إرباك إسرائيلي بالاراضي المحتلة بعد عملية سلفيت

إرباك إسرائيلي بالاراضي المحتلة بعد عملية سلفيت
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٩ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

قتل وأصيب عدة إسرائيليين، في عملية طعن وإطلاق نار قرب مستوطنة "أرئيل" في سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة. وافادت وسائل إعلام عبرية ان الحاخام "أخيعاد ايتنجر" من مستوطنة "عاليه" كان من بين المصابين في العملية. حركة "حماس" باركت العملية ووصفتها بالبطولية والجريئة مؤكدة أن المقاومة هي الخيار الأنجع لردع الاحتلال.

العالم - تقارير

وفي تفاصيل العملية، أفادت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي أن فلسطينيا طعن جنديًّا في "أرئيل" وخطف سلاحه وأطلق النار عليه، وبعدها أطلق النار على جندي في سيارته واستولى عليها.

وواصل المنفذ القيادة وأطلق النار على محطة للركاب لمسافات طويلة عند تقاطع جيتي أفيشاي، ما أدى لمقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين.

وافاد الاعلام العبري ان الحاخام "أخيعاد ايتنجر" حاخام من مستوطنة "عاليه" قرب رام الله أحد مصابي ⁧‫عملية سلفيت‬⁩ واصفا جروحه بالخطيرة.

ووصفت مصادر عسكرية إسرائيلية العملية بالقاسية جدًا، فيما أعلنت سلطات الاحتلال إغلاق بوابات المستوطنات القريبة من المكان.

وتفيد وسائل إعلام الاحتلال بإصابات في صفوف الاحتلال في تبادل إطلاق النار مع المنفذ في بورقين قرب سلفيت.

وقال المتحدث بلسان جيش الاحتلال: إنه تم استدعاء قوات إسرائيلية خاصة للاشتباك مع منفذي عملية سلفيت.

وافادت الانباء بأن قوات الاحتلال أغلقت مدينة سلفيت وقراها بالكامل، في إطار ما وصفته بالتمشيط والبحث عن المنفذ.

وفي السياق، دعا نشطاء المواطنين إلى مسح محتويات الكاميرات في المناطق القريبة من مكان تنفيذ عملية سلفيت.

وفي قطاع غزة، وزع مواطنون الحلوى في مناطق مختلفة ابتهاجا بالعملية الفدائية التي جرت في سلفيت، فيما سمعت طلقات نارية فرحا بالعملية.

الى ذلك باركت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عملية سلفيت البطولية التي حدثت صباح اليوم قرب مستوطنة "أرئيل"، مؤكدة أن هذه العملية الجريئة تؤكد أن المقاومة هي الخيار الأنجع لردع الاحتلال.

وأكدت "حماس" في بيان لها، أن العملية تأتي ردًّا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وما يجري في القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات وتدنيس واعتداءات بحق المصلين، وإغلاق باب الرحمة.

كما أكدت أنها ردٌّ على انتهاكاته بحق الأسرى البواسل في سجونه الظالمة، ومضاعفة الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية.

وقالت حماس: هذه العملية الشجاعة والجريئة تؤكد أن خيار المقاومة بأشكالها كافة هو الخيار الأقوى والأنجح لردع الاحتلال، وإفشال مخططاته، وحماية حقوق شعبنا ومقدساته والدفاع عنه.

وأشارت إلى أن كل عمليات القمع والتنكيل ومحاولة تشويه المقاومة وشيطنتها من الاحتلال الإسرائيلي، ومن يقف معه ويؤيده لن تفلح في كسر إرادة شعبنا أو ثنيه عن مواصلة مسيرة الجهاد والمقاومة دفاعًا عن الشعب والمقدسات.

وأضافت، في كل مرة يفاجئ الاحتلال بعمليات نوعية عنوانها أن الحل الوحيد للاحتلال هو الرحيل عن أرضنا ومقدساتنا.

في غضون ذلك ذكرت الصحافة الاسرائيلية ان التحقيق العسكري الاولي كشف ان عملية "ارئيل" نفذها شابان وليس واحد، وان احد الجنود اطلق النار عليهما دون ان يتمكن من اصابتهما.

واضافت المصادر ان طائرات استطلاع حربية تحلق بشكل مكثف في سماء قرى وبلدات سلفيت، كما عززت قوات الاحتلال من انتشار جنودها في الضفة، فيما اقتحمت قرى وبلدات سلفيت بآليات عسكرية وجنود وقوات خاصة برفقة آليات ثقيلة وجرافات وكلاب بوليسية.

واعتبر رئيس "المجلس الإقليمي لمستوطنات الضفة" يوسي داجان، "العملية حدثاً خطيراً للغاية وله عواقب وخيمة، وان مستوى الإحباط يزداد".

كما اعلن رئيس "مجلس المستوطنات" باغلاق كافة المستوطنات القريبة تخوفا من تسلل منفذ العملية لاحداها وتنفيذ عملية اخرى.

وكانت قوات عسكرية اسرائيلية معززة اغلقت سلفيت وعدة شوارع رئيسية لمحافظة نابلس، واقتحمت عدة قرى منها بروقين بسلفيت، مدعية ان منفذا العملية دخلا الى بروقين، وزعمت مصادر عديدة وقوع اشتباكات مسلحة بين مسلحين فلسطينيين وجنود الاحتلال في بروقين وان المجموعة المنفذة للعملية وصلت هناك.

