ما هي قصة الميت ‘الحي’ رقم 150 في الطائرة الإثيوبية؟

ما هي قصة الميت ‘الحي’ رقم 150 في الطائرة الإثيوبية؟
الثلاثاء ١٢ مارس ٢٠١٩ - ٠٤:١١ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا عن الرجل المحظوظ، الذي نجا بأعجوبة من كارثة الطائرة الإثيوبية.

العالم-اثيوبيا

وقالت الصحيفة في تقريرها، إن مسافرا لم يستطع ركوب الطائرة الإثيوبية المنكوبة، رغم أنه فعل كل ما بوسعه للسفر على متن الرحلة 302 لطائرة "بوينغ"، التي تحطمت بعد ست دقائق من إقلاعها قرب العاصمة أديس بابا.

وأضافت أن "أنطونيوس مارفروبوليس لم يحمل معه حقيبة وعندما وصل المطار ركض لكي يلتحق برحلته، لكنه لم ينجح، ونجا من الحادث الذي راح ضحيته 149 راكبا، وكان مارفروبوليس الراكب المئة والخمسين لو استطاع ركوب الطائرة والجلوس في مقعد 2L".

وقال الرجل، هو مدير شركة إدارة نفايات في مدينة أثينا: "10 مارس 2019 هو يوم الحظ بالنسبة لي".

وكان أنطونيوس في طريقه إلى نيروبي لحضور اجتماع مجلس البيئة التابع للأمم، لكنه لم يتمكن من ركوب الطائرة، فقد هبطت طائرته من أثينا في الساعة 7:40 صباحا وكان متأخرا 35 دقيقة.

وكان عليه الإسراع لكي يلحق بالطائرة المتجهة نحو أديس أبابا، وكان أول راكب يخرج من الطائرة عند وصوله أديس أبابا حيث كان بانتظاره ممثل خطوط الطيران الذي جاء لمقابلته، لكنه لم يجده، ولم يكن يحمل حقيبة، ما يعني أنه كان يستطيع التحرك بسرعة.

وقال الرجل: "كنت في حالة من الغضب لعدم وجود من يساعدني للمضي بسرعة"، و"عندما وصلت كان مكتب الدخول قد أغلق، وشاهدت آخر مسافر وهو يصعد إلى الطائرة، وطلبت الدخول لكنهم لم يسمحوا لي".

وبعد ساعتين ركب طائرة أخرى كانت في طريقها إلى نيروبي، ونقله رجل شرطة إلى مركز الأمن لأنه أصدر أصواتا، ولكن المسؤول في المركز قال له: "عليك أن تشكر الله"، ولم يتركوه يغادر حتى حددوا هويته ولماذا لم يركب الطائرة التي تحطمت، وشعر بالصدمة، وقال: "تواردت الأفكار عليّ مثل البرق".

وحدّث نفسه أن عليه الاتصال بعائلته وإخبارها بأنه لم يكن على متن الطائرة، وفكر أن عليه أن لا يسافر إلى نيروبي أو العودة إلى أثينا، لكن المهندس البالغ من العمر 52 عاما قال لنفسه: "لن تتحطم طائرة ثانية في الطريق نفسه وبنفس الطريقة".

وأول شيء قام به عند وصوله إلى نيروبي هو احتضان زميلتين له.. "لم تكونا زوجتي وابنتي"، ونام طوال الأحد وقال لنفسه إن عليه التقليل من سفره الكثير حتى يجنب عائلته القلق: "أشعر بالدمار للناس الذين ماتوا، ولكنني أشعر أنني محظوظ".