ماذا يحمل ظريف في جعبته الى لبنان؟

ماذا يحمل ظريف في جعبته الى لبنان؟
السبت ٠٩ فبراير ٢٠١٩ - ٠٧:١٩ بتوقيت غرينتش

ماذا وراء زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إلى لبنان؟ سؤال تثيره وسائل الاعلام اللبنانية وهو موضوع اثار اهتمام المواطن اللبناني الذي يعيش هذه الايام فرحة تشكيل الحكومة الجديدة. ومن المقرر ان يتوجه وزير الخارجية محمد جواد ظريف، الأحد على رأس وفد رفيع الى بيروت لإجراء مباحثات مع المسؤولين الرفيعين في هذا البلد.

العالم - تقارير

وعن اهمية الزيارة قالت صحيفة اللواء اللبنانية أن "زيارة ظريف والتي تحمل الكثير من الدلالات السياسية، في ظل شد الحبال الإقليمي بين المحورين الأميركي والإيراني، جاءت بمثابة ردّ على جولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في المنطقة"

واشارت الصحيفة الى ان "زيارة ظريف تختلف عن زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، التي تقتصر على تقديم التهاني بالحكومة الجديدة، وتسليم رئيس الجمهورية دعوة لحضور القمة الاورو - المتوسطية، المقررة في 24 و25 شباط الحالي في شرم الشيخ".

فزيارة ظريف للبنان هي ليست عادية وتاتي في ظروف مهمة وحساسة يعيشها لبنان، وذهبت صحيفة الراي العام الكويتية الى القول "ثقة إيرانية" يحملها ظريف إلى الحكومة قبل جلسات الثقة وفي هذا الاطار كتبت الصحيفة: "رأت أوساط مطلعة أن مسارعة ظريف الى زيارة بيروت حتى قبل ان تنال الحكومة الجديدة ثقة البرلمان، بدت في سياق محاولة توجيه رسائل في أكثر من اتجاه، أولاً لجهة حرص إيران على إظهار دورها كحاضنة لإنجاز الولادة الحكومية بعد 8 أشهر ونيف، وثانياً قطْف ثمار هذا المسار الذي كانت طهران بكّرت في رسْم علامات انتصارها فيه بكلام القائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني غداة الانتخابات النيابية بأن لبنان سيكون على موعد مع حكومة مقاومة".

علاقة ايران استراتيجية مع لبنان

فايران تضع لبنان على صدر اهتماماتها ولاتفرط البتة بمصالح الشعب اللبناني ولابحكومته ولا بالمقاومة، وهي على استعداد دائم لتقديم كل اشكال الدعم والمساندة للبنان.

وتحت عنوان "ظريف سيعرض منظومة دفاع جوي على الجيش اللبناني خلال زيارته إلى بيروت" كتبت صحيفة "الشرق الاوسط" في مقال لكاتبها خليل فليحان وذكرت: "ينتظر أن يتطرق ظريف خلال المحادثات الثنائية مع المسؤولين الذين سيلتقيهم، وهم رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، ووزير الخارجية، إلى عرض مساعدة الجيش اللبناني بمنظومة دفاع جوي إيراني، بحيث يصبح وفقاً لتعبير (الامين العام لحزب الله) نصر الله "أقوى جيش في المنطقة".

كما سألت "الشرق الأوسط" وزير الدفاع الوطني اللبناني إلياس بو صعب، الذي عاد من واشنطن فأكد "أنه لم يطلع بعد على ما ورد في خطاب (الامين العام لحزب الله) نصر الله، وليس أمامه أي مشروع بهذا الصدد للإجابة على السؤال". وأضاف: "على أي حال، أنا مع كل ما يساعد على تسليح الجيش إذا كان بحاجة إليه".

ولاشك ان المساعدة التي ستقدمها ايران الى لبنان في مجال الطاقة والكهرباء او المجالات الاخرى هي مساهمة في تجهيز لبنان ليكون دولة ذات سيادة وقدرة في الدفاع عن نفسه مقابل الغطرسة الصهيونية التي تنتهك الاجواء اللبنانية باستمرار مستغلة ضعف استعدادات الجيش اللبناني.

وعملت القوى العظمى وعلى راسها الولايات المتحدة ان يبقى لبنان ضعيفا حتى يبقى لقمة سائغة للصهاينة وحديقة خلفية لدولة الاحتلال حتى تدخل اراضيه متى شاءت ورغبت بذلك، وكرست مفهوما خاطئا في عقول اللبنانيين:" ان قوة لبنان في ضعفه" مقولة استعمارية تهدف الى وضع لبنان تحت رحمة الاستعمار الغربي.

لبنان بلد قوي بمقاومته

ولاشك ان اللبنانيين يعرفون ان محاولات وضع لبنان في دائرة الضعف والاستغلال سيجعل بلادهم عرضة للانتهاكات المستمرة كما انه يعرض ارواح ابنائهم للخطر، لانه يسمح للجيش الصهيوني بالدخول الى الاراضي اللبنانية متى ماشؤوا من اجل ارتكاب كل انواع الانتهاكات هناك.

ولقد ولى زمن الضعف والاستكانة ويجب على لبنان ان يستعيد مكانته في الساحتين الاقليمية والدولية لاسيما وانه يمتلك قوة محلية عظمى هي قوة المقاومة التي منعت الارهاب من دخول لبنان وغيرت مسار المعادلات السياسية والتوازنات الاستراتيجية في المنطقة ويتعين على لبنان ان يستفيد من هذه القوة للانطلاق بصنع مجده وقوته.

*محمد طاهر