وارسو؛ جسر اميركي للتطبيع مع الاحتلال

وارسو؛ جسر اميركي للتطبيع مع الاحتلال
الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٩ - ١١:٣٠ بتوقيت غرينتش

بدا موتمر وارسو بمشاركة وزير الخارجية الاميركي ورئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي وعدد من وزراء خارجية العرب للتطرق الى قضايا الشرق الاوسط وان اكثر ما برزت في هذا الموتمر حتي الان هو هرولة بعض الانظمة العربية نحو التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي بايعاز من الولايات المتحدة.

العالم - تقارير

وفي حلقة جديدة من مسلسل التطبيع مع الاحتلال، أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنه سيلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، اليوم الخميس، خلال اجتماعات مؤتمر وارسو للشرق الأوسط.

وقال نتيناهو، مجيبا عن سؤال الصحفيين، فيما إذا كان سيلتقي الوفد السعودي خلال اجتماعات مؤتمر وارسو​​​ للشرق الأوسط: "نعم".

واعتبر نتانياهو أن حضور مؤتمر وارسو إلى جانب دول عربية يشكل "منعطفا تارخيا"

هذا والتقى نتنياهو على هامش المؤتمر وزير خارجية عمان يوسف بن علوي.

وقال نتنياهو في سلسلة تغريدات على تويتر، مساء الأربعاء: "آتي للتو من لقاء ممتاز عقدته مع وزير الخارجية العماني.. بحثنا خطوات أخرى نستطيع أن نتخذها سويًّا مع دول في المنطقة، من أجل دفع المصالح المشتركة قدمًا.. ستكون لذلك تتمة".

وصرح الوزير العماني خلال لقائه مع نتنياهو: "هذه هي رؤية جديدة وهامة حول المستقبل.. لقد عانت الشعوب في الشرق الأوسط كثيرًا لأنهم بقوا في الماضي.. هذا هو عهد جديد يخدم المستقبل، ويخدم تحقيق الازدهار لصالح جميع الشعوب".

وكانت القناة العبرية الـ13 قد ذكرت أن الوزير العماني زار نتنياهو، في مقر إقامته بالفندق الذي يقيم فيه خلال حضوره لمؤتمر وارسو.

وتفاخر نتنياهو بعقد لقاء جديد مع دبلوماسي عربي، قائلًا: "الطقس في وارسو بارد حاليًّا، لكن العلاقات الخارجية الإسرائيلية تشهد دفئًا كبيرًا.. المهم هو عقد اللقاء وهذا هو لقاء علني وليس سريًّا، لأن هناك لقاءات سرية كثيرة. هذا هو لقاء علني مع ممثلين عن دول عربية بارزة، تجلس مع إسرائيل، من أجل دفع المصلحة المشتركة قدما ".

وكان بومبيو أعلن، الجمعة الماضية، أن وزراء خارجية مصر والأردن والمغرب ودول خليجية مثل السعودية والبحرين والإمارات مدعوون إلى هذه القمة المخصصة لتشكيل تحالف ضد إيران.

وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن جلوس نتنياهو على طاولة مستديرة مع مسؤولين عرب كبار يعد دليلا واضحا على التقارب المتواصل بين تل أبيب ومحيطها العربي.

وتعليقا على هذا القضية، حذر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، محمود حسن، من أن التحالف العربي الإسرائيلي الذي يدعو له ترامب سيكون بمثابة مصيبة كبرى ستحتل على المنطقة بأكملها، موضحا، في تصريحات لـ "عربي21"، أن إسرائيل لا يمكن أن تكون في يوما ما حليفا للعرب، لأنها ستطعن العرب من الظهر، حيث تعتبرهم أعداء إلى يوم الدين.

وحول موجة التطبيع المتزايدة بين العرب وإسرائيل في الفترة الأخيرة، خاصة من جانب دول الخليج الفارسي، قال حسن إن هذه التصرفات تقف وراءها واشنطن التي تدفع العرب إلى التطبيع مع تل أبيب؛ تمهيدا لإنشاء علاقات كاملة وطبيعية بين الجانبين، ما يعني موت القضية الفلسطينية تماما، كما تريد إسرائيل.

