سقوط الرهان الامريكي على ارهابيي "داعش"

سقوط الرهان الامريكي على ارهابيي
الجمعة ٠٨ فبراير ٢٠١٩ - ١٠:٣٧ بتوقيت غرينتش

تفيد التقارير بأن جماعة "داعش" الوهابية تواجه انهيارا في صفوفها بسبب اقتتال تشهده بين عناصرها من جهة وضربات موجعة تتلقاها من قوات الحشد الشعبي من جهة اخرى، الامر الذي يؤكد على فشل رهانات اميركا على هذه الجماعة الارهابية لإثارة انعدام الامن والاستقرار في العراق وسوريا.

العالم - تقارير

شهدت محافظة صلاح الدين وسط العراق هجوما فاشلا لعناصر تنظيم "داعش" الارهابي عندما حاولوا اختراق خط الصد بين قضائي الدور وسامراء شرق المحافظة.

وقال مصدر امني ان "تنظيم داعش شن هجوما على خط الصد بين قضائي الدور وسامراء والذي تتمركز فيه قوات الحشد الشعبي في منطقة الملح شرق المحافظة"، مبينا ان "التنظيم سعى الى اختراق خط الصد".

واضاف المصدر ان "قوات من اللواء التاسع بالحشد تمكنت من احباط الهجوم وتكبيد عناصر التنظيم خسائر فادحة"، مشيرا الى ان "تلك القوات اجبرت عناصر التنظيم على الفرار".

كما أحبطت قوات الحشد الشعبي محاولة تسلل لعصابات "داعش" الارهابية، شمال شرق محافظة ديالى شرق بغداد. وقال اعلام الحشد إن "قوة من اللواء 110 في الحشد الشعبي احبطت، محاولة تسلل لداعش الإرهابي في اطراف منطقة السعدية شمال شرق ديالى". وأضاف، أن "قوات الحشد الشعبي تتصدى باستمرار للمحاولات الداعشية الخائبة في إحداث أي خرق أمني".

وفي هذه الاثناء، وجه القيادي في الحشد الشعبي جبار المعموري رسالة الى القوات الأميركية کاشفا سر تدهور الأمن في ريف خانقين.

وقال المعموري في تصريح صحفي ان "اميركا تحلم بالوصول الى اي جزء ضمن حوض حمرين في ديالى نظرا لموقعه الاستراتيجي ومحاولتها تطبيق نظرية رئيسها دونالد ترامب التي اعلن عنها مؤخرا وهي مراقبة الجارة ايران او بالاحرى اتخاذ الاراضي العراقية منطلقا للاعتداء على دول الجوار، وهذا امر مرفوض من قبل كل العراقيين".

واضاف المعموري، ان "ريف خانقين بدأ يشهد خروقات متكررة وبشكل لافت مع بداية اعلان ترامب قرار انسحابه من سوريا"، لافتا الى ان "ما يحدث لا يمكن ان يكون صدفه لان الريف يعيش استقرارا منذ سنوات طويلة وبروز داعش فيه بهذا الشكل هو محاولة لتازيم الموقف ليكون ذريعة لعودة الاميركان الى حوض حمرين والذي يضم مدنا كبيرة ومترامية، منها جلولاء والسعدية بالاضافة الى خانقين".

وتعد خانقين والسعدية وجلولاء وعشرات القرى اجزاءً من حوض حمرين الذي يمتد لمناطق واسعة ومترامية ويطلق الكثيرين على تلك المدن بمدن حمرين شرقي العراق.

واشار المعموري، الى ان "الأميركيين يسعون للانتشار في قاعدة كوبرا في اطراف السعدية ضمن حوض حمرين وهي اهم من الناحية الاستراتيجية، من قاعدة الاسد، لذا فانهم يحاولون من خلال طرقهم المشبوهة زعزعة امن تلك المناطق، من خلال خلايا داعش والتي نؤمن بان لديهم علاقة وثيقة معهم".

وتابع ان "الحشد لن يسمح باي وجود أميركي في ديالى ولن تطأ اقدامهم قاعدة كوبرا مرة أخرى"، مؤكدا ان "جزءا كبيرا مما يحدث في ديالى في المشهد الامني بتخطيط وتدبير أميركي".

وكانت "كوبرا" احدى اهم القواعد العسكرية للقوات الامريكية في حوض حمرين بديالى بعد 2003، قبل ان تسلمها لقوات الجيش وهي قاعدة عسكرية تعود للجيش السابق قبل ان يطلق عليها الاميركان قاعدة "كوبرا".

الى ذلك اعلن الحشد الشعبي، عن قصف مقار "داعش" بـ50 صاروخا في الباغوز شرق سوريا.

وذكر بيان لاعلام الحشد، "ان القوة الصاروخية في اللواء 45 غرب الأنبار في الحشد الشعبي قصفت مقار داعش في الباغوز شرق سوريا بـ50 صاروخا بناءً على معلومات استخبارية دقيقة".

واضاف البيان، ان، "المعلومات الاستخباراتية كانت تشير الى ان الدواعش كانوا ينون التسلل باتجاه الحدود العراقية".

وسبق ان قصفت القوة الصاروخية للحشد الشعبي مراكز وتجمعات عناصر "داعش" في مناطق شرق سوريا واحدث خسائر كبيرة في الارواح والمعدات.

ويأتي المخطط الاميركي لاطلاق يد "داعش" في سوريا للتغلغل الى العراق وتعزيز دور عناصرها للعبث بأمنه واستقراره في حين ان "داعش" نفسها تواجه انهيارات وانقسامات داخلية، الامر الذي يمكن ان يساهم في افشال الرهانات الاميركية عليها للقيام باعمال ارهابية ضد العراق وسوريا.

وفي السياق كشفت صحيفة "غارديان" البريطانية تفاصيل مثيرة حول محاولة انقلاب داخلية بصفوف "داعش" واغتيال زعيمها ابوبكر البغدادي.

وذكرت الصحيفة ان مصادر في المخابرات الغربية ترجح أن تكون محاولة الانقلاب على البغدادي داخل التنظيم قد جرت في العاشر من يناير الماضي، في بلدة على مقربة من منطقة هجين في محافظة دير الزور.

ووقالت الصحيفة انه حدث تبادل اطلاق نار بين مقاتلين أجانب في "داعش" والحراس الشخصيين لزعيم التنظيم الوهابي، لكن البغدادي نجا من العملية وتم تهريبه إلى منطقة محاذية في الصحراء.

وقتل شخصان في المواجهة، وأوضح مصدر مخابراتي أن أحد القتيلين كان من المقربين بشدة من زعيم "داعش".

وبعد ذلك قام "داعش" بعرض مكافأة على كل من يقتل الملقب بأبي معاذ الجزائري الذي يرجح أن يكون واحدا من بين 500 مقاتل في صفوف التنظيم الإرهابي في المنطقة، وتقول "غارديان" إن السبب هو التورط في محاولة الاغتيال الأخيرة.

ويرجح مسؤولون عراقيون وغربيون بقوة أن يكون البغدادي الذي يحرص على عدم الظهور إعلاميا، قد قضى فترة في آخر الجيوب المتبقية لـ"داعش" خلال الآونة الأخيرة.