إبعاد الجزائر عن شبح الفتنة بمبادرة الرئيس ومساهمة الشعب

إبعاد الجزائر عن شبح الفتنة بمبادرة الرئيس ومساهمة الشعب
الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٩ - ١١:١٩ بتوقيت غرينتش

نجح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، فى درء الفتنة التي حامت حول البلاد، بقراره عدم الترشح لولاية خامسة وتأجيل الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أنه لم يكن لديه نية بالترشح للانتخابات الرئاسية، لينهى بذلك 20 عاما من الحكم حاول فيه الحفاظ على وحدة وسيادة الجزائر. وعين بوتفليقة وزير الداخلية نورالدين بدوي رئيسا جديدا للوزراء.

العالم - الجزائر

بوتفليقة الذي أعلن تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في 18 من أبريل/ نيسان المقبل أكد أنه تابع التظاهرات الشعبية الحاشدة التى شهدتها البلاد، وأشاد بالأداء السلمي للمتظاهرين، معربا عن تفهمه للرسالة التي جاء بها الشباب تعبيرًا عما يخامرهم من قلق أو طموح بالنسبة لمستقبلهم ومستقبل وطنهم.

وأكد بوتفليقه على ترجيح الـمصلحة العليا للوطن، في جميع الظروف ووعد بتنفيذ إصلاحات عميقة فى الـمجالات السياسية و الـمؤسساتية و الاقتصادية والاجتماعية، بإشراك جميع شرائح المجتمع الجزائري على أوسع ما يكون بما فيها المرأة و للشباب. ودعا بوتفليقة إلى تشكيل حكومة من التكنوقراط لإدارة شؤون البلاد واجراء حوار شامل قبل اجراء أي انتخابات مقبلة.كما سيطرح دستور جديد في استفتاء عام.

وقال بوتفليقة في بيان نشره يوم أمس الأثنين: "لن أترشح لعهدة خامسة. لا شك في ذلك بالنسبة لي. بالنظر إلى حالتي الصحية والعمر، فإن واجبي الأخير تجاه الشعب الجزائري هو الإسهام دوما في تأسيس جمهورية جديدة ستكون بين أيدي الأجيال الجديدة من الجزائريات والجزائريين".

وأضاف أن "ندوة وطنية جامعة مستقلة" ستشرف على المرحلة الانتقالية، وصياغة الدستور الجديد، وتحديد موعد الانتخابات. وأوضح أن المؤتمر سينهي أعماله بنهاية 2019 تعقبه الانتخابات مشيرا إلى أن "شخصية وطنية مستقلة تخطى بالقبول والخبرة" ستتولى رئاسته

وعين الرئيس بوتفليقة وزير الداخلية نور الدين بدوي رئيسا جديدا للوزراء، فيما عين رمطان لعمامرة، الذي كان مستشارا دبلوماسيا لبوتفليقة، نائبا لرئيس الوزراء. فيما استقال رئيس الوزراء أحمد أويحيى مع إعلان بوتفليقة عدم الترشح لولاية خامسة.

واجتمع بوتفليقة مع رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح والدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي. وقال الإبراهيمي في تصريح على التلفزيون الرسمي عقب اجتماعه بالرئيس "إن صوت الجماهير وخاصة منها الشباب مسموع". وأضاف "أن الشباب الذين خرجوا في شوارع بلدنا تصرفوا بمسؤولية أثارت إعجاب الجميع في الداخل والخارج" داعيا إلى "الاستمرار فيالتعامل مع بعضنا البعض بهذه المسؤولية والاحترام المتبادل وأن نحول هذه الأزمة إلى مناسبة بناء وتشييد".

وأعاد إعلان بوتفليقة عدم ترشحه لولاية خامسة الحشود إلى الشوارع للاحتفال حيث عبر مئات الشباب عن سعادتهم وأطلقت السيارات أبواقها تعبيرا عن الفرح.

ويقول المحللون إن السلوك الحضاري الذي انتهجه الجزائريون في تظاهراتهم السلمية واستجابة بوتفليقة وعدم ترشحه للانتخابات وكذلك نجاح الجيش في إدارة الامور وارساء الامن خلال التظاهرات، جنب البلاد الوقوع في شراك الحرب الأهلية وتكرار التجارب المريرة التي عاشها بلد المليون شهيد في حقبة التسعينات من القرن الماضي. واعتبر المراقبون ان هذا الوعي الذي أبداه الشعب الجزائري قطع الطريق على الدول الغربية وغيرها من الأطراف المتآمرة ومنعوها من تنفيذ مآربها الاستغلالية وأفشلوا أي مخططات خارجية للتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر.