تفجير منبج شمال سوريا.. ما التداعيات ولمصلحة من ؟

تفجير منبج شمال سوريا.. ما التداعيات ولمصلحة من ؟
الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٩ - ٠٧:٠٥ بتوقيت غرينتش

رغم مضي اكثر من اربع سنوات على تواجد القوات الامريكية على الاراضي السورية، لم يحدث وان اقدم تنظيم "داعش" الارهابي باستهداف المصالح الامريكية اوقواتها، ما يدفعنا الى التأمل والوقوف على تداعيات هذا الهجوم وتوقيته، وهل بالفعل كما اكد المسؤول الامريكي قتل جنود اميركيون، ولماذا في منبج تحديد ولمصلحة من!

العالم - تقارير

أعلن مسؤول أمريكي، اليوم الأربعاء، أن 4 جنود أمريكيين قتلوا في الانفجار الذي وقع اليوم في مدينة منبج السورية، فيما أصيب 3 آخرين.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أمريكي قوله "قتل أربعة جنود أمريكيين وجرح ثلاثة آخرين في انفجار وقع اليوم في مدينة منبج السورية".

وكان انفجار ضخم وقع في مدينة منبج السورية، اليوم، أثناء وجود قياديين من مايسمى "مجلس منبج العسكري" مع وفد لم تحدد هويته.

وقالت مصادر أهلية، لوكالة "سبوتنيك"، إنه لا معلومات عن السبب أو حجم الإصابات والأضرار، مضيفة أن "الانفجار وقع في مطعم الأمراء، أثناء تواجد قياديين من مجلس منبج العسكري مع وفد ضيف لم تحدد هويته".

واضافت ذات المصادر، إن حوامة أمريكية هبطت في سوق منبج لنقل الجرحى وأخرى تحلق مع تواجد للطيران الحربي في الجو. في حين ذكرت وسائل إعلام وقوع ست قتلى جراء الانفجار المذكور".

قرار ترامب الانسحاب من سوريا ...

في 19 من كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب انسحاب قواته من سوريا، ما اثار زوبعة في الاوساط السياسية والعسكرية الامريكية والذي كان من أسباب استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس. ترامب وفي محاولة منه للمراوغة تراجع عن هذا الطرح وتبنى سياسة الانسحاب البطيء و"الماكر" من سوريا، بحجة ضمان المصالح الاميركية.

ويرى محللون سياسيون ان هجوم جماعة داعش في منبج قد يكون مدبرا ومنسقا مع الادارة الاميركية نفسها، وذلك بغرض اثبات ان خطر "داعش" لا يزال قائما في سوريا.

هل سقط جنود امريكيين في تفجير منبج ؟

وعن سقوط قتلى من الجنود الاميركيين في التفجير الذي وقع في مطعم "قصر الأمراء" وسط منبج وراح ضحيته عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، قالت وسائل اعلامية إنه تم نقل الجنود الاميركيين من المنطقة باستخدام مروحية أمريكية، ولم يتم التعرف على مصيرهم، وبالتالي لا يوجد ما يؤكد مقتل جنود اميركيين بالاصل.

وبالتالي فان اعلان ترامب سحب قواته من سوريا لا يعد كونه استراتيجية اميركية جديدة لتغيير الآليات اللازمة لحماية المصالح الأمريكية، واعادة بناء قواعدها العسكرية في سوريا والعراق وتدعيمها اكثر من قبل.

اميركا ستبقى في سوريا بعنوان اخر...

هذا واقترح إريك برنس، مؤسس شركة "بلاك ووتر" الأمريكية العسكرية الخاصة، على الرئيس الاميركي دونالد ترامب ما اعتبره حلا يتيح منع وقوع الفراغ الأمني بشمال سوريا بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة من هناك.

وتقدم برنس، وهو المؤسس والرئيس السابق للشركة المتهمة بارتكاب جرائم حرب في العراق، في حديث إلى قناة Fox Business، بمبادرة نشر عناصر مسلحين مدفوعي الأجر في الشمال السوري محل القوات الأمريكية، بعد خروجها منها.

وأشار برنس، العنصر السابق في قوات "نافي سيلز"، إلى أن اللجوء إلى خدمة شركة أمنية خاصة سيتيح لترامب تنفيذ وعده الانتخابي بشأن "إنهاء الحروب" الخارجية للولايات المتحدة، لكن مع إبقاء ضمانات أمنية لحلفاء واشنطن حسب قوله.

ورجح برنس أنه ليست تركيا هي التي تشكل الخطر الأكبر على الأكراد، بل قوات الحكومة السورية وإيران حسب زعمه، لافتا إلى وجود العديد من الأمثلة في التاريخ الأمريكي لإبرام الحكومة صفقات مع القطاع الخاص بغية ملء الفراغ الأمني في بعض المناطق.

وأسست شركة "بلاك ووتر" في عام 1997 وحصلت على ملايين الدولارات من الحكومة الأمريكية لقاء الخدمات التي قدمها أفرادها على الأرض في العراق وأفغانستان.

وأثارت الانتهاكات وجرائم الحرب التي ارتكبها أفراد الشركة، بما في ذلك قتل 17 مدنيا بريئا وسط بغداد عام 2007، جدلا اجتماعيا في الولايات المتحدة بخصوص استخدام الحكومة للشركات الأمنية الخاصة.

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى وجود صلات بين برنس ومسؤولين في إدارة ترامب، إذ استثمر الرجل 250 ألف دولار في حملة الرئيس الانتخابية، مضيفة أن أحد المسؤولين في البيت الأبيض اقترح في صيف 2017 استبدال العسكريين الأمريكيين في أفغانستان بعناصر شركة "أكاديمي" (تسمية جديدة لـ"بلاك ووتر")، غير أن ترامب ومستشاريه العسكريين لم يوافقوا على هذه الخطة.