التواجد الايراني في العراق شرعي لا عسكري

التواجد الايراني في العراق شرعي لا عسكري
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٩ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم الخبر واعرابه

الخبر: بدأ الرئيس الايراني حسن روحاني صباح اليوم الاثنين زيارة الى العراق حيث لقي ترحيبا حارا من قبل العراقيين حكومة وشعبا.

التحلیل:

-لا زالت الزيارة الخاطفة التي اتسمت بالعجلة وبالطبع الهلع والتعاطي الاستعلائي للرئيس الامريكي دونالد ترامب مع العراقيين حكومة وشعبا والتي تمت في الـ 26 من ديسمبر الماضي ماثلة في ذاكرة الجميع. هذا في حين ان الرئيس روحاني وبكل حرية وأخوية وباعلان سبق الزيارة قبل ثلاثة اسابيع توجه الى هذا البلد على راس وفد رفيع المستوى وبالطبع عملاني حيث تم استقباله بكل حفاوة .

-العراق هو الوطن الثاني للايرانيين وايران هي الوطن الثاني للعراقيين. القواسم والوشائج التاريخية ، الثقافية، الدينية والمذهبية المشتركة التي تربط البلدين، إلى جانب تصديهما لعدو مشترك وتضررهما من امريكا و.. رسمت مستقبلا واحدا وسطرت مصيرا مماثلا للبلدين . في ضوء هذه الرؤية ونظرا الى ان البلدين يشكلان عمقا استراتيجيا لبعضهما، فمن الطبيعي ان يكون هناك بون شاسع بين حضور روحاني في العراق وحضور ترامب في هذا البلد . العراق حكومة وشعبا تكبد جراء حكم النظام البعثي والغزو الامريكي لهذا البلد عام 2003 اضرارا جسيمة هي أشبه ما أقرب ما تكون للمآسي التي تحملتها ايران جراء الحرب المفروضة عليها من قبل نظام البعث البائد والتصدي لمؤامرات امريكا وفي الوقت الحاضر الحظر الاميركي .

-في حين ان امريكا ليس لديها أي انصار في العراق باستثناء بعض الحالات الشاذة ، فان العلاقة الطيبة التي تربط ايران بالتيارات الشيعية والسنية والكردية الى جانب وقوفها بجنب الشعب العراقي خلال تصديه لتنظيم "داعش" الارهابي، تجعل الافاق المستقبلية للعلاقات بين البلدين مشرقة ووضاءة.

-فيما لو تم ترجمة تطلع رفع التبادل الاقتصادي والتجاري بين البلدين الى 20 مليار دولار خلال هذه الزيارة الجارية وفق التطلعات التي تم رسمها ، فانه يمكن آنذاك تقديم العلاقة بين البلدين المسلمين على أنها انموذج عملاتي لسائر الدول الاخرى.

-تواجد ايران في العراق تم عبر القنوات القانونية وبتعبير آخر عبر البرلمان والانتخابات الشعبية وهذا هو سر الترحيب والحفاوة التي لقيها الرئيس الايراني في العراق.

- لاشك ان تعزيز وتنمية هذا التعاون القانوني ، بامكانه ان يقوض المزاعم التي تدعي ضرورة تواجد الجنود الامريكيين وقواعد هذا البلد في العراق .

-ولا ننسى انه بعد فرض الحظر الجائر على ايران انبرى 30 تيارا وحزبا سياسا عراقيا الى رفض وادانة الحظر، وفي نفس الوقت التاكيد على استثمار العلاقات المشفوعة بحسن الجيرة والنية مع ايران . الزيارة التي قام بها رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي وقبل ذلك زيارة وزير الخارجية الايراني للعراق على راس وفد سياسي وتجاري، الى جانب تنمية التعاون بين البلدين لا سيما في ظروف الحظر الجائر المفروض على ايران و .. جميع هذه الامور تبشر بمستقبل مشرق للعلاقات بين البلدين .