الذي افرجت عنه تايلند اليوم

من هو اللاعب البحريني حكيم العريبي

من هو اللاعب البحريني حكيم العريبي
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٩ - ١١:٣٠ بتوقيت غرينتش

اعلنت تايلاند أنها ستفرج مساء اليوم الاثنين عن لاعب كرة القدم البحريني اللاجئ حكيم العريبي الذي اعتقل قبل أكثر من شهرين وذلك بعد أن أسقطت البحرين طلب تسليمه لها.

العالم - البحرين

وأوضحت النيابة العامة التايلاندية أنه لا يوجد سبب يدفع بانكوك لإبقائه لديها فيما قالت وزارة الخارجية البحرينية ان من حقها اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضد العريبي.

وكان العريبي قد لجا من البحرين عام 2014 وحصل على وضع لاجئ في أستراليا وأعتقل في مطار العاصمة التايلاندية بانكوك في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. واعتقل العريبي بناء على طلب البحرين وهو ما اثار انتقادات حقوقية واسعة.

وسلطت العديد من وسائل الإعلام الأجنبية الضوء على قضية اللاعب البحريني حكيم العريبي الذي تحتجزه السلطات التايلاندية وتنظر في طلب المنامة لتسلميه.

وكان الشاب يواجه خطر الترحيل إلى بلاده، رغم رفع "الإنتربول" مذكرة التوقيف الحمراء التي صدرت بطلب من البحرين، وأدت إلى احتجازه فور وصوله وزوجته إلى مطار سوفارنابومي الدولي في بانكوك، يوم 27 نوفمبر.

وكان مقررا إعادة اللاعب إلى بلاده، الثلاثاء 4 ديسمبر، إلا أن السلطات التايلندية مددت إيقافه بانتظار أن تبت محكمة محلية أمره، وسط دعوات نشطاء حقوقيين إلى تخلية سبيله حفاظا على سلامته.

وقال العريبي إنه قبض عليه بسبب إدانته بتهمة "التخريب" في البحرين، وهي تهمة ينكرها بشدة لأنها وجهت له حين كان يخوض مباراة نقلها التلفزيون مباشرة، ما يدحض التهمة جملة وتفصيلا ويحرج السلطات البحرينية التي تتهمها منظمات دولية بتوجيه "تهم كيدية" للمعارضين وبالذات لأتباع أهل البيت عليهم السلام.

وصرح اللاعب: "التهمة وجهت لي وتزعم أني قمت بالتخريب فيما كنت أخوض مباراة كرة قدم كانت منقولة على التلفزيون"، وفقا لما قاله لصحيفة "ذا غارديان".

وحكم على العريبي، الذي يلعب مع نادي "باسكو فالي" لكرة قدم في مدينة ملبورن الأسترالية، غيابيا بالسجن عشرة أعوام، في 2014، بسبب "مهاجمته مركز شرطة في البحرين" تقول السلطات في المنامة، ما ينفيه اللاعب البحريني بشدة. ولا يزال الشاب ينتقد حكومة البحرين والرئيس البحريني الحالي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الشيخ سلمان آل خليفة.

وخشية ملاحقته سجنه وتعذيبه بدون حق، غادر العريبي العام ذاته (2014) إلى أستراليا، وحصل على حق اللجوء عام 2017، وقال في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" إنه أوقف في البحرين عام 2012 وتعرض للضرب والتعذيب بسبب النشاط السياسي لشقيقه، خلال الاحتجاجات التي انطلقت في شباط 2011 ضد أسرة آل خليفة الحاكمة.

وقال العريبي في مركز الاحتجاز التابع لوزارة الهجرة: "أنا متوتر، لا أريد العودة إلى البحرين... الوضع خطر علي هناك"، قبل أن ينقل إلى سجن بالقرب من مطار بانكوك. وقيل لزوجته قبل معرفتها بمكانه الحالي إنه "أخذ"، و"لن يعود"، وفقا لما صرحت به محاميته لطيفة الحولي.

