حوار طرشان بين مسؤولي بريطانيا واوروبا حول بريكست

حوار طرشان بين مسؤولي بريطانيا واوروبا حول بريكست
الجمعة ٠٨ مارس ٢٠١٩ - ١٠:٠٠ بتوقيت غرينتش

أظهر القادة الأوروبيون والبريطانيون الجمعة عدم قدرتهم على كسر الجمود في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

العالم - اوروبا

يأتي ذلك قبل أربعة أيام من التصويت الحاسم في البرلمان البريطاني وثلاثة أسابيع من الموعد المتوقع للطلاق، حيث استمر الطرفان في التعثر حول "شبكة الامان" كملاذ أخير تلحظ بقاء المملكة المتحدة في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي لمنع العودة الفعلية للحدود بين أيرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، والمقاطعة ايرلندا الشمالية البريطانية.

وفي بروكسل، عرض كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي ميشال بارنييه على المملكة المتحدة إمكانية العودة الى صيغة سابقة "لشبكة الأمان" الواردة في اتفاق بريكست، لتصبح غير مقتصرة فقط على إيرلندا الشمالية.

وكتب بارنييه في تغريدة إثر اجتماع مع سفراء الدول ال27 في بروكسل "يتعهد الاتحاد الاوروبي إعطاء المملكة المتحدة امكانية مغادرة المنطقة الجمركية الموحدة بشكل آحادي".

الا ان متحدثا باسم الاتحاد الاوروبي اوضح أن بارنييه كان يقصد الكلام عن "بريطانيا وليس المملكة المتحدة".

وعرض بارنييه يعني أن إمكانية "الخروج بشكل آحادي" التي يقدمها الاتحاد الاوروبي ليست تلك التي تطالب بها لندن التي تريد خروجا لكل أراضي المملكة المتحدة من دون استثناء.

وفي لاهاي، اعتبر رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الجمعة أن نظيرته البريطانية تطالب الاتحاد الاوروبي بتنازلات "مستحيلة".

وقال روته في مؤتمر صحافي "لا أعلم بالضبط ماذا تريد القول"، مضيفا "ما هو معقد جدا أنها طرحت شرطين مسبقين يجعلان من المستحيل" التوصل الى بديل من اتفاق بريكست الذي أبصر النور في كانون الاول/ديسمبر.

واضاف أن "موقف ماي معقد للغاية، أحترمها الى حد بعيد، لكننا نصل الى نهاية الخيارات وموعد (بريكست) يقترب"، لافتا الى انه سيتشاور معها هاتفيا مساء.

وقد طالبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاتحاد الأوروبي ببذل "جهد إضافي" في المفاوضات.

وتأتي مطالبة رئيسة الوزراء المحاصرة، بروكسل بمزيد من التنازلات مع اقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد 46 عاماً من انضمامها إليه، ومع ترتيبات قليلة جداً لمرحلة ما بعد الخروج.

ومن المقرر أن يصوّت البرلمان البريطاني الثلاثاء على الاتفاق الحالي للخروج الذي توصلت إليه ماي وبروكسل بعد رفضه بغالبية تاريخية الشهر الماضي.

وقالت ماي لجمهور من عمال مصنع في بلدة غريمسبي في شمال شرق إنكلترا إن بريطانيا قد لا تنفصل أبداً عن 27 دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي إذا لم تقدّم لها بروكسل المساعدة الآن.

وأكدت ماي في خطاب معدّ مسبقاً أن الاتفاق يحتاج "إلى دفعة أخيرة صغيرة لتبديد المخاوف الأخيرة والمحددة لبرلماننا".

وأضافت "علينا ألّا نتراجع، فلنقم بما هو ضروري للحصول على دعم النواب للاتفاق الثلاثاء". وإذا رفض النواب الاتفاق، "فلا شيء مضمونا"، بحسب ماي التي أضافت أن ذلك سيثير "أزمة".

واتفاق بريكست عالق على مسألة حلّ "شبكة الأمان" الذي توصلت إليه لندن وبروكسل لإبقاء الحدود بين جمهورية إيرلندا ومقاطعة إيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة، ذات الماضي الحافل بالعنف المذهبي، مفتوحة.

ويخشى بعض النواب من حزب ماي المحافظ أن تبقي تلك التسوية بريطانيا عالقة في اتحاد جمركي لوقت طويل مع الاتحاد الأوروبي.

وحددت ماي سلسلة عمليات تصويت محتملة الأسبوع المقبل، إحداها الخميس، يعطي فيها النواب رأيهم بشأن إرجاء بريكست.

لكن ماي قالت إن إرجاء مماثلاً سيؤدي إلى "حالة من عدم اليقين المستمر" الذي يزعزع مناخ الأعمال وقد يؤدي إلى عدم الخروج على الإطلاق من الاتحاد الأوروبي.

وتابعت أن الإرجاء سيقود إلى "أشهر وسنوات إضافية من الجدل. إذا سلكنا هذا الطريق، فقد لا نغادر الاتحاد الأوروبي أبداً".

ورأت أن ذلك يعني "إخفاقاً سياسياً. وسيخذل أكثر من 17 مليون شخص صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي وسيضر بإيمانهم في ديموقراطيتنا بشكل عميق".