واشنطن تتعنت في حل مشكلة نازحي الركبان

واشنطن تتعنت في حل مشكلة نازحي الركبان
السبت ٠٢ مارس ٢٠١٩ - ٠٣:١٣ بتوقيت غرينتش

فيما تقول واشنطن إنها وضعت شرط التنسيق معها لإجلاء النازحين السوريين من مخيم الركبان في جنوب البلاد، تتهم السلطات الروسية واشنطن بمواصلة منع خروج المهجرين السوريين بفعل الإرهاب من مخيم الركبان إلى مناطقهم المحررة. وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت، بدء إرسال 6 أرتال من الحافلات في اتجاه المخيم لإجلاء النازحين، في اطار اتفاق اردني - روسي - امريكي.

العالم - تقارير

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الولايات المتحدة تواصل منع خروج المهجرين السوريين القاطنين في مخيم الركبان بمنطقة التنف والعودة إلى مناطقهم المحررة من الإرهاب عبر الممرات الإنسانية التي تم افتتاحها لهذه الغاية.

وأكد رئيس مركز إدارة الدفاع الوطني الروسي الجنرال ميخائيل ميزينتسيف في اجتماع مشترك لمقر التنسيق المشترك بين الإدارات في روسيا وسوريا في موسكو بشأن إعادة المهجرين إلى سورية أن “الجانب الأمريكي يعيق بشدة رغبة ساكني مخيم الركبان في الخروج والعودة إلى أماكن إقامتهم”.

وأضاف المسؤول العسكري الروسي: إن قوات الاحتلال الأمريكي المنتشرة في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية تواصل عرقلة خروج المهجرين الراغبين بالعودة إلى مناطقهم المحررة من الإرهاب بالتوازي مع “العمل على تضليل اللاجئين حول استحالة مغادرة المخيم” عبر نشر مجموعة من الأكاذيب والفبركات لثنيهم عن العودة.

وبهدف إجلاء المهجرين المحتجزين في مخيم الركبان بمنطقة التنف من قبل قوات الاحتلال الأمريكي ومرتزقتها الإرهابيين تم في التاسع عشر من الشهر الماضي فتح ممرين إنسانيين في بلدتي جليب وجبل الغراب على أطراف المنطقة بالتعاون والتنسيق بين الهيئتين التنسيقيتين المشتركتين السورية والروسية لعودة المهجرين إلى سورية.

وأكد ميزينتسيف أن المجموعات الإرهابية “التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وعلى رأسها ما يسمى مغاوير الثورة هي في الواقع من يحتجز المهجرين الراغبين بمغادرة المخيم قسرا ويتم ابتزازهم بمبالغ كبيرة بالدولار الأمريكي للخروج من المنطقة”، مشيرا إلى أن “ممثلي الأمم المتحدة يدركون أن تسليم الدفعة التالية من المساعدات الإنسانية إلى الركبان في النصف الأول من شباط الماضي كان له أثر إيجابي آني ولم يحسن الوضع بصورة عامة”.

سوريا ترحب بعودة جميع اللاجئين

وأكد مصدر مسؤول فى وزارة الخارجية والمغتربين فى تصريح لـ سانا أمس أن “الجمهورية العربية السورية ترحب بعودة جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم وأرضهم وأن الدولة السورية مستعدة لتحمل جميع مسؤولياتها لتأمين عودة آمنة وكريمة لمواطنيها الذين أجبرتهم الظروف الصعبة التى مرت بها سورية على مغادرة مدنهم وقراهم” مشيرا إلى أن المسؤول الوحيد عن الكارثة الإنسانية التى يعيشها أهلنا فى مخيم الركبان هو الاحتلال الأمريكي وأدواته التي منعت المواطنين السوريين في المخيم بالقوة والتهديد من مغادرة المخيم”.

وكانت روسيا قد أرسلت بالتعاون مع الحكومة السورية، حافلات لإجلاء المتواجدين في مخيم الركبان السوري، وتوجهت إلى الولايات المتحدة، التي تسيطر قواتها على تلك المنطقة، بطلب ضمانات أمنية، لكن الجانب الأمريكي لم يستجب لهذا الطلب.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسیة الجمعة، بدء إرسال 6 أرتال من الحافلات في اتجاه مخیم الركبان لإجلاء ساكنیھم إلى بلدات مجاورة.

وأوضحت الوزارة في بیان، أن الحكومة السوریة أرسلت "6 أرتال لإخلاء النازحین ... تم إنشاء مناطق إقامة مؤقتة للعائلات في بلدات الخالدیة والعمار ومخین والقریتین وتدمر ومشارف دمشق وحلب ... مع توفیر ظروف مناسبة لاستقبال وإقامة السوریین". وطالبت روسیا الولایات المتحدة بالعمل على تأمین مرور أرتال الحافلات "عبر التنف المحتلة بشكل غیر شرعي".

وخرج خلال الـ 24 ساعة الماضية نحو 1250 نازحا سوريا من المخيم عبر معبر "جليغم" الذي يؤمن تقديم مساعدات انسانية مطلوبة للنازحين.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فقد بدأت روسيا وبالتنسيق مع الحكومة السورية، منذ 19 فبراير المنصرم، تأمين عمل معبر "جليغم" لعودة النازحين الى بيوتهم، لكن القوات الاميركية في التنف تجعل الأمر صعبا على السوريين.