وجاء التغيير المفاجئ لمكان احتجاز اللاجئ بعد تغريدة نشرتها سفارة البحرين في تايلند على تويتر قالت فيها إن "المشتبه به مطلوب في قضايا أمنية وأنها على علم بالقضايا وتقوم بمتابعتها مع الجهات الأمنية المختصة".

منظمة العفو الدولية تقول إن على تايلند احترام وضع لاعب كرة القدم البحريني حكيم العريبي كـ"لاجئ"، مثلما تفهمت أستراليا وضعه ومنحته حق اللجوء، حين "كان يواجه الاضطهاد في البحرين"، وإن لم تقم بذلك، فـ"المخاطرة" بمصير العريبي "أمر مروع".

واعتصم ناشطون أمام السفارة التايلندية في ملبورن وقتها، رافعين صور العريبي وشعارات تدعو إلى عدم تسليمه إلى البحرين خوفا من تعرضه للتعذيب، مع هتافات "الحرية لحكيم"، كما أطلق عدد منهم هاشتاغ (وسم) #انقذوا_حكيم و#SaveHakeem على تويتر.

ونددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية بتوقيف العريبي، مشددة على ضرورة عدم تسليم "اللاجئ الشرعي" إلى البحرين، خشية تعرضه للاعتقال التعسفي وسوء المعاملة على يد السلطات البحرينية.

وأكدت المنظمة أن تايلند ملزمة قانونا باحترام مبدأ القانون الدولي القاضي بعدم الإعادة القسرية، والذي يمنع الدول من إعادة أي شخص إلى بلد قد يواجه فيه التعذيب أو أي نوع من أنواع "الانتهاكات الحقوقية الخطيرة"، بموجب "اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب"، التي وقعت تايلند عليها.

وطالبت منظمة العفو الدولية الحكومة الأسترالية أن "تفعل كل ما بوسعها" لحماية اللاجئ من خطر ترحيله إلى البحرين، داعية السلطات التايلندية إلى الإفراج عنه.

وأوضحت أن على تايلند احترام وضع العريبي كـ"لاجئ"، مثلما تفهمت أستراليا وضعه ومنحته حق اللجوء، حين "كان يواجه الاضطهاد في البحرين"، وإن لم تقم بذلك، فـ"المخاطرة" بمصير العريبي "أمر مروع". "العريبي لن يكون بأمان حتى يعود إلى أستراليا"، تقول الحقوقية ديانا سيد العاملة في مكتب العفو الدولية في أستراليا.

من جهته قال نائب مدير قسم حقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش فيل روبرتسون إن على السلطات الاسترالية أن تضمن أنها تمارس "أقصى قدر من الضغط" على السلطات التايلاندية سعيا لعدم تسليم حكيم العريبي، خاصة بعد المعلومات التي كشفت بأنها قامت بإبلاغ تايلند بسفره.

وأضاف "كانت إدانة العريبي زائفة وفي إطار سياسي في محاكمة بعيدة عن أن تكون مستقلة"، مشيرا إلى الاتهامات الموجهة للعريبي من السلطات البحرينية.

وتابع روبرتسون "أي تسليم للاجئين سيشكل انتهاكا صارخا لمسؤوليات تايلاند تجاه اتفاقية مناهضة التعذيب.. ستواجه تايلاند موجة حقيقية من الانتقادات من الأمم المتحدة والحكومات في جميع أنحاء العالم إذا تم تسليمه".

الى ذلك دعت منظمة العفو الدولية إلى التوقيع على عريضة تطالب السلطات التايلندية بالإفراج عن اللاعب حكيم العريبي ومنع تسليمه إلى السلطات البحرينية.

وحثت المنظمة على المشاركة في توجيه رسائل باللغة التايلندية أو الانكليزية أو بلغة خاصة من أجل دعوة السلطات التايلندية على عدم السماح بترحيل العريبي تحت أية ظروف إلى البحرين أو أي بلد آخر قد يواجه فيه خطر التعرض لانتهاكات حقوقية.

كما طالبت المنظمة إلى ضمان احترام في جيمع الأوقات الالتزامات بعدم نقل أي شخص إلى مكان يواجه فيه خطر التعرض لانتهاكات لحقوق الإنسان (الالتزام بعدم الإعادة القسرية).