ما هي مخرجات قمة سوتشي حول سوريا؟

ما هي مخرجات قمة سوتشي حول سوريا؟
الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٩ - ٠٨:٠٣ بتوقيت غرينتش

استضافت مدينة سوتشي الروسية قمة ثلاثية بحضور رؤساء روسيا وايران وتركيا حول سوريا. وكان العمل لتظافر الجهود المشتركة في القضاء على الارهاب ودعم المصالحة الوطنية في اطار وحدة الاراضي السورية وعودة اللاجئين كأبرز مخرجات للقمة الثلاثية.

العالم - تقارير

اتفق رؤساء روسيا وتركيا وإيران في ختام القمة، على مواصلة العمل للوصول للتسوية السياسية في سوريا، مع احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها.

وفي بيان ختامي للقمة، وهي الرابعة من نوعها، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيراه الايراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان على ضرورة تكثيف الجهود لإطلاق عمل اللجنة الدستورية في سوريا في أقرب وقت.

ونوه الرؤساء الثلاثة بأهمية تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين إلى منازلهم، مناشدين المجتمع الدولي بتنشيط دوره في مساعدة الشعب السوري دون تسييس الموضوع.

ولفت الزعماء الثلاثة إلى أهمية الاستمرار في محاربة الإرهاب في جميع أنحاء سوريا، مع تكثيف الجهود لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.

وفي تصريحاتهم، أعرب بوتين وروحاني وأردوغان عن رفضهم القاطع لمحاولات فرض حقائق جديدة على الأرض في سوريا تحت غطاء محاربة الإرهاب.

وأعرب الزعماء الثلاثة عن حزمهم في "التصدي للمخططات الانفصالية التي تهدف إلى نسف سيادة سوريا ووحدتها الترابية، وكذلك أمن الدول المجاورة لها".

واتفقت الدول الثلاثة على عقد اجتماع جديد بصيغة أستانا أواخر مارس - أوائل أبريل المقبل.

وفي تصريحاتهم أثناء المؤتمر المشترك، أعرب الرؤساء الثلاثة عن شكوكهم إزاء نية الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا.

وأبدى روحاني قلق طهران إزاء ما وصفه "المؤامرة طويلة الأمد" الأمريكية ضد سوريا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لن تتوقف عن التدخل في شؤون سوريا و"قد تواصل عدوانها من الجو" حتى إذا انسحبت قواتها البرية من البلاد.

وشدد روحاني على ضرورة "تطهير شرق الفرات"، مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة أن يكون لدى الأكراد دور في مستقبل سوريا.

وقال الرئيس الإيراني إن موقف الدول الثلاث والمجتمع الدولي بأكمله يقضي بضرورة استعادة الحكومة الشرعية السيطرة على كامل أراضي سوريا.

واعتبر روحاني، نقل مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي من سوريا إلى أفغانستان قد يزعزع استقرار منطقة آسيا الوسطى والعالم.

وقال روحاني عقب لقائه مع رئيسي روسيا وتركيا في قمة سوتشي "نحن قلقون للغاية من إمكانية نقل جزء من داعش إلى أفغانستان، هذا قد يكون أمرا خطيرا للغاية على منطقة آسيا الوسطى والعالم أيضا".

كما أكد الرئيس الإيراني، على ضرورة تحرير إدلب وسوريا بشكل كامل من الإرهابيين.

وبدوره أوضح بوتين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يلتزم بوعوده الانتخابية، لكن الظروف الداخلية في الولايات المتحدة تمنعه أحيانا من تطبيقها، مضيفا: "لا نعلم ما سيحدث لاحقا، لكن اليوم نؤكد أنه لم يحصل أي تغير ملحوظ على الأرض".

وتابع بوتين أنه إذا سحبت الولايات المتحدة في الواقع قواتها من سوريا، فإن القوات السورية يجب أن تسيطر على هذه المناطق.

من جانبه، أشار الرئيس أردوغان إلى أن قرار سحب القوات الأمريكية يعود إلى ترامب ويواجه معارضة من قبل كبار المسؤولين الآخرين في الولايات المتحدة ومن غير الواضح متى سيطبق هذا القرار وما إذا كان سيحصل فعلا.

وذكر الرئيس التركي أن أنقرة تعول على التنسيق مع روسيا وإيران في عملية سحب القوات الأمريكية من سوريا، مشيرا إلى ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية من جانب وضمان عدم سيطرة "الإرهابيين" على المناطق الآمنة الجديدة.

في هذه الأثناء أفادت مصادر اعلامية بأن دورية عسكرية تركية روسية مشتركة سيرت في مناطق سيطرة الوحدات الكردية بريف حلب الشمالي، وتحديدا في قرى مرعناز وعين دقنة وكفرخاشر ومطار منغ العسكري.

وفي وقت سابق، قال الكرملين في بيان إن القمة الثلاثية ستنظر في "مزيد من الخطوات المشتركة سعيا لتسوية على المدى البعيد" في سوريا، كما قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن الرؤساء الثلاثة سيبحثون تشكيل لجنة دستورية سورية، بحسب وسائل إعلام رسمية.

وفي 7 سبتمبر/أيلول 2018، عُقدت قمة بين الزعماء الثلاثة بالعاصمة الإيرانية طهران وبعدها بعشرة أيام التقى بوتين وأردوغان في سوتشي وأعلنا عن توقيع اتفاق يحمل اسم تلك المدينة وينص على إقامة "منطقة منزوعة السلاح" في إدلب بحلول منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2018.