هل تقدم إيران تنازلات بشأن برنامجها الصاروخي؟

هل تقدم إيران تنازلات بشأن برنامجها الصاروخي؟
السبت ٢٦ يناير ٢٠١٩ - ١٠:٤٤ بتوقيت غرينتش

بعدما اعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان استعداد باريس لفرض المزيد من الحظر على إيران إذا لم يتم إحراز أي تقدم في المحادثات حول برنامجها الصاروخية، اكدت الخارجية الايرانية ان من حق اي بلد وفق القانون الدولي ان يتمتع بالقدرة على تطوير قدراته الدفاعية لتحقيق متطلبات الامن والاستقرار، لاسيما وان ايران اعلنت مرارا وتكرارا ان برنامجها الصاورخي هو محض دفاعي.

العالم - تقارير

هل ستتنازل ايران عن برنامجها الصاروخي؟ سؤال اجاب عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي حيث قال ان القدرات الصاروخية الايرانية هي جزء من قوة الردع المشروعة وضمان للأمن القومي الايراني وغير قابلة للنقاش.

وكانت فرنسا قد اعلنت أنها مستعدة لفرض المزيد من الحظر على إيران إذا لم يتم إحراز أي تقدم في المحادثات حول برنامجها للصواريخ الباليستية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، الجمعة: "نحن مستعدون بحزم لفرض عقوبات إذا لم تسفر المحادثات عن نتائج، وهم (في إشارة إلى الإيرانيين) يعرفون ذلك".

وكان ثلاثة دبلوماسيين قد أكدوا في وقت سابق لوكالة "رويترز" أن فرنسا وبريطانيا ودولاً أخرى في الاتحاد الأوروبي، تدرس فرض حظر اقتصادي جديد ضد طهران.

وأوضحوا أن ذلك الحظر قد يشمل تجميد أصول وحظر السفر على "الحرس الثوري الايراني" الذين زعموا انه يعمل على تطوير برنامج إيران للصواريخ الباليستية.

رد ايراني قاطع بشأن البرنامج الصاروخي

وفي اطار رده على التصريحات الفرنسية فقد اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي أنه تم اطلاع الطرف الفرنسي على ان القدرات الصاروخية الايرانية هي جزء من قوة الردع المشروعة وتم تصميمها تبعا للتهديدات القائمة وان ايران سوف تقوم بتطويرها بحسب الحاجة والظروف.

وأشار قاسمي بان تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان حول فرض حظر على ايران بسبب برنامجها الصاروخي يأتي خلافا لجوهر المحادثات والعلاقات بين البلدين واي حظر جديد تجاه ايران من اي دولة اوروبية سوف يقابل بإعادة النظر للعلاقات الثنائية مع تلك الدولة.

ومن حق اي بلد وفق القانون الدولي ان يتمتع بالقدرة على تطوير قدراته الدفاعية لتحقيق متطلبات الامن والاستقرار، لاسيما وان ايران اعلنت مرارا وتكرارا ان برنامجها الصاورخي هو محض دفاعي.

وفي منطقة ملتهبة مثل منطقة الشرق الاوسط، فإن ايران تملك الحق الشرعي والقانوني بتطوير امكاناتها الدفاعية في مقابل التهديدات التي تتعرض لها من قبل قوى الاستكبار العالمي والصهيونية.

وفي مقابل التهديدات التي يطلقها قادة الكيان الصهيوني والاسلحة غير المشروعة التي يمتلكها الكيان من حق ايران تطوير قدراتها العسكرية والصاروخية للدفاع عن امنها واستقرارها.

الانحياز الاوروبي والاميركي "لاسرائيل" والدول المارقة

وكان الاجدر بفرنسا وغيرها من البلدان الاوروبية والولايات المتحدة التي تطالب ايران بتقليص برنامجها الصاروخي ان تتوجه بالضغط على الكيان الغاصب للقدس من اجل الحد من مشاريعه في تطوير اسلحته للدمار الشامل وكذلك اسلحته النووية، وبدرجة اولى بالدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان وتزعم انها مهتمة بتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة ان تفرض عقوباتها على الكيان الاسرائيلي الذي يمارس القتل اليومي للفلسطينيين.

ويجب ان تعرف البلدان الاوروبية ان حكومة الاحتلال الصهيونية هي مصدر التوتر الاكبر في المنطقة ويجب ان تتجه ضغوطاتهم للحد من التوجهات المارقة لتلك الحكومة، وليس بعيدا عنا في الزمان والمكان حيث ان حكومة تل ابيب تواصل عدوانها على الاراضي السورية بعشرات الصواريخ البالستية والمجنحة، فلماذا يجب ان تصمت اوروبا على الانتهاكات التي تقوم بها حكومة تل ابيب في سوريا وكذلك في لبنان؟ والآن هي تهدد العراق بعدوان جديد بحسب مانقل عن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في لقائه مع المسؤولين العراقيين!!

اضافة الى حكومة الاحتلال الاسرائيلية التي تمارس القتل العلني بحق الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين هناك الحكومة السعودية التي كشفت الاقمار الصناعية انها تقوم بتطوير برنامجا لانتاج الصواريخ، ولوكانت المسألة بالنسبة الى السعودية هو تطوير برنامج دفاعي يحقق لها امنها لهان الامر لكنها تستخدم اسلحتها لقتل المدنيين في اليمن وهي على مدار عدوانها على هذا البلد استخدمت افتك الاسلحة المشروعة وغير المشروعة في ضرب الاهداف اليمنية.

تلك الاسلحة التي قتلت آلاف المدنيين اليمنيين حصلت عليها السعودية من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية، واذا كانت البلدان الاوروبية حريصة حقا على حقوق الانسان وعلى الامن في المنطقة كان الاجدر بها ان توقف امداد السعودية بالاسلحة لوقف نزيف الدم في اليمن.

وبخلاف تلك البلدان المارقة لم تعتد ايران على اي بلد وتدعو الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة على الدوام لترسیخ السلام والاستقرار في المنطقة هذا مااكده المتحدث باسم الخارجية الايرانية معتبرا ان البیع المكثف للاسلحة المعقدة والهجومیة من قبل امیركا وبعض الدول الاوروبیة ومنها فرنسا یعد عنصرا لزعزعة الاستقرار والتوازن في المنطقة، واكد قاسمي ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة قد صممت قدراتها الدفاعیة على اساس التقییم الحقیقي للتهدیدات القائمة وستقوم بتعزیزها الى مستوى یستلزم ذلك، واعتبر قاسمي تهديدات وزير الخارجية الفرنسي بفرض حظر صاروخي جديد بانه يتعارض مع روح الحوار السياسي والتعاون السائد بين البلدين.

*محمد طاهر / العالم