قضية الاغتيالات في بنغازي

القبضُ على عصابة مصرية - ليبية

القبضُ على عصابة مصرية - ليبية
الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٩ - ١١:٢٠ بتوقيت غرينتش

لا تزال الجهات الأمنية في مدينة بنغازي شرق ليبيا، تتحفظ بشكلٍ كبير على تفاصيل القبض على أفراد عصابة في بنغازي، مرتبطة بعددٍ من حوادث الاغتيالات والخطف.

العالم _ليبيا

ونقلت صفحات إلكترونية تابعة لوزارة داخلية الحكومة الليبية المنبثقة عن مجلس النواب، أنباء القبض على أربعة مصريين في بنغازي مع صورهم، دون أن تنشر تفاصيل وملابسات عملية القبض عليهم، لكن أغلبية تلك الصفحات عادت لتحذف هذه الأنباء، ما يشير إلى تلقيها أوامر بالتكتم على القضية.

وبحسب مصدر أمني في بنغازي، فإن وزارة الداخلية بالحكومة تتعرض لضغوط شديدة من قبل موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر، لتسليمهم المصريين الأربعة الذين قبض عليهم في بنغازي، برفقة ليبيين.

وقال المصدر إن الشخصين الليبيين اللذين كانا برفقة المصريين، ينتميان للجماعة السلفية المدخلية، وهي الجماعة التي يقودها الشيخ قجة الفاخري، والمتهمة بتنفيذ مذبحة الأبيار في أكتوبر/تشرين الأول 2017، كاشفاً عن علاقة المصريين الأربعة باستخبارات دولةٍ جارة لليبيا، وذلك نقلاً عن المعلومات المسربة من داخل غرف التحقيق.

وانفجرت قضية المصريين الأربعة إثر العثور صباح أمس الأربعاء على جثة المهندس صلاح بوقرين، مدير ملف المرافق بالمجلس البلدي لبنغازي، المختطف منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2017 على يد مجهولين. وأفاد المصدر الأمني بأن المصريين الأربعة هم من دلوا على مكان دفنه أمس الأول، كما اعترفوا بقتل أربعة أشخاص آخرين لم يسمهم.

وشهدت بنغازي خلال السنوات الماضية عدداً من التفجيرات والاغتيالات، لكن أجهزة أمن حفتر تكتمت على الكشف عن ملابساتها وهويات منفذيها، رغم إعلانها فتح تحقيقات في تلك الحوادث، ظلّت من دون نتائج.

وتم تداول مقطع فيديو يظهر مقاتلين مصريين برفقة ليبيين وهم يتجولون في آخر الأحياء في مدينة درنة التي اقتحمتها قوات حفتر نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وتظهر اللهجة المصرية بشكل واضح في حديثهم بينما كانوا يتجولون بين جثث مقاتلي "قوة حماية درنة" ويركلونها بأرجهلم، ومن بينها جثة محمد المنصوري، المتحدث باسم القوة.

ولا يزال مصير عدد من المختطفين في بنغازي غامضاً، من بينهم اللواء أحمد العريبي الذي اختطف من منزله، والذي تشير معلومات إلى تورط أجهزة أمن حفتر في عملية خطفه.

ولا يعرف الرقم المحدد لحالات الاغتيال والخطف التي حصلت في مدينة بنغازي، التي شهدت أحداثاً دامية عديدة منذ عام 2011. وتشير بعض التقارير إلى أن أكثر من 300 شخص ما بين عسكري ومدني تمّ اغتيالهم حتى العام 2014، عندما دخلت المدينة في آتون حرب قادها حفتر تحت شعار "محاربة الإرهاب" متخذاً من وجود مقاتلي جماعة "أنصار الشريعة" و"داعش" في المدينة ذريعة لحربه.

لكن مسلسل الاغتيالات استمر، من بينها مذبحة الأبيار التي قتل خلالها 34 مدنياً وجدت جثثهم ملقاة على قارعة الطريق، وبالقرب من مكبات القمامة في منطقة الأبيار ببنغازي، وتشير أصابع الاتهام إلى تورط قوات حفتر فيها، كما أن القائد البارز في هذه القوات، محمود الورفلي، نفذ عدداً من الاغتيالات في وضح النهار بوسط المدينة.