علی خلفية التفجير الارهابي..

الهند تتوعد بالرد الحاسم.. وباکستان تدعو للحوار وتحتمي بالامم المتحدة

الهند تتوعد بالرد الحاسم.. وباکستان تدعو للحوار وتحتمي بالامم المتحدة
الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٩ - ٠٦:٣٦ بتوقيت غرينتش

بعد مضي أسبوع علی التفجير الارهابي الذي راح ضحيته 40 فردا من قوات الأمن الهندي تتزايد يوما بعد يوم الاتهامات الهندية وتتصاعد تهديداتها ضد جارتها النووية باکستان، الامر الذي دعا رئيس الوزراء الباکستاني إلی إجراء التحقيقات بشفافية ومصداقية في هذا الشأن واطلاق تحذيرات بشأن لجوء بلاده الی الرد بقوة حال تعرضها للعدوان الهندي المحتمل، کما أن وزير الخارجية الباكستاني حاول تدويل القضية من خلال دعوة الامين العام للامم المتحدة الی التدخل العاجل بشأن الأزمة ونزع فتيل الحرب.

العالم- تقارير

بعدما أعلنت جماعة جيش "محمد" المتشددة ومقرها باكستان مسؤوليتها عن هجوم انتحاري ادی الی مقتل 40 من قوات الأمن الهندي دعا أكبر قائد عسكري هندي في كشمير اليوم الثلاثاء أمهات مسلحي الإقليم إلى حمل أبنائهن على الاستسلام وإلا سيواجهون القتل.

ونفذ الهجوم الانتحاري شاب عمره 20 عاما قال والداه إنه انضم لجماعة متشددة بعد أن تعرض للضرب على يد القوات الهندية قبل ثلاثة أعوام.

ويتعرض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يواجه انتخابات عامة في مايو/ أيار، لضغوط من أجل الانتقام وقال إنه أطلق يد قوات الأمن لتوجيه "رد قوي".

واتهم الجنرال الهندي كيه. جيه. إس ديلون المخابرات الباكستانية بتوجيه أدمى هجوم على قوات الأمن في ثلاثة عقود في الإقليم الذي يغلب المسلمون على سكانه.

وقال ديلون للصحفيين في سريناجار، العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير: العقل المدبر للهجوم هو باكستان والمخابرات الباكستانية وجيش محمد. أطالب جميع الأمهات في كشمير أن يطلبن من أبنائهن الذين انضموا للإرهاب بالاستسلام والعودة إلى صفوف المواطنين". وأضاف: "وإذا لم يحدث ذلك فسيتم قتل أي شخص يحمل السلاح".

لكن الحكومة الباكستانية نددت بالهجوم ونفت أي صلة لها بالتفجير الذي زاد التوتر بين الخصمين النوويين. وقد نفى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في خطاب تلفزيوني أي علاقة لبلاده بالتفجير وعبر عن استعداده للحوار مع الهند بشأن الإرهاب لكنه أكد على أن بلاده سترد إذا تعرضت لهجوم.

وعرض رئيس الوزراء الباكستاني على الهند المشاركة في أي تحقيقات بشأن حادث الاعتداء على جنود هنود في بلدة "بلواما" بالشطر الهندي من كشمير بقوله: "الهند طرحت ادعاءات ضد باكستان دون أي أدلة، ولا يمكن تخفيف التوتر سوى بالحوار، لكن باكستان سترد إذا تعرضت لأي هجوم من قبل الهند"، وفق "رويترز".

ونددت باكستان بالتفجير وطالبت الهندَ بإجراء تحقيق في الهجوم يتسم بالشفافية والمصداقية لدعم الاتهامات التي توجهها، کما ناشدت اليوم الثلاثاء الأمم المتحدة التدخل، في ظل تدهور الوضع الأمني.

ففي السياق نفسه، كتب وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش طلب فيها التدخل لتهدئة التوتر: "نسب التفجير لباكستان حتى قبل التحقيقات مجاف للمنطق".وأضاف: "ألفت انتباهك على نحو عاجل إلى تدهور الوضع الأمني في منطقتنا بسبب تهديد من الهند باستخدام القوة ضد باكستان".

وقتلت القوات الهندية أمس الاثنين ثلاثة متشددين بينهم من تشتبه بأنه مدبر التفجير الانتحاري في عملية عسكرية استمرت 17 ساعة وقُتل خلالها أيضا خمسة جنود ومدني. وقال ديلون إن أحد المتشددين الثلاثة الذين قتلوا أمس من كشميرالهندية والآخرين من باكستان.وأضاف: ان التفجير الانتحاري "كان بتوجيه من خارج الحدود من قبل وكالة المخابرات الباكستانية وباكستان وقادة جيش محمد".ولم يقدم ديلون أي دليل على اتهامه وأوضح أنه لا يمكنه تقديم معلومات أكثر عن التحقيق بشأن الانفجار والاشتباه في دور وكالة المخابرات العسكرية الباكستانية فيه لكنه ألمح إلى أن هناك صلات وثيقة تربط الوكالة بجيش محمد.

وتحمل الهند باكستان منذ وقت طويل مسؤولية تمرد بدأ قبل قرابة 30 عاما في ولاية جامو وكشمير، وهي الولاية الهندية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة. وتقول باكستان إنها لا تقدم إلا دعما معنويا ودبلوماسيا لشعب كشمير في نضاله من أجل تقرير مصيره.

کما تتنازع الهند وباكستان على ولاية جامو وكشمير منذ تقسيم الهند عام 1947. وتتقاسم الدولتان السيطرة على جامو وكشمير لكنهما في نزاع بشأن السيادة على الإقليم بأكمله. ونشبت ثلاث حروب بين البلدين منذ عام 1947 حربان منها بسبب كشمير ووقع عدد لا يحصى من المناوشات بين الهند وباكستان على طول الحدود الفعلية التي تراقبها الأمم المتحدة في منطقة الهيمالايا.

وأثار التفجير حالة من الغضب في الهند ودعوات للانتقام على وسائل التواصل الاجتماعي، وزاد العداء تجاه المسلمين الكشميريين في أجزاء أخرى من البلاد ذات الأغلبية الهندوسية، مما أثار قلق الجماعات الحقوقية.وحذرت الحكومة من زيادة التوتر الطائفي.

واستدعت الهند سفيرها في باكستان الأسبوع الماضي لمناقشة العلاقات مع إسلام اباد في أعقاب تفجير انتحاري في منطقة كشمير المتنازع عليها، کما استدعت باکستان یوم الاثنين سفيرها في الهند للتشاور وسط تصاعد للتوتر بين الدولتين المسلحتين نوويا.

* د.نظري