واكدت مصادر صحفية اسرائيلية ان قوات الاحتلال صادرت كاميرات عن منازل ومحال تجارية لعدة شوارع ومداخل لسلفيت وخصوصا قرية بروقين، واخذت تسجيلاتها بحثا عن منفذ او منفذي العملية.

وزعمت قوات الاحتلال انها عثرت على سيارة تحمل لوحة تسجيل اسرائيلية استخدمها منفذ العملية، قرب سلفيت.

وقال وزير حرب الاحتلال المستقيل أفيغدور ليبرمان: "إن عملية ارئيل هي نتيجة مباشرة لسياسة حكومة نتنياهو".

وقال رئيس بلدية بروقين بشير سلمان، ان قوات كبيرة اقتحمت البلدة بصحبة كلاب بوليسية، وتحديدا في منطقة البقعان من البلدة بزعم البحث عن منفذ عملية ارائيل، موضحا ان جنود الاحتلال قاموا بمداهمة العديد من منازل الموطنين ومحلاتهم التجارية، وصادروا تسجيلات كاميرات المراقبة، ومنعوا المواطنين من التجوال في الشوارع، وتم اغلاق جميع مداخل البلدة، ولا وجود لاصابات او اعتقالات بين صفوف المواطنين.

ومن ناحيته قال رئيس بلدية كفر الديك محمد الديك ان قوات كبيرة من جيش الاحتلال يرافقهم المخابرات الاسرائيلية اقتحموا بلدة كفر الديك، محاولين مداهمة مركز شرطه كفر الديك ومبنى البلدية ولكن تصدى المواطنون ومنعوهم من المداهمة، من اجل مصادرة تسجيلات للكاميرات، وان الجنود قاموا باعتلاء مبنى البلدية، حيث ما زالوا متمركزين امام المبنى محاولة منهم لمداهمة المبنى والمركز.

من جانب اخر أصدرت محكمة اسرائيلية بالقدس المحتلة صباح اليوم الأحد، أمراً يقضي بإغلاق مصلى “باب الرحمة” في ساحات المسجد الأقصى، فيما أمهلت مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس، 60 يوما للرد على القرار، الذي يوصي بتمديد أمر إغلاق المصلى.

وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية الشيخ يوسف ادعيس، إن قرار محكمة الاحتلال إغلاق مصلى باب الرحمة "غير شرعي وغير قانوني، ومتواطئ مع رغبة شرطة الاحتلال التي تعمل جاهدة على إغلاقه منذ أن تم افتتاحه قبل أسابيع على أيدي المصلين من أبناء القدس ورجالات الوقف الإسلامي.

وأكد ادعيس في بيان صحفي، أن السيادة على المسجد الأقصى بكونه وقفاً إسلاميًّا بمساحته كافة التي تزيد عن 144 دونماً بما تحتويه من مساجد وساحات وأبواب ومبان هي للمسلمين فقط، ولا يحق لأي جهة كانت أن تعطي قرارات تخالف هذا الأمر، خاصة إن كانت غير جهة اختصاص كمحكمة الاحتلال.

واضاف، ان قرار المحكمة هذا سيؤدي إلى موجة جديدة من الاقتحامات لسوائب المستوطنين لتنفيذ مآربهم بتحويل المصلى لكنيس يهودي تؤدى فيه الصلوات التلمودية العنصرية، في مخطط أصبح واضحاً بتقسيم الأقصى مكانيا، الأمر الذي سيعمل على مزيد من الانتهاكات تجاه المصلين المسلمين.

وطالب الدول العربية والإسلامية بالوقوف أمام مسؤولياتها تجاه المسجد الأقصى بما يمثله من رمزية دينية وتاريخية عالية للأمة الإسلامية كافة، وليس للفلسطينيين منهم فقط.

كما طالب المجتمع الدولي بالعمل على وضع حد لتعديات الاحتلال الإسرائيلي بمؤسساته المختلفة؛ العسكرية والأمنية والقانونية والسياسية، حتى لا تنجر المنطقة بأسرها لحرب دينية ستتحمل تبعاتها جميع شعوب المنطقة.

من ناحية اخرى، قدّم جيش الاحتلال الإسرائيلي خطة لمجلس الوزراء المصغر (الكابينيت)؛ لإعادة احتلال قطاع غزة في أي حرب مقبلة، وأن الأخير صدّق عليها، وذلك بعد 14 عاماً على الانسحاب منه.

ذكر موقع "والا" العبري أن "الخطة تبلورت في عهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غادي أيزنكوت، وصادق عليها رئيس أركان الجيش الحالي أفيف كوخافي"، بحسب ما نقل موقع "عكا" المتخصص بالشؤون الإسرائيلية.

وأضاف أن "رئيس الأركان الجديد (بيني غانتس) يسرع في إجراءات الحرب على قطاع غزة".

ونقل الموقع عن كبار قادة المنظومة الأمنية في دولة الاحتلال زعمهم أن "(حركة) حماس قد تشعل المنطقة وتتوجه نحو مواجهة كبيرة، في حال فشل مباحثات التهدئة".

وأفاد الموقع بأن الخطة تتضمن- بالإضافة إلى احتلال القطاع- "الإضرار الشديد بحركة حماس، ومنع قدرتها على التعافي من آثار الضربة، لحين التوصل إلى حل سياسي مستقر ومتفق عليه".

ووفقا للموقع العبري، فإن حركة حماس مستعدة للتوصل الى تهدئة مع "إسرائيل"، من أجل حل المشاكل الاقتصادية بغزة، لكنها مستعدة أيضا لكل السيناريوهات.