احتجاجات السودان في اسبوعها الخامس

احتجاجات السودان في اسبوعها الخامس
السبت ١٩ يناير ٢٠١٩ - ٠٤:٢١ بتوقيت غرينتش

رغم دخول الازمة في السودان اسبوعها الخامس الا انه لم تلح بعد بوادر للحل فلا حكومة الرئيس عمر البشير اظهرت مرونة في التعامل مع المنتفضين وقدمت حلول منصفة ، ولا شباب الثورة تراجعوا عن مطالبهم رغم القمع و التنكيل الذي تمارسه قوات الامن بحقهم .

الرئيس السوداني عمر البشير في خطابه الاخير في مدينة نيالا بجنوب دارفور اكد تمسكه بالسلطة واشار الى اياد تعمل في الخفاء على زعزعة امن واستقرار البلاد والى مخططات دولية هدفها تقسيم البلد الى دويلات . ولم ينسى إكالة التهم الى معارضيه وقادة الحراك وتوعدهم بهزيمة ساحقة في الانتخابات المزمع اجراؤها في العام الفين وعشرين ، الامر الذي اكده قادة الحزب الحاكم بل وتجاوزوه عندما توعدوا كل من يخرج على النظام بالقتل والتنكيل .
تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود التظاهرات وهو كيان نقابي ينضوي تحت لواءه اطباء ومهندسين ومعلمين وعمال سودانيين بدوره قبل التحدي وزاد من وتيرة تظاهراته ضد النظام ورفع من سقف مطالبه الى حد المطالبة بسقوط النظام نفسه .
المشهد الذي امامنا يعكس حجم التحشيد والاحتقان في الشارع فالنظام يراهن على جيوش من قوات الامن والشرطة والجيش ومليشيات شعبية تدين له بالولاء والطاعة والشاهد انها لاتزال حتى يومنا هذا تؤدي مهمتها على النحو الاكمل فما ان تنطلق تظاهرة في مدينة او حي شعبي الا وتقمعها بسرعة وتستخدم قوتها المفرطة ولاتتواني في ضرب النساء والاطفال واعتقالهم ان استدعى الامر . واثبت رواد منصات التواصل الاجتماعي حالات شتى تظهر مدى وحشية تلك القوات في تعاملها مع التظاهرات السلمية ، الامر الذي حدا بمنظمات حقوقية دولية مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش للتدخل باصدار بيانات شديدة اللهجة تتطالب بوقف العنف واطلاق سراح المعتقلين او محاكمتهم كما دونت تلك المنظمات حالات لاستخدام القوة المفرطة من قبل قوات الامن مع الكوادر الطبية وإطلاق غازات مسيلة للدموع على مستشفيات ومنازل للمواطنين .
الثوار وقادتهم يقولون انهم يراهنون على الشعب الذي خرج في كل مدن البلاد متحديا الة القمع والتنكيل وعلى مطلبهم المحقة وسلمية حراكهم، ويقول تجمع المهنيين في معظم بياناته ان المشاركة الشعبية في التظاهرات التي دعا اليها كانت كبيرة كما اثبتت ذلك وسائل الاعلام الدولية التي تابعت مسير الاحداث التي انطلقت منذ التاسع عشر من ديسمبر كانون الثاني من العام المنصرم .
غياب الحل وانسداد الافق وطول مدة التظاهرات سيرهق النظام وقواته لا محالة لانتشار جغرافية الاحداث مع الاخذ في الاعتبار مساحة السودان الذي يعد من اكبر الدول العربية والافريقية . فالملاحظ انه ما ان انتهت تظاهرة في مدينة ما الا وانطلقت على اثرها اخرى في مدينة ثانية الامر الذي سيكلف قوات الامن الكثير من الجهد لاخماد تلك التظاهرات .
احد رجال الدين المحسوبين على النظام كشف خلال خطبة الجمعة ان عددا من العلماء التقوا الرئيس البشير واسدوا له واجب النصيحة وطالبوه بوفق اراقة الدماء ومحاسبة المسؤولين عنها علاوة على حل مشاكل البلاد والعباد . كلام الرجل برأينا مهم للغاية لاسيما في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد فنتمنى ان يأخذ البشير تلك النصيحة مأخذ الجد ويعمل على معاقبة المتورطين في قتل المتظاهرين ويقدمهم للعدالة ،الامر الذي سيهدئ من ثورة البركان الشعبي ضده، لاسيما ان اعقب ذلك بخطوات اصلاحية كبيرة كالدعوة الى انتخابات مبكرة او وعود بعدم الترشح لدورة رئاسية مقبلة .

اسامه الشیخ