خبايا "صفقة ترامب".. خطة تبادل أراض بين الاردن والسعودية

خبايا
الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٩ - ٠٢:٣٤ بتوقيت غرينتش

وفقاً لكتاب جديد حول عائلة كوشنر، فإنَّ خطة كبير مستشاري البيت الأبيض للتسوية في فلسطين المحتلة، تضمَّنت في مرحلة ما أخذ أراض من الأردن تضاف للأراضي الفلسطينية، في مقابل حصول الأردن على أراض من السعودية، التي حصلت على جزيرتين من مصر.

العالم - فلسطين

هذا الكتاب المثير للجدل والمعنون: "Kushner, Inc: Greed. Ambition. Corruption. The extraordinary story of Jared Kushner and Ivanka Trump" (مؤسسة كوشنر: الجشع والطموح والفساد، القصة الاستثنائية لجاريد كوشنر وإيفانكا ترامب) من تأليف الكاتبة البريطانية فيكي وارد، ونشرته دار St. Martin’s Press للطباعة والنشر، الخميس 14 مارس/ آذار.

تفصّل صفحات الكتاب البالغ عددها 300 صفحة، الطريقَ الذي سلكه جاريد وإيفانكا للمشاركة في كل جانب من جوانب شؤون البيض الأبيض، وخططهما المزعومة لاستخدام نفوذهما لتحقيق مكاسب شخصية.

واستشهدت الكاتبة وارد بـ "الكثير من الأشخاص الذين رأوا مسودات هذه الخطة" التي وضعها كوشنر، والتي لا تتضمن الكيان الإسرائيلي والفلسطينيين فحسب، وإنما تشمل أيضاً السعودية والأردن ومصر والإمارات.

"قضايا الحدود".. صفقات عجيبة لتبادل الأراضي

كتبت وارد: "إنَّ ما أراده كوشنر هو أن يقدم السعوديون والإماراتيون المساعدة الاقتصادية للفلسطينيين، وقالت وارد إنَّ هذه الخطة شملت أيضاً تبادلاً للأراضي، يقوم بموجبه الأردن بمنح أرض تضاف إلى الأراضي الفلسطينية، و "في المقابل، يحصل الأردن على أرض من السعودية، التي سوف تاخذ جزيرتين في البحر الأحمر".

في المقابل، غرَّد جيسون غرينبلات، مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، في وقت متأخر من يوم الأربعاء قائلاً، إنَّ مزاعم الكتاب حول خطة كوشنر للسلام غير صحيحة. وغرَّد غرينبلات: "لن يفشي أي شخص اطلع على الخطة المعلومات بمثل هذه الطريقة. أياً كان من قدَّم هذه المزاعم، فقد كانت لديه معلومات خاطئة".

لكن كوشنر، قال في حديثه لقناة Sky News Arabia، بوارسو، الشهر الماضي فبراير/ شباط، إنَّ خطة البيت الأبيض، المتوقع تقديمها في وقت ما بعد انتخابات الـ9 من شهر أبريل/ نيسان في الكيان الإسرائييل، سوف تركز على "قضايا الحدود".

وقال كوشنر إنَّ الخطة سياسية واقتصادية على حد سواء، وإنها "فعلاً متعلقة بإنشاء الحدود وحل قضايا الوضع النهائي… سوف يكون للخطة تأثير اقتصادي واسع، ليس على إسرائيل والفلسطينيين فحسب، وإنما على المنطقة بأسرها أيضاً". وأضاف كبير مستشاري الرئيس، وصهره أيضاً، أنَّ الخطة سوف يكون لها أثر كبير على المنطقة بأسرها، بما في ذلك الأردن ومصر ولبنان.

أمريكا تضغط على الأردن.. الملك: لن أغير موقفي من القدس وشعبي معي

وعشية عودته من زيارة عمل لواشنطن هذا الأسبوع، اختار الملك الأردني عبدالله الثاني مدينة الزرقاء، ذات الكثافة السكانية، لكي يوجّه رسالة وُصفت بأنها كانت "ملغومة" سياسياً، كشف فيها عن أن ضغوطات كبيرة يتعرض لها الأردن في تسوية ملف القدس.

تصريحات سابقة تدعم المزاعم المطروحة في الكتاب

كتب مايك إيفانز، وهو مسيحي إنجيلي صهيوني، ومؤسس متحف "أصدقاء صهيون في القدس"، مقالاً افتتاحياً في صحيفة The Jerusalem Post، في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، روَّج فيه لخُطة لإنشاء مصنع لتحلية المياه بتمويل سعودي أوروبي، لتوفير المياه النظيفة لغزة. وكتب إيفانز، العام الماضي: "خلال الثلاثين يوماً الماضية، عرضت خطة جديدة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومسؤولي إدارة ترامب، وقادة الاتحاد الأوروبي، وتلقَّوها جميعاً بحماس كبير. وتستند الخطة إلى فكرة بسيطة: إنشاء مصنع إسرائيلي لتحلية المياه، يُبنى على أرض إسرائيلية، تموله السعودية والأوروبيون وآخرون، ويوفر المياه النظيفة إلى غزة".

الكيان الإسرائيلي كان جوهر حملة ترامب الانتخابية

ويشدد كتاب وارد، على أنَّ الكيان الإسرائيلي كان القضية الوحيدة في حملة ترامب الانتخابية التي كان كوشنر يهتم بها بشدة. إذ التقى نتنياهو، في شهر سبتمبر/ أيلول 2016، بترامب الذي كان مرشحاً حينها، وستيف بانون وكوشنر في برج ترامب، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكتبت وارد: "في هذه المحادثة، سمح ترامب لكوشنر بالتدخل، لإنَّ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية كانت هي الموضوع السياسي الوحيد الذي رأى الجميع في الحملة كوشنر يتحمس بخصوصه. وقال واحد ممن كانوا في هذا اللقاء إنَّ جاريد بدا للجانب الإسرائيلي، أنه على دراية بما يتحدث عنه، على الأقل".

وزعمت وارد أيضاً، أنَّ مصدراً من منظمة J Street قاله إنه كان ثمة شائعة بأنَّ كوشنر قد سعى لتأخير نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، حتى يستطيع البدء في التفاوض حول اتفاق التسوية الذي يعده.

ويفصل الكتاب أيضاً الصدامات بين كوشنر ووزير الخارجية حينها، ريكس تيلرسون، بشأن الكيان الإسرائيلي والمفاوضات مع الفلسطينيين. وكتبت وارد: "أخذ كوشنر ملف الشرق الأوسط من تيلرسون. "أنا أريد إسرائيل"، هكذا عبَّر عن الأمر، بحسب أحد المساعدين السابقين لتيلرسون.