ماذا حمل بومبيو في حقيبته السوداء الى بغداد؟

ماذا حمل بومبيو في حقيبته السوداء الى بغداد؟
الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:٤٦ بتوقيت غرينتش

استمرارا لمرحلة الشد والجذب الخاصة بالتواجد الأمريكي في العراق، وما كشفته تقارير عربية إقليمية حول طلب واشنطن من بغداد عبر وزير خارجيتها مايك بومبيو سحب السلاح من "الفصائل الشيعية" وتجميد عملها، يبقى هدوء ما قبل العاصفة.

العالم - تقارير

إذ أكد تحالف الفتح المنضوي تحت كتلة البناء، أن قائمة الفصائل المسلحة المطلوب حلها من اميركا، تشمل 67 فصيلا، غير موجودة واقعيا ، وأنها من أعمال ما أطلق عليه “الجيوش الالكترونية”.

وقال المتحدث باسم التحالف النائب أحمد الأسدي إن أكثر من نصف الأسماء غير موجودة واقعياً، وهذا دليل على أنها ليست إلا محاولات للتضليل من قبل واشنطن.

التحالف أكد في الوقت نفسه ثقته في مواقف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، لافتا إلى أنه رفض استقبال رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب كونه لم يتوجه لبغداد، وبالتالي من المستحيل أن يتقبل أوامر من تلك الدولة أو من أية جهة خارجية، وذلك في إشارة إلى صحة طلب حل الفصائل الذي حمله بومبيو معه موثقا في حقيبته السوداء بعد قدومه على متن طائرة عسكرية إلى العراق.

واختتم المتحدث باسم تحالف الفتح الذي يتزعمه هادي العامري، قوله بأن الولايات المتحدة كانت تمثل قوة احتلال، فضلا عن أن اليوم اختلفت السياسة الخارجية الأمريكية في ظل وجود ترامب، وهو ما يتطلب أن يؤمن العراق مصالحه.

وبالتزامن مع بداية العام الميلادي الجديد قام الرئيس "ترامب" بزيارة القاعدة العسكرية الامريكية في العراق، ومن هناك أعلن بأن القوات الأمريكية ستبقى في العراق لفترة غير معلومة من الزمن وذلك لكي يتسنى لها مراقبة القوات السورية والإيرانية عن قرب.

إن هذا الموقف الغريب للرئيس "ترامب" يعني بأن استمرار تواجد القوات الأمريكية على الأراضي العراقية، لا يتفق مع إرادة الشعب والحكومة العراقية، وذلك لأن هذا التواجد سيشكل تهديدًا للدول المجاورة التي تربطها علاقات جيدة وقوية مع بغداد وهنا تذكر العديد من المصادر الاخبارية بأن حكومة بغداد صرحت مراراً بأنها لن تسمح للقوات الامريكية باستخدام أراضيها ومجالها الجوي لشن هجمات عسكرية ضد الدول المجاورة.

إن الواقع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن زيارة الرئيس ترامب للعراق في هذه المرحلة جاءت كرسالة مفادها بأن الحكومة الأمريكية لا تُعير أي أهمية لاستقلال وسيادة الحكومة العراقية، وأنها فقط وفقط تسعى لتحقيق مصالحها حتى ولو كانت مصلحتها تقتضي شن حروب عبثية على جميع دول الشرق الاوسط بما ذلك العراق.

الى ذلك اكد عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي احمد الاسدي، ان البرلمان جمع عدد كبير من التواقيع لاستجواب رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي بشأن الوجود الاميركي، مبيناً ان عدم وضوح سبب التواجد الامريكي يعود لتكتم الحكومة السابقة.

وقال الاسدي في تصريح متلفز ان العراق يتعامل مع مختلف الاطراف وعليه مراعاة مصلحته وامريكا كانت تمثل قوة احتلال في العراق.

واضاف ان التعامل مع التواجد الاجنبي في العراق مرهون بمدى الحاجة الماسة، حيث لا احد يعلم العدد الحقيقي للقوات الامريكية المتواجدة في العراق، ويعود ذلك لتكتم الحكومة السابقة.

وفي السياق قال النائب عن كتلة "صادقون" في البرلمان وجيه عباس، أن عدد المقاتلين الأمريكان في العراق هو تسعة آلاف مقاتل، مشددا على ضرورة تدخل البرلمان بشكل فاعل لتقليص أعداد تلك القوات إلى رقم معقول لا يتجاوز الثلاثة آلاف لأغراض محددة.

وأضاف عباس أن "الدستور والقانون سمح بتواجد قوات أجنبية لأغراض التدريب أو المشورة العسكرية"، مبينا "أننا لا نمتلك معلومات دقيقة عن أماكن تواجد تلك القوات وما هو دورهم الحقيقي وأصنافهم واختصاصاتهم، خاصة وأن البعض منهم بحسب ما تقوله واشنطن هي قوات خاصة"، لافتا إلى أن "تلك القوات إن كانت للتدريب فكان الأجدر بها التواجد في الكلية العسكرية أو أكاديميات التدريب وليس على الحدود".

من جانب اخر أكد قائد المحور الغربي لـ"الحشد الشعبي"، قاسم مصلح، أن الحشد دفع بتعزيزات على الحدود السورية العراقية تحسبا لأي طارئ بعد الحصول على تفاصيل محاولات التجسس للجيش الأمريكي هناك.

وقال مصلح إن التواجد الأمريكي على الحدود العراقية السورية ليس بجديد، الا أن الجديد في الأمر هو قيام تلك القوات باستطلاع الساتر والنقاط المتواجد فيها حرس الحدود والجيش وتسجيل الإمكانيات الموجودة سواء من الأسلحة والأعتدة أو القوة البشرية.

وأضاف القائد في "الحشد الشعبي" أن هذه الخطوة تعد وفق النظام العسكري خطوة تجسسية تهدف الى اختراق تحصين الحدود المشتركة مع سوريا وتسريب جميع معلومات الاستطلاع إلى جماعة "داعش" الإرهابية المتواجدة في سوريا في مناطق هجين وسوسة.