وسط مواقف مؤيدة وأخرى معارضة.. بوتفليقة مرشحا لولاية خامسة

وسط مواقف مؤيدة وأخرى معارضة.. بوتفليقة مرشحا لولاية خامسة
الأحد ٠٣ فبراير ٢٠١٩ - ١١:٢٦ بتوقيت غرينتش

في ظل حراك سياسي مكثف تشهده الجزائر منذ فتح باب الترشح لرئاسيات 2019، أعلنت أحزاب الائتلاف الحاكم بالجزائر رسميا ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة 18 أبريل/نيسان القادم، وذلك قبل شهر من انتهاء مهلة الترشح.، في خطوة تسبق على الأرجح تقديم بوتفليقة ترشيحه شخصيا.

العالم- تقارير

قبل أقل من شهر على انتهاء مهلة ايداع ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية، أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية استقبال ما يزيد عن 170 إعلان ترشح، وذلك بعد قرابة أسبوعين من انطلاق العملية.

وبالفعل قام 172 راغب في الترشح من بينهم 14 رئيس حزب سياسي و158 مترشحا مستقلا بسحب استمارات اكتتاب التوقيعات حسب الحصيلة الاخيرة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية.

ويعد الرقم المعلن حتى الان لمن يرغبون في الترشح لخوض السباق الرئاسي رقما قياسيا مقارنة برئاسيات سنة 2014 التي سجلت حوالي مائة راغب في الترشح.

ومن شروط الترشح لرئاسة الجمهورية في الجزائر، جمع تواقيع 600 من أعضاء مجالس البلديات والولايات او نواب في البرلمان، أو جمع تواقيع ستين ألف مواطن يتمتعون بحق الانتخاب.

وفي خطوة لافتة، أعلنت أحزاب الائتلاف الحاكم بالجزائر رسميا ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في انتخابات الرئاسة المقررة 18 أبريل/نيسان القادم، وذلك قبل شهر من انتهاء مهلة الترشح.

وأصدر قادة أحزاب الائتلاف بمقر حزب جبهة التحرير الوطني، بيانا مشتركا، عقب اجتماع لهم، مساء امس السبت، جاء فيه أن أحزاب التحالف "ترشح المجاهد عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات تقديرا لحكمة وسداد خياراته وتثمينا للإنجازات الهامة التي حققتها الجزائر تحت قيادته".

ويتكون التحالف الرئاسي الجزائري من حزب جبهة التحرير الوطني، وحزب التجمع الوطني الديمقراطي، ثم تجمع أمل الجزائر، وحزب الحركة الشعبية الجزائرية.

وكشف بيان التحالف الرئاسي، أنهم قرروا دعم بوتفليقة ومرافقة برنامجه لرئاسيات الثامن عشر من أبريل المقبل قصد الحفاظ على الجزائر والوحدة الوطنية.

ومن المرتقب أن يقدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ترشيحه شخصيا في غضون الأيام القليلة المقبلة إلى جانب 172 مرشحا حسب آخر المعطيات الرسمية، علما أن آخر أجل للترشح قد حُدد في الثالث من مارس المقبل.

وسبق لأحزاب الائتلاف الحاكم بالجزائر أن دعت الرئيس بوتفليقة إلى الترشح، لكن الاجتماع الاخير لقادة هذه الأحزاب ارتدى طابعا رسميا لترشح بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء أحمد أويحيى "من حق الرئيس بوتفليقة الترشح لعهدة خامسة وأنا مقتنع بأنه سيترشح وهذا لا يحتاج إلى تخمين أو حسابات. أتوقع أن يعلن الرئيس بوتفليقة ترشحه في رسالة موجهة للشعب الجزائري".

ورأى أويحيى أن مرض بوتفليقة ليس "مانعا لترشحه (...). فقد أصيب في أبريل 2013 وترشح وفاز في أبريل 2014 بحالته الصحية الحالية".

