هل يترشح بوتفليقة لولاية جدیدة

هل يترشح بوتفليقة لولاية جدیدة
الجمعة ٠٨ فبراير ٢٠١٩ - ٠١:٠٣ بتوقيت غرينتش

تشهد الساحة السياسية في الجزائر حراكا سياسيا غيرمسبوقا للانتخابات الرئاسية المقبلة المقرة في نسيان /ابريل المقبل في ظل تاكيد أحزاب الائتلاف الحاكم بالجزائر رسميا ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة وتشكك المعارضة في قدرة بوتفليقة على الحكم بسبب تدهور حالته الصحية ومطالبتها اياه بعدم الترشح.

العالم - تقارير

وأصدر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مرسوما يدعو فيه الناخبين في الجزائر للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبل المقرة في نسيان /ابريل المقبل .

ويوكد النظام الجزائري على احترام المسار الديمقراطي في الجزائر من خلال ارساء الانتخابات الرئاسية في موعدها بعد ان كانت هناك شكوك ومخاوف من الدخول الى مرحلة انتقالية .

وقالت الاعلامية دلولة حميدان في حوار خاص لـقناة العالم ان اهمية اجراء الانتخابات في موعدها في ظل هذه التطورات الداخلية والخارجية يعيد الثقة للقواعد الشعبية كما يعطي شعور ان هناك مسار ديمقراطي حقيقي.

وحول ترشح العديد من الاشخاص للمشاركة في السباق الرئاسي قالت انه هذه الاعداد الكبير تودع ملفاتها وسيتم فرزها ولن يكمل السباق الا من تتوافر لديه الشروط لخوض الانتخابات الرئاسية .

هذا وأمر وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي خلال اجتماع لجنة التحضير للانتخابات بـ"التعبئة الشاملة"، لضمان سير فعال وشفاف للعملية الانتخابية المقررة في أبريل المقبل.

وجاء في بيان لوزارة الداخلية: "شدد الوزير بدوي على ضرورة مرافقة كافة المؤسسات المكلفة بتحضير الانتخابات، لاسيما المجلس الدستوري والهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات خاصة فيما يتعلق بإتاحة الدخول إلى القوائم الانتخابية".

وأصدر الوزير الجزائري، تعليمات بخصوص "تعزيز التكوين على المستوى المحلي لفائدة المكلفين بالتأطير من خلال الاعتماد على تقنيات حديثة وسهلة تسمح لهم بالتحكم التام والأداء الصارم لمهامهم خلال سير العملية الانتخابية".

وأضاف البيان أن "جدول أعمال الاجتماع التنسيقي للجنة القطاعية المكلفة بالتحضير للانتخابات الرئاسية تضمن مدى تقدم التحضيرات المتعلقة بهذا الاستحقاق الهام، وجرى عرض مختلف الإجراءات المتخذة وتلك المبرمجة مستقبلا بالنسبة للجوانب القانونية واللوجستية والعصرنة والاتصال".

وحض بدوي على ضرورة تقريب مراكز الانتخاب من المواطنين خاصة في الأحياء الجديدة بعد عمليات إعادة الإسكان الواسعة في مختلف الولايات، وكذلك تسهيل حركة التنقل نحو مكاتب التصويت، والتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية من أجل ضمان أفضل الظروف لتصويت الجالية الجزائرية في الخارج.

وأشار وزير الداخلية، في تعليماته، إلى توحيد وتطوير الأنظمة المعلوماتية الحالية إلى جانب تحسين التقاطع بين مختلف الأنظمة من أجل الاستفادة المثلى من الوسائل التكنولوجية لتجسيد الشفافية التامة في تسيير العملية الانتخابية.

وفي ظل حراك سياسي مكثف تشهده الجزائر منذ فتح باب الترشح لرئاسيات 2019، أعلنت أحزاب الائتلاف الحاكم بالجزائر رسميا ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة 18 أبريل/نيسان القادم، وذلك قبل شهر من انتهاء مهلة الترشح.، في خطوة تسبق على الأرجح تقديم بوتفليقة ترشيحه شخصيا.

