ايران ترغب في الحوار والتقارب مع السعودية ودول الجوار

ايران ترغب في الحوار والتقارب مع السعودية ودول الجوار
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٩ - ٠٧:٣٠ بتوقيت غرينتش

قد مرت العلاقات بين ايران والسعودية بأوقات مد وجزر، فتتنافس السعودية مع الجمهورية الإسلامية الايرانية في عدة مناطق، منها لبنان وسوريا واليمن وباکستان.

العالم- تقارير

رغم هذه کلها فقد تکررت رغبة المسؤولين الايرانيين طوال الأعوام المنصرفة في استئناف العلاقات مع السعودية علهم بهذا يتمکنون من تقريب الأمة الاسلامية وتوحيد صفوف المسلمين والوقوف بوجه الأعداء ووقف الصراع والقتال والقتل والنهب والدمار الذي صار يسري في جسد الأمة الاسلامية. لکن کما يقال فان الحق يحتاج الی رجلين: واحد لينطق به وآخر ليسمعه!

ان استئناف العلاقات الودية مع جميع الأقطار الاسلامية والمجاورة بما فیها السعودية والامارات کان وما يزال أحد أهداف المسؤولين الايرانيين. کيف لا والسعودية إحدی أکبر البلدان الاسلامية ومن أشدها تأثيرا في المنطقة، انها مهد الاسلام وفيها تقع الکعبة المقدسة والمدينة المنورة و... . أضف الی ذلك ما قامت وتقوم به السعودية من دعم للجماعات الارهابية؛ الأمر الذي لا يصب في مصلحة أي بلد بما فيها السعودية نفسها.

وفي أحدث موقف صدر من المسؤولين الايرانيين قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان ايران ما زالت تدعو الى الحوار مع دول الخليج الفارسي، مشيرا الى بلاده نددت بالاجتياح العراقي للكويت قبل دول مجلس التعاون نفسها، کما نددت بالانقلاب العسكري في تركيا والحصار الذي فرض على قطر، موضحا ان الجمهورية الاسلامية تسعى الى علاقات قوية مع كل دول المنطقة بما في ذلك السعودية والامارات.

وشدد ظريف على ان ايران تستمد قوتها من شعبها دون سواه، مشيرا الى ان بلاده تفخر بدعمها للقضية الفلسطينية والفلسطينيين.

واضاف: "اننا جزء من المنطقة ومن الطبيعي أن يكون لنا وجود فيها ولكن ليس من الطبيعي وجود أميركا فيها".

من جانبه وصف المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي علاقات ايران مع عدد ضئيل من دول المنطقة بانها ليست جيدة، مؤكدا بان ايران ليست مقصرة في ذلك لكنها مستعدة في الوقت ذاته لحل الخلاف في وجهات النظر خلف طاولة الحوار وبصورة سلمية.

جاء ذلك في حوار اجرته معه وكالة انباء "فارس" قبل أيام حيث اعتبر الجيران بانهم الاولوية الاولى في السياسة الخارجية الايرانية واضاف: للاسف ان هذه المنطقة تعرضت اجزاء منها خلال العقود الماضية الى حروب وحروب داخلية وعدم استقرار وضعف الاداء في المجالات الاقتصادية، بسبب سياسات اميركا المتغطرسة واخطائها الاستراتيجية المتكررة في هذه المنطقة، لكننا سعينا في مختلف المراحل التاريخية كجار مسؤول لدعم جميع الجيران وبذلنا جهدنا حد الامكان في مسار ارساء السلام والامن والاستقرار بالمنطقة.

واوضح باننا نشهد اليوم علاقات ممتازة وعميقة بين ايران والدول الجارة والمحيطة واضاف: بطبيعة الحال هنالك عدد من الدول جنوبي البلاد لها مشاكل وهي واقعة تحت تاثير مراكز معينة في العالم وساعية للعمل على إضعاف ايران.

ووصف قاسمي سياسة ايران بانها تتميز بالصبر واننا سعينا في ظل التحمل والصبر والحكمة لعدم الوقوع في الفخ التخريبي لهذه الدول واضاف: لقد اعلنا بصوت عال باننا على استعداد حتى للحوار مع هذه الدول التي هي ضئيلة العدد ولنا الاستعداد للتعاطي مع جميع الدول.

وحول العلاقات بين طهران والرياض قال: فيما يتعلق بالسعودية نشهد منعطفات غريبة وغيرمفهومة خلال الاعوام الاخيرة ادت الى سلسلة من الامور السلبية وعدم الاستقرار والعديد من المشاكل في المنطقة وقد سعينا في ظل الحكمة وبرودة الاعصاب الكاملة للسيطرة على الممارسات الصبيانية للبعض الذين سعوا للصيد في المياه العكرة وتصعيد حدة التوتر.

واضاف: انه وفي اطار رؤية متفائلة يبدو اننا نشهد اليوم حكمة اكبر في الاعلان عن المواقف والخطاب من جانب السعودية تجاه قضايا المنطقة وايران حيث نامل بان يؤدي الوضع الجديد للسعودية الى تعاط جاد بين دول المنطقة لاننا نرغب بالتاكيد بان تتمكن جميع دول المنطقة في ان تتابع سياساتها بكامل الاستقلالية ومن الواضح للجميع بانه لا دولة قادرة على ازاحة دولة اخرى وشطبها من خارطة وجغرافيا المنطقة.

وتابع قاسمي: ان ايران على استعداد، ان كان هنالك خلاف في وجهات النظر مع عدد محدود من دول المنطقة، لتسويته خلف طاولة الحوار وبصورة سلمية. ان ايران لا تطمع في اراضي الدول الجارة والمنطقة وهي دولة مستقلة تتخذ سياساتها بنفسها في طهران.

ومنذ استلامه للرئاسة وصف روحاني السعودية "بالصديقة والشقيقة"، مشدداً علی أن تحسين العلاقات مع دول الخليج الفارسي المجاورة يأتي على رأس أولويات سياسته الخارجية.

کما اعرب خلال كلمته في مؤتمر دولي للوحدة الإسلامية بطهران عن استعداد بلاده للدفاع عن السعودية من دون أي مقابل، لا كما يفعل الرئيس الأمريكي الذي يعامل السعودية بشكل مهين على حد قوله .

ومما قاله روحاني: نحن مستعدون للدفاع عن مصالح الشعب السعودي في مواجهة الإرهاب والعدوان والقوى العظمي... ولا نطلب 450 مليار دولار مقابل ذلك".

هذا غيض من فيض من مواقف المسؤولين الايرانيين بشان استئناف العلاقات الودية مع السعودية التي نسيت أو تتناسی أنها ليس بإمکانها أن تشطب أي بلد مهما کان صغيرا وضعيفا من خارطة العالم، ناهيك عن ايران الاسلامية التي تعتبر اليوم أقوی وأعظم دولة في المنطقة.

يشير الماضي القريب إلى أنه ليس من المستحيل تخيّل تقاربٍ سعودي–إيراني، غير أن هذا التقارب لن يتحول إلى تحالف.

* د. نظري