وأعلنت الخارجية الأمريكية أمس، أن حل مشكلة إجلاء النازحين من مخيم الركبان جنوب سوريا، يتطلب تنسيقا مع واشنطن والأمم المتحدة.

واعتبر المتحدث الرسمي باسم الوزارة "روبيرت بلادينو" أن الولايات المتحدة تؤيد دعوة الأمم المتحدة لإيجاد حل مستدام لمشكلة الركبان وفقا لمعايير الحماية وبتنسيق الجهود مع كافة الأطراف المعنية، غير أن المبادرات الروسية التي تنفذ من جانب واحد لا تفي بهذه المعايير، وفق تعبيره.

وأكد بلادينو استعداد واشنطن والأمم المتحدة "لجهود منسقة لضمان المغادرة الآمنة والطوعية والواعية لمن يرغبون في ذلك"، حسب قوله.

وتتهم موسكو واشنطن بمنع خروج النازحين من المخيم عبر تضليلهم بأن مغادرة المخيم أمر مستحيل، وتنشر شائعات أن دمارا واعتقالات تنتظر سوريين في أراض تسيطر عليها الحكومة السورية.

موقف الاردن تجاه مخيم الركبان

ووفق مصدر حكومي اردني، فان موقف الاردن تجاه مخيم الركبان قرب الحدود مع سوريا يتمثل في تفكيكه، في وقت بدأت فيه روسيا اجلاء قاطنيه البالغ عددهم نحو 40 الف نازح.

وأضاف المصدر أن الأردن ينظر لملف مخيم الركبان بوصفه قضية سورية، يقع خارج أراضي المملكة، وموقف الأردن الرسمي يتمثل في أن حل مشكلته تكمن بتفكيكه بعدما انتهت سيطرة تنظيم "داعش" على الارض، وأصبح سكانه آمنين بالعودة الى أراضيهم التي كان يسيطر عليها التنظيم الارهابي.

من جهته قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن هناك محادثات أردنية أمريكية روسية تجري بشأن كيفية عودة سكان مخيم الركبان للنازحين إلى قراهم ومدنهم التي تحررت من قبضة تنظيم داعش في سوريا.

وأضاف الصفدي، “كان من الصعب في السابق بسبب الأوضاع الميدانية إدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيم من داخل الأراضي السورية، فقامت المملكة بدورها الإنساني وسمحت بمرور المساعدات إلى المخيم عبر حدودها”.

وتابع الصفدي، “لكن الآن الوضع تغير، إمكانيات دخول المساعدات إلى الركبان من الداخل السوري متاحة، وتم بالفعل إرسال قافلتين إلى المخيم، والأهم من ذلك، أن المدن والمناطق التي جاء منها قاطنو الركبان قد تحررت من داعش، مما يجعل من إمكانية عودتهم إلى مناطقهم متاحة”.

ولفت الصفدي إلى أن مخيم الركبان هو مخيم للنازحين السوريين على أرض سورية، وبالتالي فهو قضية سورية وأممية وليس قضية أردنية.

وشدد وزير الخارجية على أن الحل الوحيد لقضية الركبان يكمن في عودة قاطنيه إلى مناطقهم، ذلك أن المخيم يوجد في منطقة صحراوية، لم يحدث أن شهدت وجود مجتمع منظم.

الاوضاع الصعبة في الركبان

من جهة اخرى، قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة"اليونيسف"، إن 12 طفلا توفوا منذ بدء 2019 في مخيم الركبان، نتيجة الافتقار للرعاية الصحية.

وحذرت المنظمة الاممية منذ نحو شهر من تعرض حياة أطفال الركبان الى "الخطر الشديد" نتيجة درجات الحرارة المتجمدة ونقص الرعاية الصحية.

غير أن روسيا تقول "لا يزال الناس يموتون بسبب انخفاض حرارة الجسم، وظروف غير صحية، والأمراض الجلدية، والانفلونزا، والحصبة، والسل، والربو، ونقص الرعاية الطبية الاساسية والغذاء والوقود، في حين أن 95%من قاطني الركبان يرغبون بالخروج من المخيم".

ونجح برنامج الأغذية العالمي للمرة الثانية، منتصف الشهر الماضي، في تسليم مساعدات انسانية لـ 40 الف نازح في مخيم الركبان.

تنسيق عراقي سوري

وفي سياق متصل، بحث وزير الهجرة والمهجرين العراقي "نوفل بهاء موسى" مع سفير سوريا لدى بغداد "صطام جدعان الدندح"، أوضاع المهجرين في كلا البلدين وسبل تأمين عودتهم إلى منازلهم.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الهجرة والمهجرين، أن “الجانبين ناقشا في اللقاء أوضاع المهجرين السوريين الموجودين في العراق وتأمين المساعدات اللازمة لهم وآلية عودتهم لمناطقهم المحررة في سوريا”.

وأضاف البيان: “تم بحث أوضاع المهجرين العراقيين الموجودين في سوريا وكيفية التنسيق المشترك بغرض إعادتهم إلى العراق”.

من جهته، أكد الدندح في تصريح لوكالة “سانا” السورية، على أهمية التنسيق المشترك بين دمشق وبغداد في تهيئة الظروف المناسبة لإعادة مهجري البلدين طوعيا.

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين في العراق، في وقت سابق، إعادة المئات من اللاجئين العراقيين من المخيمات في سوريا إلى ديارهم، بالتنسيق مع الجانب السوري.