هل يتدخل الجيش الجزائري لإسكات غضب الشارع؟

هل يتدخل الجيش الجزائري لإسكات غضب الشارع؟
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٩ - ٠٥:٥٤ بتوقيت غرينتش

 أدى ترشح الرئيس المنتهية ولايته، عبدالعزيز بوتفليقة، لولاية خامسة، إلى غضب في الشارع الجزائري بالنظر إلى تردي وضعه الصحي، وسط تساؤلات بشأن ما إذا كان المحتجون سيقبلون بالأمر الواقع؟ أم أنهم سيواصلون التظاهر إلى حين الاستجابة لمطالبهم السياسية؟

العالم - الجزائر

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن الجيش الجزائري سيجد صعوبة في التدخل مجددًا في الحياة السياسية، حتى يكبح جماح الشباب، الذين يرفضون ترشح بوتفليقة (82 عامًا) وينادون بإجراء انتخابات شفافة تفضي إلى تغيير حقيقي.

وتضيف الصحيفة أن الجيش الجزائري لعب دورًا مهمًا في الحياة السياسية عام 1991، بعد إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية، التي فاز بها عناصر جبهة الإنقاذ ودخول البلاد في أزمة دامية أودت بحياة 200 ألف شخص.

لكن خطر "الإسلاميين" في البلاد لم يعد قائمًا، بحسب الصحيفة، بل إن السلطات الجزائرية نجحت في احتوائهم بعد تجربة مريرة توصف في الجزائر بالعشرية السوداء.

وشكلت "العشرية السوداء (1991-2002) هاجسًا في الجزائر بعد الاحتجاجات التي اجتاحت دولًا عربية عدة بعد ديسمبر 2010، إذ أبدى كثيرون في البلاد خشيتهم من أن يؤدي الخروج لأجل مطالب سياسية إلى العودة، مجددًا لدوامة الفوضى، لاسيما أن التجارب التي تمكنت من إسقاط أنظمة مثل ليبيا لم تنجح في إقامة ديمقراطيات ملهمة.

وتضيف "واشنطن بوست" أن الشباب الذين خرجوا اليوم إلى الشارع حتى يطالبوا بعدم ترشيح بوتفليقة لا يكترثون كثيرًا بالعشرية السوداء لأنهم ينتمون إلى جيل جديد لا يتذكر المآسي، التي دخلت فيها البلاد بعد أول انتخابات تعددية.

وأوضح الباحثان في العلوم السياسية، يوري نوح، وكارولين أبادير، أن نصف سكان الجزائر في الوقت الحالي تقل أعمارهم عن 28 عامًا، وهو ما يعني أن 50 في المئة من الجزائريين لا يعرفون من رؤساء البلاد سوى بوتفليقة، الذي يحكم البلاد منذ 1999.

وعلى رغم عدم تركيز المحتجين على إسقاط النظام في الجزائر، إذ طالبوا أساسًا بعدم ترشح بوتفليقة، لكنهم أوضحوا أيضًا أنهم لا يريدون أن يحل "رئيس دمية" مكان بوتفليقة، وفق ما نقلت الصحيفة بعدما رجح متابعون أن يجري اختيار وجوه معروفة لخلافة بوتفليقة مثل أحمد أو يحيى أو أخيه سعيد بوتفليقة، ورجل الأعمال علي حداد.