لماذا تصر تركيا على إدارة المنطقة الآمنة في سوريا؟

لماذا تصر تركيا على إدارة المنطقة الآمنة في سوريا؟
الأربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٩ - ١١:٥٠ بتوقيت غرينتش

جدد الريئس التركي رجب طيب أردوغان، التأكيد على أنه لا يمكن لبلاده السماح لأحد بتولي مسؤولية الإشراف على "المنطقة الآمنة" شمال شرقي سوريا، معللا ذلك بانه يشكل تهديدا لتركيا، متوعدا بنهج مختلف إذا أصبح الانسحاب الأميركيّ من سوريا أسلوباً للمماطلة.

العالم - تقارير

وشدد اردوغان في مقابلة مع محطة "إن تي في" المحلية، على ضرورة تولي تركيا الإشراف على المنطقة الآمنة قائلا: "نحن من سيكون هناك".

وزعم أردوغان أن "الشعب السوري يثق بتركيا، وعشائر المنطقة تدعوها باستمرار لتطهير منطقة منبج السورية من الإرهابيين" على حد قوله، مشيرا إلى أن "هدف أنقرة في الوقت الحاضر هو ضمان إخراج تنظيم "بي كا كا" من منبج، ووفاء واشنطن بوعدها المتمثل بجمع الأسلحة التي قدمتها للتنظيم".

هذا وشكّك إردوغان في إعلان اميركا أنّها ستستردّ الأسلحة التي قدّمتها للكرد في شمال شرق سوريا، متوعدا بنهجٍ مختلفٍ إذا أصبح الانسحاب الأميركيّ من سوريا أسلوباً للمماطلة، وفق تعبيره.

وفي وقت سابق قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: "نحن نعمل لإنشاء منطقة آمنة مع روسيا والولايات المتحدة والشركاء بصيغة أستانا، ولقد التقى فريقنا الفني عدة مرات، ونحن نقدر أن روسيا تتفهم مخاوف تركيا الأمنية لكننا مستمرون في العمل".

من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بان الشرطة العسكرية الروسية قد تشارك في إنشاء "منطقة عازلة" على الحدود بين سوريا وتركيا، مشيرا إلى أن مناقشة تفاصيل هذه المنطقة لا تزال مستمرة، مضيفا انه "توجد لدينا خبرة عندما كانت الاتفاقات البرية حول وقف إطلاق النار ومراعاة الإجراءات الأمنية وإنشاء مناطق خفض التصعيد تجري بمشاركة الشرطة العسكرية الروسية، وهناك احتمال لذلك فيما يخص المنطقة العازلة المذكورة.

واشار لافروف إلى أن العسكريين يقومون بإنهاء تنسيق التفاصيل، مع الأخذ بعين الاعتبار موقف دمشق وتركيا".

وفي سياق متصل كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية نقلا عن "مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية" لم تسمه، قوله إن جزءًا من القوات الأمريكية سيبقى في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي، حيث سيواصل الجنود القيام بدوريات مشتركة مع نظرائهم الأتراك.

وبحسب الصحيفة، ستستقر المجموعة الثانية شرق نهر الفرات كجزء من "منطقة آمنة" بين تركيا وسوريا، وستساعد "في تدريب المقاتلين المحليين وتقديم المشورة لهم حتى يتمكن المقاتلون من تأمين المناطق المستعادة من تنظيم داعش".

الى ذلك أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أرسل إلى الكونغرس الاستراتيجية السريّة لعمل إدارته بشأن الوضع في سوريا.

واللافت أنه تم توفير المخصصات لإعداد مثل هذه الوثيقة من قبل ميزانية الدفاع الأمريكية، مما يعني أن هذه الاستراتيجية تتضمن جانبا عسكريا بالتأكيد. ولم يوزع البيت الأبيض نص هذه الاستراتيجية، التي من المرجح أن تظل سرية.

وأعلن ترامب على نحو مفاجئ في نهاية عام 2018 عن قراره بسحب القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا، والتي يبلغ قوامها نحو 2000 ضابط وجندي. واستدعى هذا القرار الذي أثار ضجة في واشنطن، استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس وعدد من المسؤولين الآخرين.

وفي فبراير الجاري، أوضحت الإدارة أنها تريد أن تترك حوالي 200 من قواتها في شمال شرق سوريا، وحوالي 200 جندي إضافي في منبج، بحجة "حفظ السلام". بالإضافة إلى جذب مجموعة من قوات الحلفاء الأوروبيين يصل عدد أفرادها إلى 1.5 ألف عنصر، إلى سوريا.

في الختام .. فصل الكلام قاله الرئيس السوري بشار الأسد أنه عازم على تحرير كل شبر من سوريا، مشددا على أنه سيتعامل مع القوات الأجنبية كقوات احتلال، موضحا ان المنطقة العازلة التي يعمل عليها التركي الآن هي التي كان يدعو إليها منذ بداية الحرب ويطلبها من الأمريكي، ولم يكن هناك في البداية حاجة للدور التركي ولكن بعد تحرير حلب ودير الزور وريف دمشق وجزء من حماة ودرعا بات الوضع لديهم خطير وهنا أصبح دور التركي ضروري وأساسي لخلط الأوراق.