ما مهمة الوفد الأمني المصري في قطاع غزة؟

ما مهمة الوفد الأمني المصري في قطاع غزة؟
الخميس ١٠ يناير ٢٠١٩ - ٠٩:١٤ بتوقيت غرينتش

وفد مصري رفيع المستوى يزور قطاع غزة بهدف تهدئة الاجواء بين حركتي فتح وحماس على ضوء سحب السلطة الفلسطينية موظفيها من معبر رفح وقلق اسرائيلي من تصعيد الخلافات بين غزة ورام الله بالتزامن مع الانتخابات في الكيان الاسرائيلي في ابريل القادم.

العالم - تقارير

وصل مسؤول الملف الفلسطيني بجهاز المخابرات العامة المصرية اللواء أحمد عبد الخالق على رأس وفد أمني رفيع المستوى إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون، الخميس لعقد مباحثات مع مسؤولي حركتي حماس و فتح.

ومن المقرر أن يبدأ الوفد أول لقاءاته مع وفد من "حماس" برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في مكتبه بمدينة غزة.

وحسب المصادر فإن الوفد سيبحث مع قيادة حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية القرار الخاص بسحب موظفي السلطة من معبر رفح، وكذلك مجموعة أخرى من القرارات التي تعتزم السلطة الإقدام عليها.

وقالت المصادر إن الوفد يسعى لإقناع قيادتي "حماس" و"فتح" بإطلاق سراح المعتقلين من الجانبين، كخطوة أوّليّة لوقف تصاعد حالة الاحتقان بين الجانبين، والاتفاق على وقف التراشق الإعلامي.

وأكد القيادي في حماس أحمد يوسف في تصريح صحفي أن الوفد الأمني سيبحث مع حماس آخر التطورات المتعلقة بالتوتر الحاصل بين حركتي فتح وحماس على ضوء تصريحات وإجراءات عباس الأخيرة، خاصة ما يتعلق بانسحاب موظفي السلطة من معبر رفح، وانعكاس ذلك على الوضع الإنساني في قطاع غزة.

ولفت يوسف إلى أن ملف معبر رفح سيأخذ قسطا كبيرا من المباحثات مع الوفد المصري، وسيجري بحث بدائل لاعادة تشغيله حال استمر عباس في إصراره على عدم عودة الموظفين للمعبر، "وهذه البدائل من قبيل تشكيل لجنة وطنية من القوى والفصائل في غزة لإدارة المعبر".

وسيبحث الوفد أيضا في محاولة وقف التصعيد والإجراءات التي تتخذها السلطة ضد حماس وقطاع غزة واستدراك هذه التطورات السلبية بما يمكّن من إعادة العلاقة إلى وضعها السابق.

وعن اشتراط القاهرة لعودة السلطة للمعبر، قال يوسف: "أستبعد أن تربط مصر فتح المعبر بعودة موظفي السلطة له حال أصر عباس على عدم عودتهم، باعتبار أن مصر تربطها علاقة مصالح مع غزة، وخاصة مع حركة حماس التي شهدت تطورا ايجابيا خلال الفترة الماضية، وهذه العلاقة والثقة بين الجانبين تستدعي فتح المعبر بترتيبات معينة مع الوفد المصري، خاصة في ظل كارثية الوضع الإنساني في غزة والحاجة الماسة إلى فتحه".

وفي معرض تعليقه عن زيارة وفد أوروبي لغزة ولقائه قيادة حماس قبل أيام؛ قال يوسف، إن الوفود الأوروبية تزور غزة باستمرار وتلتقي قيادة الحركة، وهم يبدون حرصا كبيرا على بناء علاقات متوازنة مع الحركة.

ولفت يوسف إلى أن الأوروبيين يريدون معرفة موقف حماس من إجراء انتخابات في ظل الظروف الحالية، خاصة بعد خطوة عباس بحل المجلس التشريعي.

وقال يوسف إن الأوربيين حريصون على وجود مناخات سياسية ومؤسسات شرعية في فلسطين كي يستمروا في دعمهم المالي، وهم بالتأكيد يراقبون تطورات ما يجري خاصة بعد تغول سلطة الفرد الواحد واستئثار عباس بكل السلطات، وهذا من شأنه أن يضع الدعم الأوروبي على المحك، وربما يوقفه.

