جرحى وجثث متفحمة في المكسيك.. والحكومة تبدأ التحقيق!

جرحى وجثث متفحمة في المكسيك.. والحكومة تبدأ التحقيق!
الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٩ - ٠٨:٣١ بتوقيت غرينتش

في أوج حملة شاملة للحكومة لمكافحة سرقة المحروقات، قُتل الجمعة 73 شخصاً على الأقل في حريق أنبوب نفط في وسط المكسيك، عندما كان سكان محليون يحاولون الحصول على النفط المتسرب.

العالم - الاميركيتان

وقال حاكم ولاية إيدالغو عمر فياض: إن الحصيلة هي 73 قتيلاً، بعد العثور على 5 جثث إضافية، وأضاف: "هناك أيضاً 74 جريحاً".

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية يُعد هذا الانفجار هو أحد انفجارات أنابيب النفط الأكثر دمويةً في العالم منذ 25 عاماً.

وصباح يوم السبت، توجه سكان إلى مكان المأساة بحثاً عن أقاربهم المفقودين، ووجدوا تقنيين يرتدون الأبيض يسحبون جثثاً متفحمة توزعت في حقل الْتهمته النيران.

واندلع الحريق في بلدة تلاويليلبان في ولاية إيدالغو على بُعد نحو 105 كيلومترات شمال العاصمة مكسيكو.

ودفع تسرب النفط من الأنبوب، عشرات السكان المحليين وبينهم عائلات بأسرها، إلى القدوم لتعبئة جالونات من النفط.

وبعد ساعتين على التسرب "علمنا بحصول انفجار" حسب الحاكم، الذي أشار إلى أن "ألسنة النيران كانت تلتهم كل شيء في محيط" أنبوب النفط.

وأوكل للمدعي العام بالوكالة "أليخاندرو جيرتز" التحقيق، وتحدث عن احتمال التعمد؛ لأن "شخصاً ما ثقب الأنبوب، والحريق نتيجة هذه الجريمة".

ومن جهته، أعلن الرئيس المكسيكي الذي توجه إلى موقع الكارثة، فجر أمس السبت، أن تحقيقاً سيُفتح بإشراف المدعي العام.

وقال حاكم ولاية إيدالغو لقناة "فورو تي في" المحلية: "نعرف أن الحادث مرتبط بعمل غير قانوني، وكانت السلطات المعنية تتابعه أساساً".

وعمل الخبراء يوم السبت، على سحب جثث متفحمة من الموقع الذي يحرسه جنود، فيما لا تزال رائحة الدخان منبعثة في الهواء.

وعرضت وسائل إعلام لقطات لعشرات الأشخاص يقومون بجمع النفط الذي كان يتدفق بكميات كبرى، من مكان التسرب.

وبعد ساعات، بثت لقطات للحريق بينما كان الناس يهربون هلعاً، ويستغيثون وظهرت جثث متفحمة على الأرض.

وقال فرناندو جارسيا لوكالة "فرانس برس": "ذهبت لأرى ماذا يحدث، ووقع الانفجار، فأسرعت لمساعدة الناس"، وأضاف: "مررت بين رفات أشخاص احترقوا بالكامل".

وقرابة منتصف ليل الجمعة، أعلن وزير الأمن في الحكومة الفيدرالية ألفونسو دورازو، السيطرة على الحريق.

ومن جهتها، أعلنت شركة النفط الوطنية "بيميكس" أن حريقاً آخر اندلع بسبب سرقة نفط من أنبوب في منطقة صحراوية بولاية كويريتارو وسط البلاد، دون ضحايا، أو خطر على السكان.

وتأتي الحادثة بينما تنفذ سلطات المكسيك استراتيجية وطنية لمكافحة سرقة المحروقات التي تسببت في خسائر بـ3 مليارات دولار للدولة في 2017.

وتفيد أرقام رسمية بأن أكثر من 10 آلاف سرقة من هذا النوع سجلت في السنة نفسها من أنابيب شركة النفط "بيميكس".

وتجمع عصابات إجرامية وعائلات فقيرة، النفط بطريقة غير قانونية لإعادة بيعه في السوق السوداء؛ خاصةً في ولاية بويبلا في وسط البلاد.

وتشكلت حول هذه الممارسات غير القانونية، ثقافة محلية تتضمن أغاني شعبية، ورسوماً لشخصيات دينية تحمل جالونات وأنبوباً بلاستيكياً.

وفي بعض المناطق، تبيع محطات رسمية للوقود، المحروقات المسروقة.

وأغلقت الحكومة -التي تسعى إلى وقف هذه الظاهرة- منذ أسابيع عدداً من أنابيب النفط.

وتسببت هذه الاستراتيجية في نقص المحروقات في نحو 10 ولايات في البلاد بما في ذلك في العاصمة، وتشاهد صفوف انتظار طويلة في محطات الوقود، وإن كان الوضع يعود تدريجياً إلى طبيعته في مكسيكو، خاصةً بعد وصول إمدادات بشاحنات.

وفتحت السلطات 1700 تحقيق في سرقة المحروقات التي تحولت إلى صناعة مربحة للسوق السوداء في عهد الحكومة السابقة، تشارك فيها عصابات تهريب المخدرات النافذة، وعاملون في شركة النفط الوطنية "بيميكس".

وكان الرئيس لوبيز أوبرادور الذي تولي مهامه في 1 ديسمبر الماضي، قد دعا المكسيكيين إلى التحلي بالصبر وسط هذه الفوضى.

وفي مكان الانفجار في تلاويليلبان، أدان كثيرون هذا النقص، وقال مارتن تريخو، الذي كان يبحث عن ابنه الذي توجه إلى المكان للحصول على نفط: "كثيرون قدموا مع عبواتهم بسبب نقص الوقود الذي نشهده".

وتقول السلطات: إن "لصوص النفط يستفيدون من تواطؤ داخل الشركة الوطنية".