ولم يعلن عبد العزيز بوتفليقة الذي تسلم السلطة عام 1999، وفاز بأربع ولايات رئاسية، حتى الآن ترشحه لانتخابات أبريل المقبل من عدمها، ودعت أربعة أحزاب موالية، هي جبهة التحرير الوطني في بيانات متتالية صدرت الأسبوع الماضي، بوتفليقة للترشح لولاية رئاسية خامسة.

قبل أقل من شهر على انتهاء مهلة ايداع ملفات الترشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية، أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية استقبال ما يزيد عن 170 إعلان ترشح، وذلك بعد قرابة أسبوعين من انطلاق العملية.

وبالفعل قام 172 راغب في الترشح من بينهم 14 رئيس حزب سياسي و158 مترشحا مستقلا بسحب استمارات اكتتاب التوقيعات حسب الحصيلة الاخيرة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية.

ويعد الرقم المعلن حتى الان لمن يرغبون في الترشح لخوض السباق الرئاسي رقما قياسيا مقارنة برئاسيات سنة 2014 التي سجلت حوالي مائة راغب في الترشح.

ومن شروط الترشح لرئاسة الجمهورية في الجزائر، جمع تواقيع 600 من أعضاء مجالس البلديات والولايات او نواب في البرلمان، أو جمع تواقيع ستين ألف مواطن يتمتعون بحق الانتخاب.

وممن سحبوا أوراقهم، عبد العزيز بلعيد، رئيس "جبهة المستقبل"، بالإضافة إلى رئيس حزب "طلائع الحريات" علي بن فليس ورئيس حزب "عهد 54" علي فوزي رباعين، ورئيس "حركة مجتمع السلم"، عبد الرزاق مقري.

وسيكون يوم 3 مارس/آذار اليوم الأخير لسحب أوراق الترشح للرئاسة.

بينما يواصل مرشحون محتملون لإنتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في الجزائر في أبريل/نيسان المقبل جمع التوقيعات اللازمة بات إعلان آخرين اعتزامهم خوض السباق محل سخرية لغرابة تصريحاتهم التي تراوحت بين ادعاء أحدهم بأنه "مكلف من الله" وزعم آخر أنه "قائد القوات العالمية".

ومؤخرا نشرت قنوات خاصة مثل البلاد، والنهار تي في، والحياة، ومواقع إخبارية جزائرية في موقع يوتيوب ومواقع اجتماعية أخرى تسجيلات تضمنت مقابلات قصيرة مع عدد من المرشحين المحتملين المغمورين سئلوا فيها عما دفعهم للترشح وعن برامجهم الانتخابية.

وحملت الردود قدرا كبيرا من الغرابة بما أنها كشفت عن جهل معظم هؤلاء بعالم السياسة بل حتى بجغرافيا وتاريخ الجزائر، في حين ذهب البعض بعيدا إلى حد وصف قرار ترشحهم بأنه نوع من الوحي الإلهي.

وخلال الأيام الأخيرة كانت تصريحات هؤلاء مادة دسمة للسخرية والتندر سواء في الشارع أو في مواقع التواصل الاجتماعي، ولقبول ملفات المتقدمين لانتخابات الرئاسة هناك شروط عدة، من بينها جمع ستين ألف توقيع، وذلك بعد سحب استمارات الترشح من المجلس الدستوري.

وفي خطوة لافتة، أعلنت أحزاب الائتلاف الحاكم بالجزائر رسميا ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في انتخابات الرئاسة المقررة 18 أبريل/نيسان القادم، وذلك قبل شهر من انتهاء مهلة الترشح.

وأصدر قادة أحزاب الائتلاف بمقر حزب جبهة التحرير الوطني، بيانا مشتركا، عقب اجتماع لهم، مساء امس السبت، جاء فيه أن أحزاب التحالف "ترشح المجاهد عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات تقديرا لحكمة وسداد خياراته وتثمينا للإنجازات الهامة التي حققتها الجزائر تحت قيادته".

ويتكون التحالف الرئاسي الجزائري من حزب جبهة التحرير الوطني، وحزب التجمع الوطني الديمقراطي، ثم تجمع أمل الجزائر، وحزب الحركة الشعبية الجزائرية.

وكشف بيان التحالف الرئاسي، أنهم قرروا دعم بوتفليقة ومرافقة برنامجه لرئاسيات الثامن عشر من أبريل المقبل قصد الحفاظ على الجزائر والوحدة الوطنية.

