الجزء الاول..

فنزويلا..انقلاب محضر اميركيا،هل تنجح واشنطن هذه المرة؟

فنزويلا..انقلاب محضر اميركيا،هل تنجح واشنطن هذه المرة؟
السبت ٢٦ يناير ٢٠١٩ - ٠٤:٥٤ بتوقيت غرينتش

​​​​​​​ليست جديدة قصة الانقلابات ومحاولات اسقاط النظام في فنزويلا، خاصة بعد وصول الرئيس السابق "هوغو تشافيز" الى السلطة عام 1999. حيث بدأت أولى محاولات الانقلاب بعد ثلاث سنوات من انتخابه بترتيب اميركي واضح رغم نفي ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش الابن حينها تورطها فيها. 

العالم - قضية اليوم

وبعد حوالي خمسة عشر عاما، يعود النهج نفسه ليطبق على الساحة الفنزويلية، وكما كانت مستشارة الامن القومي الاميركي حينها "كوندوليزا رايس" من اهم المحرضين والمشرفين على محاولة الانقلاب على تشافيز، تتكرر الصورة في انقلاب عام 2019، مع مستشار الامن القومي جون بولتون الذي بدأ قبل نحو شهرين التصويب باتجاه كاراكاس ومعها كل من كوبا ونيكاراغوا، وهذه الدول الثلاث الوحيدة المتبقية في مواجهة سياسات واشنطن في اميركا الجنوبية.

لكن قبل الخوض في تفاصيل ومعطيات محاولة الانقلاب الاخيرة، من الضروري الحديث عما يمكن ان يدفع الولايات المتحدة لدعم سياسة قلب النظام في فنزويلا.

1 تمتلك فنزويلا اكبر احتياطي من النفط عالميا (300 ملیار برمیل) ( تنتج یومیا 1.3 ملیون برمیل).

2 تحتل فنزويلا المرتبة الثلاثة في اميركا الجنوبية من حيث انتاج الفحم بعد كولومبيا والبرازيل

3 تمتلك فنزويلا اكثر من 4 مليار طن من خام الحديد منها حوالي 2 مليار طن عالي الجودة

( وضعت الصين ميزانية تبلغ 10 مليارات دولار للتنقيب عن الذهب في فنزويلا)

( في العام 2017 اعلنت فنزويلا عدم التعامل بالدولار الاميركي في عمليات بيع النفط واستبدلتها بالعملة الصينية)

هذه الارقام تكفي لجعل فنزويلا هدفا لسياسة التدخل الاميركية التي لم تهدأ طوال عقود. وعليه تحركت الة تحضير وتجهيز وانتاج الانقلابات. مستشار الامن القومي الاميركي "جون بولتون" اصدر بيانا في 11 كانون الثاني يناير 2019 اي قبل 12 يوما من اعلان الانقلاب في كاراكاس. بولتون قال ان ادارة دونالد ترامب تدعم البرلمان الفنزويلي (الذي يرأسه خوان غوايدو بطل محاولة الانقلاب الاخيرة). بولتون اضاف ان واشنطن تدعم ما اسماه القرار الشجاع لغوايدو بتحريك عملية تهدف لاعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بانه غير شرعي.

بولتون اظهر بوادر اكثر للانقلاب الاميركي في كاراكاس، بالقول ان واشنطن تحمل مادورو مسؤولية حياة الناس الذين سينزلون الى الشارع لاختيار قائدهم.

بعد هذا البيان بأقل من اسبوعين خرج غوايدو الى الشارع واعلن نفسه رئيسا بالوكالة، في خطوة اكدت المؤسسة العسكرية في البلاد انها انقلاب على الحكم والسلطة الشرعية المتمثلة بالرئيس مادورو.

محاولة الانقلاب بتحضيراتها وتفاصيلها والاشراف عليها كانت اميركية بامتياز وتحديدا على الخط بين السفارة الاميركية في كاراكاس وواشنطن.

المصادر في البيت الابيض تؤكد انه قبل شهر تواصلت المعارضة الفنزويلية مع السفارة الاميركية في كاراكاس ومع مسؤولين في مجلس الامن القومي الاميركي في واشنطن وعلى راسهم جون بولتون. الفكرة الاولى كانت العمل على استخدام مواد معينة في الدستور الفنزويلي يمكن ان تمكن غوايدو والمعارضة من الاطاحة بمادورو. وهنا اخبرت واشنطن غوايدو وجماعته انها ستعترف بهم بمجرد تفعيل هذه المواد وهو ما ظهر ببيان بولتون الذي اشرنا اليه.

المعارضة الفنزويلية طلبت من الاميركيين دعما دوليا لتنفيذ الخطة، لتبدأ واشنطن عملية حشد التاييد بعد اجتماع بين وزير الخارجية مايك بومبيو وبولتون ووزير التجارة ويلبور روس ووزير الخزانة ستيف منوشن ومدير المجلس الاقتصادي القومي لاري كودلو.

قبل اعلان غوايدو نفسه رئيسا بيوم او يومين تلقى اتصالا من نائب الرئيس الاميركي مايك بنس، يخبره ان ترامب سيدعمه في خطوته. الدعم الاميركي شمل ايضا الضغط لفصل الرئيس مادورو عن الحكومة، وهنا ابلغت وزارة الخارجية الاميركية مؤسسة الاحتياطي الفيدرالي ان غوايدو هو الوكيل الوحيد لدخول الاصول الفنزويلية الى البنوك الاميركية.

كل هذه المعطيات تكشف ان الاميركيين باتوا يلعبون لعبة الانقلابات واسقاط الانظمة فوق الطاولة، وهو ما لا يبدو غريبا في ظل التصريحات التي تخرج من المسؤولين الاميركيين والتي تكشف علنا ان سياسة واشنطن هي الاطاحة بالانظمة خاصة كوبا ونيكاراغوا وايضا ايران وكل دولة لا تقف في صف الاميركيين ولا تقبل بشروطهم ولا تتماشى مع سياستهم التخريبية في المنطقة والعالم.

حسين الموسوي

... يتبع