اطلالة للنوروز في كردستان العراق

اطلالة للنوروز في كردستان العراق
الخميس ٢١ مارس ٢٠١٩ - ١٠:١٧ بتوقيت غرينتش

في كل عام في أول يوم من أيام فصل الربيع، سواء في الليل أو في النهار يومي الـ20 والـ21 من شهر آذار/ مارس، يُحتفل بعيد "النوروز"، الذي يمتد تاريخه إلى آلاف السنين ويعني حرفيًا عيد "اليوم الجديد". عندما يتغلب ضوء النهار على ظلام الليل، وتتجدّد الطبيعة وينسدل القديم المتعب، تبدأ السنة الفارسية والکردية الجديدة. ويعد عيد النوروز عيد الفرح والأمل والأسرة.

العالم- تقارير

وتحتفل 11 دولة من بينها ايران وافغانستان ومنطقة كردستان العراق بهذا العيد. ووسط اجواء من الفرحة والبهجة، إحتفل المواطنون من الكورد والعرب من وسط العراق وجنوبه في العاصمة العراقية بغداد، بعيد نوروز، واختلطت الوان الأزياء الكوردية لتشكل لوحة زاهية، وزادها ألقا وبهاء أجواء الحضور المتفائلة بغد أفضل.

وشارك عدد كبير من اكراد العراق في احتفالات كبيرة استمرت لساعات طويلة، في مختلف مناطق بغداد.

وفي هذا السياق، شهدت مدينة هيت بمحافظة الانبار احتفالات شعبية.

ويعد هذا الحفل الأول من نوعه في المدينة التي كانت خاضعة لسيطرة جماعة "داعش" الوهابية منذ عدة سنوات.

وأرتدى سكان مدينة هيت الزي الكوردي خلال الحفل الذي شهد حضوراً جماهيرياً غير مألوف بسبب المخاوف الأمنية التي كانت تصاحب التجمعات السكانية في محافظة الأنبار.

وفي مدينة السليمانية انطلق الآلاف مرتدين زيهم الكردي عشية النوروز نحو جبل مامياره لإيقاد شعلة النوروز، لتبدأ بها احتفالات النوروز.

وفي قضاء خورماتو إلى أقصى جنوبي مدينة السليمانية أقيمت احتفالية عشية النوروز، شاركت فيها جميع مكونات القضاء، من بينهم مسؤولين عسكريين بالإضافة إلى برلمانيين عراقيين.

وأوقد المحتلفون في البداية شعلة النوروز، ثم ألقى عدد من المسؤولين كلمات حول أهمية النوروز والاحتفال به، تلاه تقديم بعض الفنانين لعدد من الفقرات الفنية باللغتين الكردية والعربية.

وفي كركوك أشعل المواطنون شعلة النوروز على القلعة التي تتوسط المدينة، وشارك حشد غفير في احتفالية عشية النوروز هناك، كما حضره مسؤولون من الأحزاب الكردية.

من جهة أخرى وصل المئات إلى قنديل من أجل المشاركة في إيقاد شعلة النوروز على سفوحها الليلة الماضية والمشاركة في الاحتفالية المنتظر إقامتها اليوم الخميس 21 آذار.

وأكد قائد عمليات كركوك اللواء الركن سعد حربية، الثلاثاء الماضي، اعداد خطة أمنية للمحتفلين بأعياد نوروز في كركوك، بأنه "أعددنا خطة أمنية من أجل حماية المحتفلين بأعياد نوروز لثلاثة أيام بدءاً من يوم 20 وتنتهي يوم 22 من هذا الشهر، وفي جميع مناطق الإحتفال، وتم تأمين المناطق من عبث العابثين والسراق".

وشارك الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي المواطنين في محافظة السليمانية باحتفالات عيد نوروز هذا العام.

وقال الحلبوسي، اليوم الخميس، في بيان له انه " بحلول تباشير الربيع ومع بزوغ أعياد نوروز المحبة والتآخي اتقدَّم بأسمى عبارات التهاني إلى أبناء شعبنا في كردستان".

واضاف " راجين لهم أعيادا وأفراحا دائمةً في ظل عراق موحد، وأن يديم علينا الأمن بعد الانتصارات التي حققها أبناء شعبنا بكل مكوناته على تنظيم داعش الإرهابي".

وجاءت المشاركة وسط فرحة كبيرة للمواطنين الذين يأملون بإنهاء الخلافات بين المركز والمنطقة، وعودة العلاقات بين الطرفين الى طبيعتها خلال الفترة المقبلة.

وهنأ رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، في المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عقده اول أمس الثلاثاء، بتقديم التهنئة بمناسبة حلول اعياد نوروز.

كما وجهت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس، امس الأربعاء، رسالة تهنئة إلى اكراد في كردستان والعراقيين كافة بمناسبة حلول عيد نوروز.

وقالت هينيس في البرقية ان "نوروز هو عيدٌ ينعم فيه الكثير من الناس حول العالم بأملٍ متجددٍ في أول أيام الربيع ويحتفلون فيه بثقافتهم وهويتهم. وفي العام 2010، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم نوروز الدولي لتعزيز قيم السلام والتضامن فيما بين الأجيال والمجتمعات والمناطق وضمن كلٍّ منها".

مضيفةً، "أودّ أن أتمنى لكم نيابةً عن أسرة الأمم المتحدة في العراق - احتفالاً سعيداً ومزدهراً. وآملُ مخلصةً أن تبقى روحية نوروز حاضرةً في العراق لتجاوز الخلافات وتعزيز الشعور الجماعي بالفخر والثقة في البلاد. ففي النهاية، يحتاج العراق إلى شعورٍ متجددٍ بالوطنية ليعود بحُلةٍ أقوى".

ويذكر أن عيد النوروز يرمز في أساسه للصراع بين قوى الظلام والنور، أو الفضيلة والرذيلة، أو بمفهوم أكثر شمولية، الصراع بين الخير والشر، وتُنسب بداية فكرة النوروز إلى عصور ما قبل التاريخ.