هل غرق الأكراد في معارك الباغوز ؟

هل غرق الأكراد في معارك الباغوز ؟
الخميس ٠٧ مارس ٢٠١٩ - ٠١:٣٤ بتوقيت غرينتش

كتب ألكسندر شاركوفسكي، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول قدرات "داعش" اللوجستية ودور العشائر العربية في دعمه والمعركة ضده.

العالم - سوريا

وجاء في المقال: تقوم ما يسمى " قوات سوريا الديمقراطية"، بدعم من طيران التحالف، باقتحام قرية الباغوز آخر معقل لتنظيم داعش في محافظة دير الزور. يفسر الخبراء صمود الدواعش بكون معظم المقاتلين الذين يدافعون عن الباغوز من السكان المحليين. وقد جهز المقاتلين دفاعاتهم هندسيا بشكل جيد، فأنشأوا شبكة موثوقة من التحصينات، وحفروا أنفاقا تحت الأرض، تسمح لمقاتلي "الخلافة السوداء" بمناورات فاعلة، بما في ذلك التسلل إلى خطوط الخلفية، كما زرعوا الأرض بشكل كثيف بالألغام، مستخدمين بشكل فعال انتحاريين يوجهون بالهواتف النقالة.

وقد أعلنت قيادة القوات الكردية مرارا أن ممثلي قيادة "داعش" العليا، في منطقة العمليات الحربية، يختبئون في أماكن مجهولة ويديرون مرؤوسيهم عن بعد. هذا يعني أن المسلحين المحاصرين في الباغوز لديهم اتصال موثوق بالعالم الخارجي. وربما لديهم طرق للانتشار والإمداد. فقد شهدت الحرب السورية عدة حالات غادر فيها المقاتلين بهدوء، ومن دون طلقة واحدة، مناطق محاصرة بإحكام.

وللاستيلاء على الأراضي السورية، في العام 2014، اضطرت قيادة "الخلافة السوداء" إلى استقطاب عشائر عربية كبيرة إلى جانبها.. عبر منح زعمائها استقلالية كبيرة في الشؤون الداخلية، وتقاسم عائدات تجارة النفط معهم.

تنتهج "قوات سوريا الديمقراطية" الآن سياسة مشابهة، ولكن بنجاح أقل. لأن الأكراد وجدوا أنفسهم على أرضٍ لم ينظروا إليها أبداً على أنها أرضهم. هناك احتكاك بين "قوات سوريا الديمقراطية" والعشائر المحلية، فيما يقف بعض هذه العشائر إلى جانب الأكراد. وفي التقاليد العربية، يجري التفاوض لحل النزاعات بين القبائل، تجنبا لسفك الدماء. والأكراد أنفسهم يظهرون استعدادا لمثل هذه الاتفاقيات. ربما كان هذا أحد الأسباب التي أدت إلى التباطؤ في اقتحام قرية الباغوز.