ولفتت مصادر مقربة من حماس إلى أن الوفد الأمني المصري يحمل رسائل إسرائيلية لكل من "حماس" و"فتح" بشأن ضرورة الحفاظ على الهدوء، خاصة في ظل إقدام الاحتلال على انتخابات خلال الفترة القادمة، مشيرة إلى أن "إسرائيل" عرضت من جانبها تقديم تسهيلات جديدة للحفاظ على التهدئة في قطاع غزة، مع ربط ذلك بضرورة الهدوء في الضفة، بحسب المصادر.

وكانت السلطة الفلسطينية قد أعلنت عن سحب موظفيها من معبر رفح قبل أيام، على أثر تصاعُد التوتر بين حركتي "فتح" و"حماس".

هنية يؤجل زيارته الى موسكو

إلى ذلك، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، عن تأجيل زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إلى العاصمة الروسية موسكو.

وأشار إلى أن اتصالًا هاتفيًا جرى بينه وبين ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، تطرق خلاله لتطورات القضية الفلسطينية ومواقف روسيا الداعمة لها.

من جانبه، أعلن السفير الفلسطيني لدى روسيا، عبد الحفيظ نوفل، عن إرجاء زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى موسكو لفترة غير محددة.

وأكد نوفل أن إرجاء الزيارة جاء بمبادرة من الجانب الفلسطيني، مضيفا أن موسكو أعربت عن أملها في أن يحدد موعد جديد للزيارة ويتم التوصل إلى تفاهم بهذا الشأن، مشيرا إلى أن الخطط لزيارة هنية إلى العاصمة الروسية لا تزال قائمة وهي قد تجرى لاحقا، لكن موعدها الجديد لم يحدد بعد.

وردا على سؤال حول ما وراء إلغاء الزيارة، قال السفير أن سبب ذلك يعود إلى صعوبة الوضع الحالي.

كما اتخذ نوفل موقفا متحفظا إزاء المبادرة الروسية لإجراء مشاورات بين حركتي "فتح" و"حماس" في موسكو، قائلا إن السلطة الفلسطينية تثمن هذا الاقتراح، لكنه "يجب مراعاة صعوبة الوضع في المنطقة".

هنية يأمل بوقف التوتر بين فتح وحماس

و أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، يوم أمس الأربعاء، عن أمله في توقف التدهور السريع، في علاقات حركته، مع حركة "فتح".

جاء ذلك في تصريحات للصحافيين عقب زيارة أجراها، الأربعاء، إلى كنيسة “القديس برفيريوس”، وسط مدينة غزة، لتهنئة الطائفة المسيحية بحلول عيد الميلاد، وفق التقويم الشرقي.

وقال هنية:” نتطلع لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، على أسس حقيقية وصحيحة وأن يتوقف التدهور السريع في الخطوات المتسارعة التي تمت خلال الفترة الماضية والتي مست بشكل أو بآخر بهذه الوحدة”.

وشدد على التزام حركته بـ”الوحدة وإصرارها على استعادتها، رغم ما يعترض ذلك من عقبات”.

المجلس التشريعي يؤكد عدم أهلية عباس للرئاسة

وفي تطور اخر أعلن المجلس التشريعي في وقت سابق ان عباس فاقد لأهلية الرئاسة.

وأقر نواب كتلة حماس في المجلس التشريعي بقطاع غزة تقرير اللجنة السياسية حول نزع الأهلية عن رئيس السلطة محمود عباس، مؤكدين أنه فقد أهليته الشرعية والوطنية كرئيس للسلطة.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية خلال جلسة المجلس التشريعي، ان محمود عباس "لم يعد يستطيع أن يمارس مهماته، وهو الان ليس منتهي الولاية فقط، بل هو مغتصب السلطة بعد انتهاء الولاية".

وأكد الحية: "محمود عباس يحاول اليوم تثبيت حالة من التفرد والإقصاء لكل مكونات الشعب الفلسطيني وهدم مؤسسات الشعب الفلسطيني"، مضيفاً ان عباس "ذهب لإلغاء المجلس الوطني المتعارف عليه عشرات السنين وقام بتعيين مجلس وطني جديد ومجلس مركزي جديد في اعتداء صارخ علی كل الاتفاقات الوطنية وغيرذلك".

وتسود حالة من الاحتقان هذه الأيام، بين حركتي "فتح" و"حماس"، في ظل تعثر الجهود المصرية لانجاز المصالحة، وعقب قرار السلطة حل المجلس التشريعي، ما دفع الاخير إلى المصادقة أمس على نزع الشرعية عن رئيس السلطة محمود عباس، واعتباره "منتهي الولاية وفاقدا للأهلية الدستورية والقانونية والوطنية".