شاهد؛ مؤتمر ميونيخ للأمن يكشف عمق الخلافات الدولية

الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٩ - ٠٣:٢٩ بتوقيت غرينتش

قضايا خلافية كثيرة كشفها مؤتمر ميونيخ للامن في المانيا، من التوتر الاميركي الاوروبي المتمثل بالخلاف حول الامن والاتفاق النووي مع ايران، الى الخلافات الروسية مع حلف الناتو، وصولا الى التوتر العربي العربي والجفاء بين تركيا والولايات المتحدة.

العالم اوروبا

صورة قاتمة خرجت من مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الخامسة والخمسين في المانيا. فما بين الدورتين السابقة والحالية تطورات كثيرة وتهديدات اكثر حضرت على الساحة الدولية، يمكن القول انها اوجدت ثغرة واضحة بين الاقطاب الغربيين، واعطت تفوقا لخصومه الروسي والصيني والايراني وحلفائهم.

القضية الاولى تتمثل بانسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الحد من الصواريخ النووية متوسطة المدى والخوف الذي انتجه ذلك لدى الاوروبيين من تحول القارة العجوز لساحة صراع بين واشنطن وروسيا التي اعلنت هي الاخرى انسحابها من المعاهدة.

القضية المحورية الاخرى هي الاتفاق النووي الايراني، حيث سعت الادارة الاميركية الحاضرة في ميونيخ بشخص نائب الرئيس مايك بنس للتحريض ضد طهران والدعوة لانسحاب الاوروبيين من الاتفاق، لكن المانيا بشخص مستشارتها انجيلا ميركل ردت بان موضوع الانسحاب غير مطروح للنقاش مشككة بجدوى المقاربة الاميركية في هذا الشان.

موضوع اخر يشكل نقطة خلاف بين الاميركيين والاوروبيين يتمثل في المساهمة بميزانية الناتو والتي اثارت نقاشات حادة بين الطرفين، وما انتجه ذلك من نقاط خلافية اخرى تمثلت هذه المرة بالجدل الاوروبي الداخلي حول سياسات الدفاع والامن وخاصة امن الطاقة.

وهنا يقول المتابعون ان تبعات الخلاف الاميركي الاوروبي لا تقف هنا، بل تنعكس على الانقسام الواضح لاسيما في مسالة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي او بريكست وايضا موضوع اوروبا الشرقية واللعب الاميركي على وتر الخلافات مع الطرف الغربي وتحديدا بولندا حيث الدرع الصاروخية لواشنطن.

وما بين كل ذلك يبرز التوتر المتصاعد بين روسيا والناتو رغم اللقاء بين امين عام الناتو ووزير الخارجية الروسي على هامش مؤتمر ميونيخ.

وفي ظل كل ذلك، يبرز تبلور تحالفات معينة على ضوء التقارب الروسي الصيني الايراني، بينما تبرز في ساحة حلفاء واشنطن الاقليميين خلافات لاسيما في مجلس التعاون خصوصا بين السعودية وقطر، اضافة الى الابتعاد التركي عن السرب الاميركي بفعل ملفات خلافية ابرزها الملف السوري والعراقي اضافة الى هزيمة جماعة داعش الوهابية.