الى ماذا تهدف السعودية من التقارب مع العراق؟

الى ماذا تهدف السعودية من التقارب مع العراق؟
الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٩ - ٠٥:٥٩ بتوقيت غرينتش

في أحدث مؤشر على محاولات تحسين العلاقات السعودية – العراقية التي بدأت بإعادة فتح السفارة السعودية في بغداد عام 2015، اجرى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان اتصالا هاتفيا مع رئيس وزراء العراق، عادل عبد المهدي اعرب فيه عن دعم المملكة لأمن وازدهار العراق، فيما أثنى الأخير على تطور العلاقات بين البلدين.

العالم - العراق

وبحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، اليوم الخميس فقد تلقى رئيس مجلس الوزراء، عادل عبد المهدي، اتصالا هاتفيا من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، حيث عبر ولي العهد عن تهانيه وعن تأييد المملكة السعودية الكامل للعراق ودعمها لأمنه وازدهاره الدائمين. فيما أعرب عبد المهدي عن ترحيب العراق بتطور العلاقات بين البلدين بحسب البيان.

وكانت العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والعراق قطعت في 1990 اثر غزو النظام الصدامي للكويت، غير أنها أعيدت في 2004 عقب الاطاحة بنظام صدام.

ويأتي التقارب السعودي العراقي بحسب مراقبين في إطار سعي بغداد إلى الحصول على مزايا اقتصادية عبر اشراك الرياض في عملية اعادة إعمار المناطق التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الوهابي.

ففي تشرين الأول/أكتوبر 2017 وقبل شهرين من إعلان العراق الانتصار على "داعش" رسميا، اعلنت بغداد والرياض تأسيس مجلس تنسيق مشترك للمساعدة في إعادة بناء مناطق مدمرة استعادها العراق من الارهابيين التكفيريين.

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي العراقي، أحمد الميالي، إن العلاقات العراقية – السعودية شهدت انفتاحًا بصورة واضحة؛ منذ 2014، وفي العام الماضي بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي، باتت السياسة الخارجية العراقية تتطلب تحقيق توازن على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ورأى الميالي أنه من الأفضل أن يكون للسعودية دور في الاستثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية بالعراق؛ بدلًا من لعب دور سلبي كما حدث خلال عامي 2012 و2013، عندما دعمت الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة.

وتابع انه من المهم نقل التنافس الإقليمي في العراق من السياسي إلى الاقتصادي، وفتح المجال أمام مختلف الدول بشكل متوازن للعمل في العراق.

هذا ومع تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ناقش وزير النفط العراقي مع وزير الطاقة السعودي في بغداد ربط شبكة كهرباء بين البلدين لتلبية احتياجات العراق من الكهرباء.

وقال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد إن العراق والسعودية اتفقا على العمل معا من أجل تحقيق الاستقرار في أسواق النفط. وأضاف أن وزير النفط العراقي ناقش مع وزير الطاقة السعودي خلال اجتماع في بغداد ربط شبكة كهرباء بين البلدين لتلبية احتياجات العراق من الكهرباء.

ويضخ العراق حاليا نحو 4.6 مليون برميل نفط يوميا وهو ثاني أكبر منتج بعد السعودية في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). ويصدر العراق معظم نفطه عبر الموانئ الجنوبية وهو ما يمثل أكثر من 95 بالمئة من إيرادات الدولة.

وفي الـ17 من ديسمبر/كانون الاول زار رئيس البرلمان العراقي، السعودية حيث دعا السعودية للمساهمة في جهود إعادة إعمار ما دمرته الحرب في العراق، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما.

وفي شباط/فبراير الماضي، قدرت الحكومة العراقية، وفقا لدارسة أجراها خبراء عراقيون ودوليون الحاجة الفعلية لإعادة إعمار البلاد بـ88.2 مليار دولار على مدى 10 سنوات.

وتعرضت البنى التحتية في المحافظات الشمالية والغربية الى دمار كبير على مدى 3 سنوات من القتال بين القوات الحكومية وتنظيم "داعش" الإرهابي، الذي فرض سيطرته على ثلث مساحة البلاد منتصف 2014.

يشار الى أن تنظيم "داعش" الوهابي المنبثق عن تنظيم "القاعدة" الارهابي في العام 2014 بزعامة المدعو "ابو بكر البغدادي"، سيطر في التاسع من يونيو/ حزيران من ذلك العام على محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين العراقية، وأضحى هذا التنظيم معروفا بفيديوهات قطع الرؤوس للمدنيين والعسكريين وتدميره لكافة البنى التحتية العراقية الى جانب هدمه للآثار والمواقع الأثرية.

وأطلقت المرجعية الدينية العليا في العراق في 13 حزيران 2014، فتواها بـ"الجهاد الكفائي" للقادرين على حمل السلاح لمقاتلة هذا التنظيم الارهابي، ودعتهم إلى التطوع والانخراط في صفوف القوات الأمنية، حيث تمكنت قوات الجيش العراقي بمساندة المتطوعين الذين اطلقت عليهم تسمية "الحشد الشعبي"، من تحرير كافة الاراضي التي سيطر عليها تنظيم "داعش" الذي يعدّ صناعة اميركية صهيونية، ويتبنى الفكر الوهابي التكفيري الذي تروج له بعض الدول الرجعية العربية بالمنطقة في محاولة لتمرير اجندة اقليمية ودولية تهدف الى تجزئة المنطقة بعد تدميرها.

وفي ابريل/نيسان عام 2018، كشف تقرير خطير نشرته مؤسسة أبحاث التسلح، المعنية بالتحقق من مصدر وصول الأسلحة إلى جميع الجماعات المتحاربة في معظم العالم، عن أن معظم أسلحة تنظيم "داعش" الإرهابي، حصلت عليها من الولايات المتحدة والسعودية.