ملف خاشقجي يراوح مكانه بين تهديد تركيا ومماطلة ترامب

ملف خاشقجي يراوح مكانه بين تهديد تركيا ومماطلة ترامب
الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٩ - ١٢:٢٩ بتوقيت غرينتش

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل بضعة أيام، أن بلاده لم تكشف بعد عن كل الوثائق المتوفرة لديها بشأن مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، مؤكدا نية تركيا نقل هذه القضية إلى المحكمة الدولية. من جهة اخرى، يضغط نواب الكونغرس الاميركي على الرئيس ترامب لتقديم نتائج التحقيق في جريمة قتل خاشقجي وايضاح مسألة تورط افراد العائلة الحاكمة في السعودية بالجريمة.

العالم - تقارير

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة الماضي، خلال مقابلة مع قناة "خبر" التلفزيونية "، إن بلاده لم تكشف بعد عن جميع العناصر التي بحوزتها في التحقيق في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول.

وصرح اردوغان: "اليوم ظهرت أمور جديدة (في إطار التحقيقات) من قبيل حرقه (خاشقجي) في التنور.. هذا شيء لا يمكن تحمله."

وأضاف: "تركيا أسمعت الأطراف التي جاءت إليها ما دار خلال الجريمة، حيث إن البعض استنتج بعض الأمور والبعض الآخر ما زال ينتظر استنتاجات تركيا." ووعد اردوغان بمتابعة القضية عالميا:"الوثائق والمعلومات والحقائق، وخاصة التسلسل الزمني، سيحظى بمتابعة وثيقة من قبل الأطراف المهتمة بالقضية في العالم".

وانتقد اردوغان السعودية بقول: "لنكن صادقين وصريحين.. هل يمكن لمسلمٍ أن يفعل مثل هذا الأمر (الجريمة) لمواطنه المسلم، أو حتى غير المسلم؟"

وصعد أردوغان أيضا من لهجته إزاء واشنطن وشن هجوما لاذعا عليها لمماطلتها وتسترها على الحقائق لصالح الجانب السعودي في ملف خاشقجي، قائلا: "الجانب الأمريكي يقول من جهة إنه يمثل الديمقراطية والعدالة في العالم، أي عدالة وأيّ ديمقراطية هذه؟"

توجيه تركيا انتقادات مستمرة للسلطات السعودية بسبب أسلوب تعاملها مع مقتل خاشقجي، واتهامها بعدم التعاون بالشكل المطلوب لتحديد ملابسات الجريمة ومحاسبة المسؤولين عن الجريمة، ليس شيئا جديدا، فمنذ وقوع الجريمة في القنصلية السعودية باسطنبول، بدأت الانتقادات التركية من السعودية، لكن الفيصل في كلام اردوغان الاخير هو تهديد السعودية باللجوء الى محكمة الجنايات الدولية: " تركيا ملتزمة بنقل قضية اغتيال خاشقجي إلى المحكمة الدولية".

أما الجديد من الجانب الأميركي، هو انتقاد السيناتور الأمريكي الجمهوري "ميت رومني" لعدم تقديم إدارة الرئيس دونالد ترامب معلومات للكونغرس عن نتائج التحقيق في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

حيث دعا السيناتور رومني، ترامب، إلى تقديم النتائج وتوضيح ما إن كان أفراد العائلة المالكة في السعودية "متورطين" في الجريمة.

وجاء طلب رومني في تغريدة نشرها على حسابه في موقع "تويتر" وكتب: "على ترامب، تقديم نتائج التحقيق للكونغرس، وتوضيح ما إن كان أفراد العائلة المالكة في السعودية متورطين إلى جانب مسؤولين سعوديين، في جريمة قتل خاشقجي".

وعبر رومني عن قلقه من "عدم الإفصاح الكافي للكونغرس عن نتائج التحقيق في الجريمة"، داعيا الإدارة الأمريكية إلى "الإفصاح عن ذلك بناء على طلبات أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي".

مساعي خديجة

وفي موازاة المساعي التركية، تسعى خطيبة الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي، خديجة جنكيز، لانتزاع حق خاشقجي وتبيين ملابسات القضية بكل ما بوسعها من امكانيات وقدرات. فسبق وألفت كتابا عن خاشقجي تحت عنوان"جمال خاشقجي… الحياة — النضال — أسرار." ما أثار حفيظة السلطات السعودية وهاجموها هجوما لاذعا لما فضحت وكشفت عنهم وحتى اتهموها بقتل خاشقجي معنويا، حيث وصف الكاتب السعودي "محمد صبح" ترويج خديجة جنكيز، لكتاب عن خطيبها جمال خاشقجي، بـ "الجريمة النكراء" وبأنها حوّلت المأساة إلى تجارة، وبأن "إصرارها على استثارة المشاعر يثير التساؤلات" على حد تعبيره. واتهم الكاتب "محمد صبح" مجددا خديجة جنكيز، بأنها تتستر "وراء هوية زائفة لشخصيتها بتسمية نفسها خطيبة خاشقجي"، وهي من بين أطراف "استغلوا الصحفي جمال خاشقجي حيا وميتا، واتخذوا من إبداء التعاطف مع فجيعته الإنسانية، معبرا لتمرير مآربهم ومصالحهم الشخصية والسياسية" على حد قوله.

وفي أحدث خطوة اتخذتها، حثت خديجة جنكيز، البرلمان الأوروبي إلى القيام بوظيفته الإنسانية تجاه قضية خاشقجي. وأعربت جنكيز خلال تصريحات لها بمقر البرلمان الأوروبي بالعاصمة البلجيكية، عن أملها في أن تكون زيارتها إلى بروكسل وسيلة لفرض عقوبات على السعودية، مضيفة أنها "تتواجد هنا لحث البرلمان الأوروبي على القيام بواجبه الإنساني".

وتابعت جنكيز التي رافقت رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي بيير أنطونيو بانزيري قائلة: "لست هنا من أجل جمال فقط، بل من أجل قيمه والقضايا التي كان يدافع عنها".

من جانبه، قال بانزيري، إن البرلمان الأوروبي، مصمم على كشف ملابسات اغتيال خاشقجي، موضحا أنه "من مؤيدي تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في قضية اغتيال خاشقجي". وأكد بانزيري، أن البرلمان الأوروبي لن يسمح بالتستر على تلك الجريمة.