ابطال العراق يترقبون جولة حاسمة في مكافحة الارهاب!

ابطال العراق يترقبون جولة حاسمة في مكافحة الارهاب!
الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٩ - ١٠:٥٣ بتوقيت غرينتش

على ضوء تداعيات الاعلان الامريكي بالانسحاب من سوريا والتحذيرات من تغلغل تنظيم "داعش" الوهابي داخل الاراضي العراقية، ارسلت القوات العراقية تعزيزات كبيرة على الحدود مع سوريا تحضيرا لشن عملية ضد "داعش" في العمق السوري. العملية التي تنتظر ساعة الصفر اعتبرها المراقبون استباقية وتأتي على خلفية تسريبات اعلامية بوجود مخطط امريكي اسرائيلي لضرب اهداف تابعة للحشد الشعبي في العراق بهدف إضعاف محور المقاومة.

العالم - العراق

تحدثت مصادر عسكرية مطلعة، عن استكمال تعزيزات كبيرة على الحدود العراقية مع سوريا لشن عملية عسكرية في العمق السوري مشيرة إلى ان القوات المتأهبة تنتظر "ساعة الصفر".

ونقلت صحيفة "المدى" عن تلك المصادر، قولها في تصريحات صحفية، أمس السبت، 19 كانون الثاني 2019، إن "العملية ستنطلق خلال اليومين المقبلين، وعدد القوات الأمنية المشاركة قد يصل الى نحو 20 ألف مقاتل".

وأضافت انه في نهاية الاسبوع الماضي بدأت أولى الضربات التمهيدية، حيث قصفت المدفعية والراجمات العراقية بشكل متواصل الأراضي السورية، وأفاد قائد عمليات الحشد الشعبي في الأنبار قاسم مصلح، ان "تنظيم داعش شن نهاية الأسبوع الماضي هجوما على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) داخل الحدود السورية، و كإجراء احتياطي، عزز الحشد الشعبي قواته على الشريط الحدودي، تحسبا لأي طارئ".

وأكدت المصادر أن "تلك التعزيزات هي من ضمن تدابير العملية العسكرية التي سيشارك فيها الحشد الشعبي والعشائري وكل صنوف القوات العراقية"، موضحة أن "القوات العراقية ستتوغل في الأراضي السورية لمسافة 80 كم الى منطقة هجين السورية، في عملية عسكرية تهدف الى إنهاء وجود داعش في مناطق سوسة وشعيث وهجين وهي مناطق تقع في الاراضي السورية".

وأشارت الى أن "القوات العراقية قد تبقى 10 أيام، وهو الوقت المحددة لزمن العملية، قبل أن تسلم تلك الأراضي إلى الجانب السوري".

وكان مستشار الأمن الوطني فالح الفياض زار العاصمة السورية دمشق نهاية العام الماضي، والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد، وبحسب بعض التسريبات فإن الأخير أعطى للعراق تفويضا بضرب المناطق التي ما زالت بيد داعش في سوريا، فيما تؤكد المصادر أن "العملية العسكرية الجديدة هي باتفاق بين العراق والجانب السوري".

وتاتي هذه الاستعدادات بالتزامن من بدء انسحاب القوات الاميركية من سوريا الى داخل الاراضي العراقية والتهديدات الاسرائيلية لاستهداف الحشد الشعبي.

واعلن الرئيس الأمريكي في اواخر الشهر الماضي بصورة مفاجئة بأن الولايات المتحدة تمكنت من هزيمة "داعش" في سوريا، حسب زعمه، معتبرا ان ضرورة تحقيق هذا الهدف كانت السبب الوحيد لبقاء قوات بلاده في الولايات المتحدة.

صرّح مصدر في الحكومة العراقية، الخميس الماضي، بان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو نقل رسالة إلى رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، مفادها أن واشنطن لن تتدخل إذا قصفت "إسرائيل" مواقع للحشد الشعبي في العراق.