ومن المرتقب أن يقدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ترشيحه شخصيا في غضون الأيام القليلة المقبلة إلى جانب 172 مرشحا حسب آخر المعطيات الرسمية، علما أن آخر أجل للترشح قد حُدد في الثالث من مارس المقبل.

وسبق لأحزاب الائتلاف الحاكم بالجزائر أن دعت الرئيس بوتفليقة إلى الترشح، لكن الاجتماع الاخير لقادة هذه الأحزاب ارتدى طابعا رسميا لترشح بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء أحمد أويحيى "من حق الرئيس بوتفليقة الترشح لعهدة خامسة وأنا مقتنع بأنه سيترشح وهذا لا يحتاج إلى تخمين أو حسابات. أتوقع أن يعلن الرئيس بوتفليقة ترشحه في رسالة موجهة للشعب الجزائري".

ورأى أويحيى أن مرض بوتفليقة ليس "مانعا لترشحه (...). فقد أصيب في أبريل 2013 وترشح وفاز في أبريل 2014 بحالته الصحية الحالية".

وعن مخاوف المعارضة من تزوير الانتخابات، رد أويحيى قائلا إن "استحقاقات 2019، ستتميز بالنزاهة والشفافية، نحن نضمن لكم من الآن سير الموعد الانتخابي وفق النزاهة المنشودة وأكثر".

وبخصوص ترشح ضابط سامي متقاعد للرئاسيات المقبلة، قال أويحيى "ليس هناك مشكل، فنحن مساندون للرئيس بوتفليقة، وفي الأخير هناك مجلس دستوري يفصل في الأمر

كما دعم رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس بوتفليقة وصرح: "من منطلق قناعتنا بضرورة تعميق استكمال هذه الاصلاحات والاتفاق علی نموذج يضمن مستقبل الجزائر يعلن المجلس الوطني للحركة الشعبية الجزائرية عن قرار مساندة بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقبلة".

بالمقابل، تشكك المعارضة الجزائرية في قدرة بوتفليقة على الحكم بسبب تدهور حالته الصحية، وتطالبه بعدم الترشح، وهو ما ترفضه الموالاة التي تقول إنه قادر على الحكم.

وفي إجتماع لمجلس الشورى الوطني لجبهة العدالة والتنمية، وبلهجة حادة، هاجم رئيسها عبدالله جاب الله دعاة العهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة، معتبرا أن هؤلاء جعلوا من الجزائريين مسخرة أمام العالم أجمع، حسب وصفه، وقال: "وللأسف في الجزائر – دنيا الغرائب – يرأسها انسان منذ اكثر من 5 سنوات وهو عديم الحركة ومقعد عن كل حركة ونشاط ويريد أولياؤه والمقربون منه ان يقدموه مرة اخری خامسه للشعب الجزائري"، حسب تعبيره.

ومن أبرز الشخصيات التي أعلنت ترشحها رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، ورئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ورئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة، ورئيس الحكومة السابق علي بن فليس والجنرال المتقاعد علي غديري، والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون.

وألمح عدد من المرشحين البارزين إلى إمكانية الانسحاب في حال ترشح بوتفليقة، باستثناء الجنرال المتقاعد غديري (64 سنة وأوّل من أعلن ترشّحه) الذي قال "إذا ترشح بوتفليقة فسأواجهه كمواطن وبكل حزم. أنا أتحدى النظام وهو لا يخيفني".

وأعلن حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" المعارض والممثل في البرلمان عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية في الجزائر. ووصف المتحدث باسم الحزب النائب ياسين عيسوان الانتخابات المرتقبة ب"التهريج" الذي "نرفض ان نشارك فيه".

كما دعت "جبهة القوى الاشتراكية"، أعرق أحزاب المعارضة في الجزائر، إلى "مقاطعة فعلية مكثّفة وسلمية" لعمليات الاقتراع لأن "شروط إجراء انتخابات ديمقراطية حرّة ونزيهة وشفافة (...) ليست متوفرة".

وفي ظل مواقف أحزاب الائتلاف الحاكم واحزاب المعارضة فانه من الموقع بان تشهد الساحة السياسية في الجزائر منافسة شديدة حيث يجب الانتظار لما سيتمخض عنها في الايام والاسابع القادمة.