في ظل تزامن التجديد الطبيعي والتقليدي

إيران تحتفل بالـ'النوروز' التراثي، وإطلالة الربيع

إيران تحتفل بالـ'النوروز' التراثي، وإطلالة الربيع
الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٩ - ٠٧:٢٢ بتوقيت غرينتش

عشية إطلالة الربيع وإنتهاء فصل الشتاء، تستعد ايران للإحتفال بعيد "النوروز" الذي يعانق التراث التقليدي والطبيعة الخلابة.

العالم- ايران

وكلمة 'النوروز' تعني بالفارسية 'اليوم الجديد' وهو يجسد معنى 'التجدد' في الحياة حيث يبدأ في أول أيام شهر 'فروردين' وهو أول شهور السنة الشمسية الإيرانية حسب الهجرة النبوية الشريفة، والذي يصادف بدؤها في الـ (21 آذار- مارس)، وقد اختير لكونه أول أيام الربيع، أي في نفس اليوم الذي تتم فيه الأرض دورتها السنوية حول الشمس لتبدأ دورة جديدة.

و يبدأ الايرانيون تحضيراتهم للاحتفال بعيد النوروز مع بداية شهر اسفند (20 فبراير) حيث يقومون بشراء الملابس الجديدة وتحضير الحلويات الخاصة بالعيد وشراء بعض الوسائل اللازمة لاحياء المراسم التقليدية والتراثية التي نشأوا عليها ولهذا فان الاسواق الايرانية تشهد في الشهر الاخير من العام الإيراني حركة ونشاطا كبيرين، خاصة في الاسبوعين الاخيرين من العام.

وبالمناسبة تبادرت الاسر الايرانية، بتوفير تحضيرات اولية للاحتفال برأس السنة الجديدة (عيد النوروز) وابرزها مائدة السينات السبعة المكونة من سبع نباتات تبدأ بحرف السين.

وهذه السينات يرمز كل منها الي الوفرة والمحاصيل الزراعية، وهي: (سيب) وتعني التفاح، و(سمنو) وهو نوع من الحلوى، و(سير) الثوم ويرمز إلى الصحة، و(سنجد) ما يسمى بـ "تمر العجم" ، و(سكه) وتعني النقود، والسماق، وهي ترمز للحظ الجيد والسعادة والسيادة والسلامة والأيام البيضاء والفخر والسخاء حسب التقاليد والمعتقدات التراثية للإيرانيين القدامى.

ومنذ إعتناق ايران الدين الإسلامي الحنيف، عمد الإيرانيون الى وضع المصحف الشريف على المائدة النوروزية، التي عادة ما تضاف اليها اشياء اخرى مثل الشموع واناء من اللبن والخضار وماء الورد والبيض الملون والسمك و... .
ويقوم الإيرانيون كل عام بتوديع عام واستقبال عام آخر بمراسم خاصة تبدأ بتنظيف البيوت والأثاث، ونفض الغبار عنها، وإعادة ترتيب ديكور البيت بشكل جديد، حيث يشترك في ذلك جميع أفراد العائلة صغارا وكبارا، والكل يساعدون ربة البيت في كل ما تريد القيام به.

كما تتحضر العاصمة طهران لاستقبال الربيع عشية عيد النيروز حيث تقوم ورشات مختصة بتلوين مجسمات البيض وتوزيعها في الشوراع إلى جانب أعمال فنية أخرى تفتح بها المدينة عامها الجديد بنشاط وحيوية.

يحتل عيد النوروز مكانة مرموقة في ايران، ولايزال امره كذلك من اقدم العهود حتى اليوم. ومن عراقته هذه تبرز اهميته، كما أن في هذا الاخلاص الشديد لتقاليده اكبر دليل على اصالته، حتى ليبدو من العجب أن نراه مازال يثبت وجوده في القرن الواحد والعشرين، اي في هذه الفترة المضطربة من التاريخ الروحي للانسانية.

و تحتفل العديد من بلدان قارة آسيا، والشرق الأوسط، ودول البلقان، والقوقاز بعيد النوروز، حيث يحتفل فيه حوالي 300 مليون شخص في مختلف مناطق العالم، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الاحتفال به يعود إلى أكثر من 3000 سنة، كما قد تمّ إدراجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2009.