كما دعم رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس بوتفليقة وصرح: "من منطلق قناعتنا بضرورة تعميق استكمال هذه الاصلاحات والاتفاق علی نموذج يضمن مستقبل الجزائر يعلن المجلس الوطني للحركة الشعبية الجزائرية عن قرار مساندة بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقبلة".

بالمقابل، تشكك المعارضة الجزائرية في قدرة بوتفليقة على الحكم بسبب تدهور حالته الصحية، وتطالبه بعدم الترشح، وهو ما ترفضه الموالاة التي تقول إنه قادر على الحكم.

وفي إجتماع لمجلس الشورى الوطني لجبهة العدالة والتنمية، وبلهجة حادة، هاجم رئيسها عبدالله جاب الله دعاة العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة، معتبرا أن هؤلاء جعلوا من الجزائريين مسخرة أمام العالم أجمع، حسب وصفه، وقال: "وللأسف في الجزائر – دنيا الغرائب – يرأسها انسان منذ اكثر من 5 سنوات وهو عديم الحركة ومقعد عن كل حركة ونشاط ويريد أولياؤه والمقربون منه ان يقدموه مرة اخری خامسه للشعب الجزائري"، حسب تعبيره.

ومن أبرز الشخصيات التي أعلنت ترشحها رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، ورئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ورئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، ورئيس الحكومة السابق علي بن فليس والجنرال المتقاعد علي غديري، والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون.

وألمح عدد من المرشحين البارزين إلى إمكانية الانسحاب في حال ترشح بوتفليقة، باستثناء الجنرال المتقاعد غديري (64 سنة وأوّل من أعلن ترشّحه) الذي قال "إذا ترشح بوتفليقة فسأواجهه كمواطن وبكل حزم. أنا أتحدى النظام وهو لا يخيفني".

وأعلن حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" المعارض والممثل في البرلمان عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية في الجزائر. ووصف المتحدث باسم الحزب النائب ياسين عيسوان الانتخابات المرتقبة ب"التهريج" الذي "نرفض ان نشارك فيه".

كما دعت "جبهة القوى الاشتراكية"، أعرق أحزاب المعارضة في الجزائر، إلى "مقاطعة فعلية مكثّفة وسلمية" لعمليات الاقتراع لأن "شروط إجراء انتخابات ديمقراطية حرّة ونزيهة وشفافة (...) ليست متوفرة".

والحديث عن ترشح بوتفليقة 81 عامًا، أثار جدلا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وكان هاشتاغ (#أويحيى) وهاشتاغ (# bouteflika) الأكثر انتشارا في الجزائر يوم الجمعة الماضي.

وعبر مغردون جزائريون عن رفضهم لترشح بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية لولاية خامسة، فيما أبدى بعضهم تعاطفا مع حال الرئيس الذي قالوا إنه لم يعد يقوى على الحركة. وشكك نشطاء إمكانية ترشح بوتفليقة الذي يتنقل على كرسي متحرك ولا يقوى على حضور أغلب الفعاليات التي من المفترض أن يحضرها الرئيس.

وفيما سخر آخرون من طول فترة حكم بوتفليقة الذي يرأس الجزائر منذ عام 1999، تحدث مغردون على الجانب الآخر عن تاريخ بوتفليقة "النضالي" وأنه ملقب بالمجاهد.

ويعاني الرئيس بوتفليقة 81 عامًا، من وعكة صحية منذ أبريل 2013، استدعت حينها نقله إلى مستشفى فال دوجراس بباريس، حيث مكث به 80 يومًا. وترشح بوتفليقة برغم أزمته الصحية لولاية رئاسية رابعة في الانتخابات التي جرت في أبريل 2014، لكنه متوقف عن القيام منذ ذلك الحين بأية أنشطة سياسية إلا نادرًا، كما لا يظهر باستمرار على شاشة التلفزيون، ولا يشارك إلا نادراً في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية والإقليمية.