الاعتداء الاسرائيلي والتفجير الارهابي قرب دمشق.. هل من علاقة؟

الاعتداء الاسرائيلي والتفجير الارهابي قرب دمشق.. هل من علاقة؟
الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

تصدت الدفاعات الجوية السورية لعدوان جوي إسرائيلي استهدف المنطقة الجنوبية ومنعته من تحقيق أي من أهداف، فيما اعلن جيش الاحتلال اعتراض صاروخين فوق الجولان المحتل. جاء ذلك بعد تفجير ارهابي بسيارة مفخخة استهدف نقطة عسكرية قرب المتحلق الجنوبي بمحيط العاصمة دمشق دون وقوع ضحايا.

العالم - تقارير

مصدر عسكري سوري اعلن أن الدفاعات الجوية للجيش السوري احبطت هجوما جويا إسرائيليا استهدف المنطقة الجنوبية ومنعته من تحقيق أي من أهدافه.

يأتي هذا الاعتداء بعد 9 ايام على اعتداء اسرائيلي جوي آخر على مواقع في محيط العاصمة دمشق، حيث تصدت له الدفاعات الجوية واقتصرت اضراره على إصابة أحد المستودعات في مطار دمشق الدولي. فيما تمكنت الدفاعات السورية من اسقاط معظم الصواريخ الاسرائيلية.

بدورها اعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية السورية باستخدام أنظمة من طراز "بوك" و"بانتسير" أسقطت 7 صواريخ إسرائيلية أطلقت على مطار بجنوب شرق دمشق.

ومنذ بدء الحرب على سوريا في 2011، قصف الكيان الإسرائيلي مرارا أهدافا في سوريا كان آخرها في الـ11 من الشهر الحالي في مطار دمشق الدولي.

ونادرا ما يعلق الكيان الاسرائيلي على استهداف سوريا، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أقر الأسبوع الماضي بشن الغارة الاسرائيلية في الحادي عشر من الشهر الجاري زاعما انها استهدفت "مستودعات أسلحة" في مطار دمشق.

قصف متبادل

وتشهد جبهة القنيطرة حالة من التوتر بعد الاعتداء الإسرائيلي الفاشل اليوم على محيط دمشق، حيث شهدت الجولان المحتل تبادل عدد من القذائف بين الجانبين السوري والإسرائيلي.

واثر تلك التطورات قال الاعلام الاسرائيلي ان ما يسمى بالقبة الحديدية تصدت لصاروخ اطلق باتجاه الجولان السوري المحتل انطلاقا من الاراضي السورية.

وزعم الناطق باسم جيش الاحتلال، أفيخاي ادرعي، على صفحته الرسمية عبر "تويتر": "تم رصد إطلاق قذيفة صاروخية نحو منطقة شمال هضبة الجولان حيث تم اعتراضها من قبل منظومة القبة الحديدية"، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال دفع بتعزيزات أمنية إلى مكان سقوط القذيفة، للقيام بأعمال بحث وتفتيش حسب قوله.

تفجير ارهابي بمحيط دمشق

وفي محيط العاصمة دمشق وقع تفجير ارهابي بسيارة مفخخة استهدف نقطة عسكرية بالقرب من المتحلق الجنوبي للمدينة دون وقوع ضحايا، وأكدت وكالة سانا إلقاء القبض على إرهابي.

وقال الإعلام الحربي إن الأجهزة الأمنية أحبطت محاولة تفجير ثان بتفكيك عبوة ناسفة؛ واضافت شبكة الإعلام الحربي إن ما تسمى "سرية أبو عمارة" الارهابية تبنت التفجير.

وافاد مراسل العالم ان الحياة عادت الى طبيعتها في العاصمة دمشق وجميع الطرق المؤدية الى منطقة المتحلق الجنوبي.

ولفت مراسل العالم الى انه تم تأمين المنطقة واعادة فتح جميع الطرق بالقرب من منطقة وقوع التفجير بعد تأمين المنطقة بشكل كامل من قبل قوى الأمن.

ويعتبر هذا التفجير هو الأول بعد اعلان مدينة دمشق وريفها، مدينة آمنة وخالية من الارهاب والارهابيين، حيث تحاول الجماعات الارهابية احداث ارباك امني في العاصمة بعد عودة الحياة فيها الى طبيعتها.

اعتراف اسرائيلي بدعم جماعات مسلحة في سوريا

الى ذلك كشفت صحيفة "ساندي تايمز" البريطانية بعد مقابلة صحفية أجرتها مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي انتهت دورة تسلمه لهذا المنصب قبل أسبوع، الفريق غادي آيزنكوت، أنه لأول مرة منذ بداية الحرب في سوريا، يعترف علناً بأنه قدم أسلحة للجماعات المسلحة والإرهابية المسلحة التي كانت تتخذ مواقع لها قرب شريط فض الاشتباك في الجولان.

ويشكل هذا الاعتراف أول تأكيد رسمي "إسرائيلي" لكل ما كانت وسائل الإعلام السورية تعلن عنه وتشير فيه إلى دور الاحتلال الإسرائيلي في تسليح الجماعات المسلحة التي كانت تعمل ضد الجيش السوري في منطقة جنوب سورية بما في ذلك منطقة درعا والقنيطرة.

ولم يكتف آيزنكوت بالإقرار بتسليح المسلحين فقط، بل أقر في المقابلة نفسها أن الجيش الإسرائيلي قصف مواقع داخل سورية بحجة أنها لجنود إيرانيين بألفي صاروخ وقذيفة في عام 2018 فقط وأنه لم يصرح عن هذه العمليات علناً بل كان يتركها لما تذكره وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية من دون ذكر المصدر الرسمي الإسرائيلي.

وكانت مجلة "فورين بوليسي" الإلكترونية الأميركية قد أعدت تقريراً في أيلول الماضي حول الدور الإسرائيلي في تقديم السلاح والذخيرة للجماعات المسلحة ذكرت فيه أن "إسرائيل" كانت تدفع رواتب شهرية لعدد من الميليشيات إضافة إلى المعدات العسكرية والأسلحة والذخائر، لكن "إسرائيل" لم تعلق على هذا التقرير في حينه رغم أن الجيش السوري كان قد ذكر منذ عام 2013 أنه صادر أسلحة وذخائر إسرائيلية كانت الميليشيات المسلحة تتلقاها من "إسرائيل" وكان من بينها عربات مسلحة وأسلحة أميركية.

لكن انتصارات الجيش السوري وحلفائه المتتالية، جعلت الكيان الاسرائيلي يفقد وجود هذه الجماعات المسلحة، وتحديداً بعد تطهير منطقة جنوب سوريا في درعا والقنيطرة، فبدأ يلجأ إلى شن غارات ضد أهداف داخل سوريا، ولا يعلن مسؤوليته عنها.

وفي ظل هذه المعطيات يرى خبراء ومحللون سياسيون ان وقوع الاعتداء الارهابي بمحيط دمشق قبل ساعات قليلة على الاعتداء الاسرائيلي قرب دمشق وتبني جماعات مسلحة له، يدل على وجود تنسيق بين الطرفين، ربما لمحاولة تعكير صفو الامن والاستقرار في دمشق واظهار ان الحرب لم تنته بعد، ولكن الشعب السوري تجاوز الاعتداءين في دقائق وعادت الحياة الى طبيعتها.