فنزويلا.. إحباط مشروع امريكي بمجلس الامن لدعم غوايدو

فنزويلا.. إحباط مشروع امريكي بمجلس الامن لدعم غوايدو
السبت ٢٦ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

في سياق الجهود التي تبذلها الدول الحيلفة لفنزويلا لتبديد المخططات الرامية الى تصعيد الأزمة السياسية في البلاد، أحبطت روسيا والصين مشروعا امريكيا في مجلس الأمن لدعم زعيم المعارضة خوان غوايدو، في وقت توعدت فيه دول اوروبية بالاعتراف بخصم الرئيس نيكولاس مادورو "رئيسا" بالوكالة، في حال عدم دعوة الاخير الى انتخابات خلال ثمانية أيام.

العالم- تقارير

عرقلت روسيا والصين مسعى أمريكيا لاستصدار بيان في مجلس الأمن الدولي يعبر عن تأييد كامل للجمعية الوطنية الفنزويلية باعتبارها ”المؤسسة الوحيدة المنتخبة ديمقراطيا“ في البلاد.

وجاءت هذه الخطوة الأميركية بعد أن اعترفت الولايات المتحدة ومجموعة من الدول في المنطقة بزعيم المعارضة الفنزويلي خوان غوايدو رئيسا للدولة وحثت الرئيس نيكولاس مادورو على التنحي.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم السبت خلال كلمة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: "هناك قائد جديد في فنزويلا الآن، هو خوان غوايدو، وهو تعهد بعقد الانتخابات، وإعادة الأمن".

لعبة قذرة..

بالمقابل ردت روسيا على مؤامرة أميركية ضد الرئيس الشرعي مادورو على لسان مندوبها لدى مجلس الأمن. وأكد مندوب روسيا الدائم لدى مجلس الأمن، فاسيلي نيبينزيا، أن الولايات المتحدة ورطت مجلس الأمن في لعبة قذرة، وأن واشنطن دعت مجلس الأمن للانعقاد لزعزعة الوضع في فنزويلا.

وقال نيبينزيا خلال جلسة مجلس الأمن: "ليس لدينا أي شك في أن الوفد الأميركي دعا لجلسة اليوم لهدف واحد، هو الاستمرار في زعزعة الوضع في فنزويلا، وفرض نهجها ووصفاتها الخاصة لحل المشاكل التي واجهتها في الآونة الأخيرة".

وعلقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على تعيين بومبيو "إليوت أبرامز" مبعوثا جديدا لشؤون فنزويلا. وكتبت: "هذه محاولة من واشنطن للسيطرة مباشرة على الوضع السياسي في فنزويلا، التي تنظر إليها المؤسسة الأمريكية العميقة حديقة إقليمية تابعة لها في المستقبل. في العراق، عملوا على ما وصفوها "استعادة الديمقراطية"، وفي ليبيا أيضا، في سوريا لم يتمكنوا، أو بالأحرى لم يسمح لهم بذلك. الآن فنزويلا".

ولعب إليوت أبرامز أدوارا سياسية ودبلوماسية في إدارة الرئيسين الأميركيين السابقين رونالد ريغان وجورج بوش. وعمل أبرامز (71 عاما) في إدارة بوش الأبن إذ عين في البداية خبيرا في شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي ثم مستشارا للاستراتيجية الديمقراطية العالمية.

أوروبا يمهل كاراكاس 8 أيام

من جهتها حددت إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا السبت للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مهلة ثمانية أيام للدعوة إلى انتخابات في بلاده وإلا فانها ستعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو "رئيسا" بالوكالة لتنضم إلى موقف دول أخرى منها الولايات المتحدة.

وتأتي المهلة الأوروبية مع تصاعد الضغوط الدولية على نظام مادورو للموافقة على إجراء اقتراع جديد، خصوصا مع اعتراف الولايات المتحدة وكندا ودول في اميركا اللاتينية بغوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة خلال تظاهرات حاشدة الأربعاء.

وفي السياق نفسه، اعلن الاتحاد الاوروبي على لسان وزيرة خارجيته فيديريكا موغيريني انه "سيتخذ اجراءات" اذا لم تتم الدعوة الى انتخابات في فنزويلا "في الايام المقبلة".

وكان وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، اعلن أن بلاده ستعترف برئيس البرلمان الفنزويلي، خوان غوايدو، رئيسا بالوكالة لفنزويلا، إذا لم تعلن كاراكاس، خلال 8 أيام عن تنظيم انتخابات في البلاد.

خطة واشنطن السرية للانقلاب في فنزويلا

في السياق نفسه، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن السلطات الأمريكية أعدّت قبل أسابيع "خطة سرية" لدعم المعارضة الفنزويلية، وخارطة طريق لانتزاع السلطة في البلاد من الرئيس نيكولاس مادورو.

وفقا لمصدر في إدارة دونالد ترامب، في ليلة 22-23 يناير الجاري، هاتف نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، زعيم المعارضة الفنزويلية، ورئيس البرلمان في البلاد، خوان غوايدو (لم تعترف به إلا 16 دولة فقط من إجمالي 32 دولة عضوا في منظمة الدول الأميركية)، ووعده بتقديم واشنطن كل الدعم له ولأنصاره إذا أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، وأملى عليه خطة التحرك.

ووصف الرئيس نيكولاس مادورو ما قام به غوايدو بالانقلاب وقال إنه دمية بيد الولايات المتحدة. وأعلن مادورو، استعداده للقاء خوان غوايدو، لكنّ الأخير سارع إلى رفض المشاركة في «حوار شكليّ»، داعياً أنصاره لمواصلة الاحتجاجات في الشارع حتى رحيل الرئيس اليساري

المعارضة لاتستطيع الإطاحة بحكومة مادورو

وبحسب المحللين، لا تستطيع المعارضة الفنزويلية بوحدها الإطاحة بحكومة مادورو رغم دعم واشنطن وأوروبا لزعيم المعارضة، ولذلك تتجه الأنظار نحو الجيش الفنزويلي الذي يعتقد أن مفتاح الأزمة في يده. كما أكد وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو لوبيز، أن الجيش لا يزال إلى جانب الرئيس الشرعي المنتخب مادورو.

وتشهد فنزويلا أزمة سياسية عميقة على خلفية إعلان غوايدو لنفسه رئيسا مؤقتا للبلاد بدلا من مادورو واعتراف بعض الدول بذلك، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.