بالتشدد في التعامل مع الصين، التي وصفتها إستراتيجية الدفاع الوطنية للعام 2018 بأنها "منافس إستراتيجي".

الصين وروسيا.. "أكبر تهديدين" لأميركا

وقال البنتاغون إنه قام بدور مهم في إعداد الإستراتيجية التي خصت الصين وروسيا بالذكر باعتبارهما "أكبر تهديدين"، وأضاف أنهما تريدان "تشكيل عالم يتسق مع نموذجهما الاستبدادي".

وقال المسؤول بوزارة الدفاع إن شاناهان طلب من قيادة البنتاغون اتباع توجيهات الوثيقة، لا سيما في ما يتعلق بالصين.

وأضاف المسؤول المذكور "في الوقت الذي نركز فيه على العمليات المستمرة، دعا شاناهان القائم بأعمال الوزير الفريق إلى أن يتذكروا الصين ثم الصين ثم الصين".

وتتهم الولايات المتحدة بكين بمواصلة نمط من التجسس العسكري والاقتصادي، وانتقدت مبادرة الصين الطموحة "حزام وطريق" للتجارة والبنية التحتية بوصفها نوعا من إخضاع الدول الأخرى عبر الاقتصاد.

وكتب شاناهان في رسالة بمناسبة العام الجديد على تويتر "في 2019 تبقى إستراتيجية الدفاع القومي مرشدنا، وتبقى القوة العسكرية لأميركا تركيزنا".

شاناهان.. "بوينغي" من خارج الجيش!

ولم يلتحق شاناهان بالجيش، لكنه تولى منذ يوليو/تموز 2017 منصب نائب وزير الدفاع. وقبل ذلك أمضى أكثر من 30 عاما في شركة "بوينغ".

ومن بين الملفات الأكثر إلحاحا أمامه الوتيرة التي سيتم بها سحب نحو 2200 جندي أميركي من سوريا، في أعقاب قرار ترامب الشهر الماضي الانسحاب من الدولة التي دمرها الإرهاب الخليجي- الغربي.

"مباحثات يناير"..

أميركا والصين، خاضتا حربا تجارية حامية خلال العام الحالي أشعلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات من الصين.

ومن المتوقع، انهما سيبدان محادثات تجارية جديدة بشأن قضايا بينها نقل التكنولوجيا والملكية الفكرية والحواجز غير الجمركية والسرقة الإلكترونية والزراعة.

وبحسب وكالة" بلومبرغ" سيكون الوفد الأميركي الذي يزور بكين، برئاسة نائب الممثل التجاري الأمريكي جيفري جيريش وسيضم أيضا نائب وزير الخزانة للشؤون الدولية ديفيد مالباس.

وفي وقت سابق، أكدت وزارة التجارة الصينية أن البلدين يخططان لإجراء مفاوضات تجارية في يناير 2019، فضلا عن ذلك أكد وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشين، هذه الخطط.

هذا وبدأت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، عقب الـ6 من تموز/ يوليو العام الماضي، في حين دخلت الرسوم الجمركية المتبادلة لهاتين الدولتين حيز التنفيذ، حيث فرضت واشنطن رسوما بنسبة 25 بالمئة على استيراد 818 منتجا من الصين، وذلك بحجم 34 مليار دولار أمريكي سنويا.

وبعد وقت قصير، فرض ترامب رسوم أخرى بقيمة 200 مليار دولار على الصين.

ومن جانبها وكإجراءات مضادة فرضت الصين، رسوما جمركية على استيراد كمية مساوية من البضائع الأمريكية.

هدنة في الحرب التجارية

ويأتي الإعلان عن مباحثات تجارية بين أميركا والصين في الشهر الجاري، بعد أن اتفقت بكين وواشنطن، في اليوم الثاني من الشهر الماضي، في الأرجنتين، على التوقف عن فرض رسوم جمركية إضافية، فيما وصف بأنه "هدنة في الحرب التجارية"، في وقت يحاول فيه الجانبان مجددا تضييق هوة الخلاف بينهما عبر محادثات جديدة تسعى للتوصل إلى اتفاق في غضون 90 يوما.

وأبلغ ترامب نظيره الصيني شي جين بينغ خلال محادثات في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين؛ أنه لن يزيد الرسوم على سلع صينية قيمتها مئتا مليار دولار إلى 25% ابتداء من أول يناير/كانون الثاني مثلما أُعلن سابقا.

وبحسب البيت الأبيض، أن الصين وافقت على شراء كمية لم يتم تحديدها ولكنها "كبيرة جدا" من المنتجات الزراعية والصناعية والطاقوية وغيرها.

كما إتفق الجانبان، أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق في غضون 90 يوما، اتفق على زيادة التعريفات الجمركية التي تبلغ نسبتها حاليا 10%؛ إلى 25%.

ويرى بعض الخبراء، "الحقائق تبين أن المصالح المشتركة بين الصين والولايات المتحدة كبيرة لكن هناك مجموعة من الخلافات بين العملاقين الإقتصاديين".

ملفات تتنافس فيها أمريكا والصين

رغم المصالح المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، يجب أن لا ننسى أهم الملفات التي تتنافس فيها بكين وواشنطن وهي كاتالي:

1- تثبيت سعر صرف اليوان الصيني وغزو الأسواق العالمية

2- التحالف الصيني الفرنسي في اتفاقية باريس للتغير المناخي

3- الملكية الفكرية، حيث تربح الصين المليارات من الإبداع الأمريكي

4- الصين تدعم الاتفاق النووي الإيراني رغم إنسحاب ترامب منه

5- الخلافات بشأن بحر الصين الجنوبي

6- أزمة كوريا الشمالية

6- الخلافات التجاريه الكبيرة بشان سيطرة الجانبين على الأسواق العالمية.