واضاف المصدر فی تصریح لـ"روسيا اليوم"، إن "بومبيو أخلى ساحة واشنطن من أي هجوم قد تقوم به تل أبيب على مواقع الحشد الشعبي في العراق، وإنها لن تتدخل لإيقافه".

وتابع أن "عبد المهدي أبدى انزعاجه من الأمر، وأكد لبومبيو أن لهذا الأمر تداعيات خطيرة على المنطقة".

وكانت وزارة الدفاع الروسية اتهمت في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، الولايات المتحدة بدعم داعش في سوريا.

وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، إن "داعش هاجموا قوات النظام من منطقة قريبة من الأردن، وكان لديهم إحداثيات دقيقة للمواقع، وهو ما لا يمكن الحصول عليه سوى من خلال عمليات الاستطلاع الجوي".

كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فی تصریح لقناة RT France ووسائل إعلام فرنسية فی 18 من شهر اکتوبر الماضی بإن الأمريكيين يحاولون إقامة دويلة غير شرعية شرقي الفرات في سوريا، ويرعون هناك فلول داعش.

في هذا السياق، أعلن لافروف ايضا في تصريح له فی 24 نوفمبر 2018 بأن الولايات المتحدة تنظر إلى تنظيم داعش الإرهابي على أنه “حليف لها في العمل على تغيير النظام في دمشق”.

ومن جهته اعلنت مصادر عسكرية اميركية وعراقية انه سيتم نقل القوات الاميركية من سوريا الى العراق حيث صرح مسؤول في البنتاغون لقناة الحرة بأن 2130 عنصرا من القوات الخاصة الأميركية ستغادر سوريا وستنتشر في أربيل العراقية.

كما اعلنت قيادة العمليات المشتركة في العراق أن انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية إلى داخل جارتها العراقية سيكون بالتحديد إلى مدينة أربيل بمنطقة كردستان العراق.

وقال الناطق باسم العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، أن "انسحاب القطعات الأمريكية من سوريا سيكون إلى أربيل".

وشدد العميد رسول على "عدم حاجة العراق لهذه القوات"، مبينا أن "القوات الأمريكية المنسحبة لن تستقر في قاعدة عين الأسد "في الأنبار غرب العراق"، وأن عدد المستشارين الأمريكيين المتواجدين كاف ولا نحتاج إلى زيادتهم".

ويرى المراقبون ان انسحاب القوات الاميركيه من العراق واعادة تموضعها في العراق بالتزامن مع التهديدات الاسرائيلية ضد الحشد الشعبي في العراق يأتي في اطار تنفيذ مخطط اميركي اسرائيلي مشترك يهدف الى اطلاق يد جماعة "داعش" الوهابية المنتشرة في شرق الفرات لتنفيذ الاعمال الارهابية في داخل سوريا وكذلك التغلغل داخل الاراضي العراقية لاثارة انعدام الامن فيها واستهداف مقاتلي الحشد الشعبي الذين يكافحون فلول "داعش".

وتحاول اميركا من خلال تنفيذ هذا السيناريو بأذرع اسرائيلية تمهيد الارضية لتصعيد هجمات "داعش" الارهابية في داخل سوريا والعراق بهدف تبرير استمرار تواجدها العسكري في المنطقة من جهة واستهداف المقاومة لإضعافها في مواجهة هذه الزمرة الارهابية من جهة اخرى.

ويعقد المراقبون انه في ضوء هذه التطورت فان القوات المسلحة العراقية تحشد على الحدود العراقية السورية لاجراء عملية استباقية لافشال هذا السيناريو الاميركي الاسرائيلي.

وأفاد عضو في مجلس الأنبار، انه "منذ 10 أيام تصل تعزيزات غير اعتيادية الى الشريط الحدودي الفاصل بين العراق وسوريا لم تكن سابقا موجودة في المحافظة".

وبحسب "المدى" فانه وقبل "ساعة الصفر" للعملية الحاسمة التي قد تبدأ خلال الـ48 ساعة المقبلة، زادت تصريحات قيادات ميدانية (أمام لجان برلمانية) بوجود تسلل للمسلحين عبر الحدود.