ما الجديد في ملف تبادل الاسرى بين الاحتلال وحماس؟

ما الجديد في ملف تبادل الاسرى بين الاحتلال وحماس؟
السبت ١٩ يناير ٢٠١٩ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

ما هو مستقبل تبادل الاسرى بين الاحتلال الاسرائيلي وحركة المقاومة الاسلامية "حماس"، وهل ستنفرج الازمة قريبا للإفراج عن الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال؟ وهل تقود حكومة الاحتلال الاسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو كما ذكرت مصادر اعلامية اتصالات "غير مباشرة" مع حماس لتحريك صفقة تبادل الأسرى معها قبل انتخابات الكنيست الاسرائيلي المقررة في ابريل المقبل؟

العالم - تقارير

نقلت صحيفة "العربي الجديد"، عن مصادر في حركة "حماس"، أن حكومة الاحتلال الاسرائيلي تقوم باتصالات "غير مباشرة" لتحريك صفقة تبادل الأسرى معها، قبل انتخابات الكنيست المقررة في أبريل/ نيسان المقبل.

وقالت المصادر، إن حماس تلقت اتصالات غير مباشرة تقودها حكومة الاحتلال بشأن صفقة الأسرى، معتبرةً ذلك "محاولةً لدعم حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، حسب ما نقلت الصحيفة التي تتخذ من لندن مقرًا لها، دون أن تكشف عن هوية المصادر.

‎وأضافت المصادر، "تلقينا أخيرًا اتصالاتٍ جديدةً من طرف أوروبي إضافة إلى القاهرة، بشأن تحريك مفاوضات ملف أسرى الاحتلال لدينا".

وشددت المصادر على تمسُّك الحركة، وذراعها العسكرية "كتائب القسام"، بالشروط السابقة المتعلقة بإطلاق كافة الأسرى الفلسطينيين الذين كان قد أفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وأعاد كيان الاحتلال اعتقالهم بعد إتمام الصفقة التي أُفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي الذي كان اسيرا عند "حماس"، جلعاد شاليط.

واعتبرت أنّ "حكومة نتنياهو تناور من وقت لآخر لتحقيق مكاسب شعبية"، مشيرةً إلى أن "هذه المرة يبدو أنّ هناك رغبة قوية في إتمام الصفقة قبل الانتخابات المقبلة وسط استطلاعات تؤكد انخفاض حظوظ نتنياهو".

ولفتت إلى أنّ "الحديث عن صفقة جزئية يتم بموجبها الإفراج عن واحد أو اثنين من الأسرى الذين بحوزة الحركة -كما يروّج الاحتلال- مرفوض تمامًا"، مشددة على أنّ "حماس متمسّكة بتنفيذ الصفقة دفعة واحدة، حال تمّ التوصل إلى اتفاق بشأنها".

كذلك، كشفت المصادر عن أنّ المبعوث الأممي إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، فتح نقاشًا مع قيادة "حماس" لاستطلاع موقفها بشأن هذا الملف.

وأكدت على أنّ "القسام لن تقدّم أي معلومات دون مقابل، فالكتائب حدّدت مطالبها بشأن إطلاق الأسرى المحررين، وبعدها يبدأ التفاوض، وقبل ذلك لن يصل الاحتلال لأسراه، وليفعل ما يشاء".

ولم يرد تعليق إسرائيلي أو مصري أو أوروبي أو أممي، حول ما أوردته الصحيفة.

وقد تزامن الكشف عن الاتصالات الإسرائيلية لمحاولة إنجاز الصفقة مع تأكيد "القناة الثانية عشرة" الإسرائيلية أنّ الضابط الإسرائيلي الأسير لدى حماس، هدار غولدين، ما زال على قيد الحياة، وذلك في رواية منافية لتلك التي تروّجها حكومة نتنياهو حول احتفاظ حماس برفاته فقط، بعد أن تمكّن عناصر الحركة من قتله خلال العدوان الأخير على القطاع عام 2014.

وفي سياق متصل بالملف، اجتمع ملادينوف مع عائلة إفرا منغيستو، الأسير الاسرائيلي لدى حماس في قطاع غزة، وأكد خلال الاجتماع الذي عقد في مقرّ الأمم المتحدة في القدس المحتلة، أنه سيسعى للحصول على معلومات أكثر حول وضعه.

وزعم ملادينوف أن منغيستو مختلّ عقلياً، قائلا "احتجاز شاب مختل عقلي هو أمر إنساني بحت، وعليه، فإنني سأواصل بذل الجهود لتقديم إطلاق سراحه".

من جهتها اشارت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية، الى أن "إسرائيل" تسعى للتوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل أسرى مع حماس، وأكدت أن حكومة نتنياهو تحاول من خلال ذلك تحسين صورة الحكومة الإسرائيلية، أمام الجمهور الإسرائيلي، قبل موعد الانتخابات العامة.

الى ذلك قالت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، اليوم السبت، إن حكومة الإحتلال "غير جاهزة" لصفقة تبادل أسرى جديدة، مشيرة أنه "لا جديد" في هذا الملف.

وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح خاص للأناضول، إن "الاحتلال الإسرائيلي ليس جاهزا لصفقة تبادل أسرى جديدة".

وأضاف برهوم بهذا الخصوص: "لا جديد في ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى".

وتحتجز "حماس" منذ عام 2014، أربعة أسرى إسرائيليين، بينهم جنديان لم يعرف حتى اليوم مصيرهم، وترفض الحركة تقديم معلومات عما إذا كان المحتجزون على قيد الحياة. واعلنت "كتائب القسام" للمرة الأولى في إبريل/ نيسان 2016، عن وجود 4 أسرى إسرائيليين بحوزتها، دون تقديم تفاصيل حول مصيرهم.

وتطالب "حماس" بضرورة إطلاق سراح أسرى "صفقة شاليط" الذين تم إعادة اعتقالهم، كمقدمة لأي مفاوضات حول صفقة تبادل ثانية. وأبرمت الحركة في تشرين الأول/ نوفمبر 2011، صفقة تبادل مع إسرائيل بوساطة مصرية، تم بموجبها إطلاق سراح 1027 معتقلا فلسطينيا، مقابل إطلاق حماس سراح الجندي جلعاد شاليط، الذي كان محتجزا لديها. لكن "إسرائيل" أعادت في حزيران/ يونيو 2014 اعتقال 60 من الفلسطينيين المفرج عنهم، من الضفة الغربية المحتلة. في حين تقول هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إن نحو 6500 أسير فلسطيني يقبعون داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي.