سوريا تخير "قسد".. فأي طريق تختار؟

سوريا تخير
الإثنين ١٨ مارس ٢٠١٩ - ٠٧:٠٨ بتوقيت غرينتش

تسعى ما تسمى "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة تضييق الخناق أكثر فأكثر على عناصر تنظيم "داعش" الارهابي المحاصرين في آخر معقل لهم في منطقة الباغوز شرقي سوريا. فيما اعتبر وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب ان "قسد" هي الورقة المتبقية بيد القوات الأمريكية.

العالم - تقارير

وقد استأنفت "قوات سوريا الديموقراطية" عملياتها باقتحام آخر معقل لجماعة "داعش" الوهابية في منطقة الباغوز شرقي الفرات بريف دير الزور، منذ اسابيع. وباشرت حملة القصف بعدما كان الهدوء قد ساد على الجبهة خلال ساعات النهار فيما اندلعت النيران في آخر جيب لداعش وسمعت اصوات اطلاق نار كثيف مع دوي انفجارات في المنطقة.

وقال مسؤول كردي في "قوات سوريا الديموقراطية" لوكالة فرانس برس الإثنين في الباغوز "تقدمت قواتنا داخل المخيم ليلاً وسيطرت على مبان عدة، قبل أن تتابع تقدمها صباح الإثنين وتطوق داعش من ثلاث جهات" بينما يوجد نهر الفرات من الجهة الرابعة.

ويأتي تصعيد العمليات العسكرية غداة اعلان "قسد" أن لا مهلة زمنية محددة لانتهاء المعركة، مع ترجيحها وجود الآلاف وبينهم مسلحون رافضون للاستسلام داخل الجيب المحاصر.

اذ قال المتحدث باسم "قسد" كينو غابرئيل خلال مؤتمر صحفي عُقد في بلدة السوسة القريبة من قرية الباغوز: "ليس لدينا جدول زمني دقيق لإنهاء العملية".. "آمل ألا تستغرق أكثر من أسبوع، لكن هذا تقديري الشخصي".

وأضاف غابرئيل: "لا توجد معلومات دقيقة ومؤكدة حول عدد الأشخاص في المخيم المحاصر"، مقدرا وجود "نحو خمسة آلاف شخص" في الداخل بناء على أعداد "تم إعلامنا بها من قبل المجموعة الأخيرة التي خرجت". إلا أنه شدد على أن "هذا الرقم ليس مؤكدا وليس رسميا".

فلا تملك "قوات سوريا الديمقراطية" تصورا واضحا لعدد مسلحي التنظيم الذين ما زالوا محاصرين في الباغوز، بعدما فاقت أعداد الخارجين في الأسابيع الأخيرة كل التوقعات.

وبحسب غابرئيل، فقد استسلم نحو 30 ألف عنصر من التنظيم وعائلاتهم لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، بينهم أكثر من خمسة آلاف مقاتل، منذ التاسع من يناير، إضافة إلى إجلاء 34 ألف مدني من آخر جيب للتنظيم الارهابي.

وأبطأت هذه الفصائل الكردية والعربية المدعومة من التحالف الامريكي، مراراً وتيرة عملياتها وعلّقتها أحياناً خلال الأسابيع الماضية، إفساحاً في المجال أمام خروج عشرات آلاف الأشخاص غالبيتهم من عائلات مسلحي "داعش" وبينهم عدد كبير من الأجانب.

وتقوم "قسد" بشن كل هذه العمليات بدعم امريكي لكن هذا الدعم تستغله الولايات المتحدة الامريكية لتبرر لنفسها وجودا على الاراضي السورية. وهذا ما اكده وزير الدفاع السوري العماد علي عبد الله أيوب.

وأكد العماد السوري علي عبد الله أيوب في مؤتمر صحفي عقب الاجتماعات التي عقدت بمشاركة رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي ورئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن أي وجود عسكري لأي دولة دون دعوة سوريا هو احتلال ويحق لسوريا الدفاع عن سيادتها، وإدلب ليست استثناء وستعود إلى السيادة السورية.

وشدد العماد أيوب على أننا "لا نساوم ولا نناقش بحقنا في الدفاع عن سيادتنا وسنستعيد السيطرة على كل شبر من الأرض السورية".مشيرا إلى أن عوامل القوة متوفرة لدى الجيش العربي السوري لإخراج القوات الأمريكية المحتلة من التنف وأمريكا وغيرها سيخرجون من سوريا.

وتابع العماد أيوب: "الورقة المتبقية مع القوات الأمريكية هي "قسد" وسنتعامل معهم إما بالمصالحات وإما بتحرير الأرض.. وخيارنا أن نعيش كسوريين مع بعضنا بعضا إلى الأبد وفق مشيئتنا وليس مشيئة الآخرين".

ويبقى امام "قسد" خياران اما العودة الى الحضن السوري او الاستمرار مع الدول الاجنبية التي تركتها فعليا بعدما اصدر الرئيس الامريكي دونالد ترامب قرارا بسحب قوات بلاده من سوريا والابقاء على عدد قليل من الجنود فقط. واختارات الدول الاوروبية المشتركه معه في التحالف ان لا تستمر في البقاء بعد هذا الانسحاب. فاي الطريقين تسلكهما "قسد" هذا ما سيكشفه قادم الايام لكن المؤكد ان الرهان على الدول الخارجية لن يجلب لهذه القوات سوى المتاعب فالجيش السوري الذي كسر شوكة الارهاب واستطاع فرض سيطرته على اغلب اراضي البلاد قادر على ان يهزم القوات التي تتواجد بشكل غير شرعي في سوريا وبالتالي تمنى معه "قسد" بالهزيمة.