وأضاف أن مجموعة الحكام "العيال" في المنطقة، وعلى رأسهم محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، ينفذون أوامر ترامب بكل دقة حتى يستمر في حمايتهم، لافتا إلى التصريحات السابقة التي أدلى بها ترامب قبل عدة أشهر عندما قال إن الولايات المتحدة إذا رفعت يدها عن بعض الحكومات في الخليج الفارسي فإنها ستسقط خلال أيام!.

وقال انه ستجلس الدول الخليجية مع إسرائيل على طاولة واحدة؛ تنفيذا لرغبة ترامب، ما يعد نقلة نوعية وانتصارا سياسيا بالغ الأهمية لإسرائيل، ويمثل ضربة قاسية للقضية الفلسطينية.

وفي نفس السياق، أكد فتحي أبو العرادات، ان مؤتمر وارسو هو أمريكي بامتياز ويسعي لتسويق صفقة القرن تحت عنوان التسویة والاستقرار في الشرق الأوسط ".

وأضاف بالقول: "وجهة مؤتمر وارسو صرف النظر وإضاعة البوصلة عن قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، وحرف البوصلة أن هناك عدو في المواجهة".

وحذر أبو العرادات من حضور دول عربية في هذا المؤتمر، "ومن ما تنويه أمريكا وإسرائيل من فرض التطبيع، الذي أكد فيه ان القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير أعلنت رفضها القاطع منه.

واعتبر المؤتمر فيه الكثير من القضايا التي تمس القضية الفلسطينية ومحاولة جمع الدول العربية بنتنياهو وقادة الاحتلال، وهي محاولة للتطبيع مع هذه الدول في وقت يجري العمل فيه على تصفية القضية الفلسطينية من خلال موضوع القدس واللاجئين.

ويقول الخبير في الشؤون الايرانية الدكتور محمد شمص ان “من أهداف مؤتمر وارسو انه قد يعيد إحياء الحديث عن صفقة القرن لا سيما ان السعودية واسرائيل من أبرز الحاضرين”.

وويرى هاني حبيب في صحيفة "الأيام" الفلسطينية أن "أحد أهداف هذا المؤتمر إجراء حوارات ثنائية وربما جماعية بين نتنياهو، وممثلي الدول العربية المشاركة في المؤتمر، ما يشكل انتقالة بالغة الخطورة في ملف التطبيع وانقلاباً منظماً على المبادرة العربية".

وأكد مسؤولون وشخصيات فلسطينية رسمية أن مؤتمر وارسو، هدفه القفز عن القضية الفلسطينية والتطبيع العربي مع "إسرائيل".

من جهته أكد رمزي رباح، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "أن هناك محاولة لتمرير إحدى حلقات صفقة القرن من خلال هذا مؤتمر وارسو، موضحاً أن الموتمر يفتح أبواب التطبيع العربي الإسرائيلي".

من ناحيته، قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، ان ذهاب دول عربية الى المؤتمر يكون جزء من التطبيع.

من جانبه أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رفضها لمحاولات الولايات المتحدة الالتفاف على الحق الفلسطيني عبر المؤتمرات السياسية المشبوهة كمؤتمر وارسو.

وبين الناطق الاعلامي باسم حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين مصعب البريم، أن الهدف من هذا المؤتمر إعادة انتاج لخط التسوية في مسارات إقليمية ودولية بهدف تشريع وجود الاحتلال الصهيوني في قلب الأمة وتقديمه كحليف بالتزامن مع اختراع عداء وهمي بين مكونات الأمة يستفيد منه الكيان الصهيوني مستنزفا لطاقات ومقدرات المنطقة.

وثمن البريم، كل المواقف الوطنية الرافضة لمؤتمر وارسو ومخرجاته، مؤكداً على حق الشعب الفلسطيني وقيادته في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحماية الثوابت والحقوق في مواجهة هذه المشاريع التصفوية.

واعتبر البريم، أن الرفض الوطني لهذه المشاريع من قبل جميع المكونات السياسية يعكس حالة من الوحدة الوطنية الحقيقية تمنح شعبنا مزيدا من الأمل في مواجهة التعثر السياسي لإنهاء الانقسام.

ودعا، الكل الوطني لاستثمار هذه الفرصة التاريخية لإنقاذ شعبنا وقضيته.