صاروخ "تل أبيب".. السيناريو القادم وأسئلة الاحتلال

صاروخ
الإثنين ٢٥ مارس ٢٠١٩ - ٠٢:٣١ بتوقيت غرينتش

استيقظ أهالي قطاع غزة صباح اليوم الاثنين على إغلاقٍ بري وبحري شامل للقطاع من قوات الاحتلال، ردًّا على إطلاق صاروخ من القطاع على "تل أبيب".

العالم - فلسطين

الصاروخ الذي لم يتبنّ أي فصيل فلسطيني إطلاقه حتى اللحظة، أحدث وفق الرواية "الإسرائيلية" تدميراً كبيراً في اثنين من البيوت، وكان مداه يقترب من 100 كيلو متر بعيدًا عن القطاع، كما لم تصده "القبة الحديدية" التي صرفت عليها "إسرائيل" ملايين الدولارات لأجل هذه اللحظة.

الكاتب والمحلل السياسي عماد أبو عوّاد، مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أكّد أنّ الصاروخ الذي دوى صبيحة هذا اليوم شمال "تل أبيب" مفاجئ، وأضاف: "إنّ الأحداث سواءً الميدانية أو في داخل معتقل النقب، إلى جانب الحصار المشتد على قطاع غزة، كانت تُشير إلى أنّنا أمام أحداث ستكون متصاعدة".

ويعتقد أبو عواد في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أنّ هذا الصاروخ يأتي في دائرة ما وصفها بـ"تحريك الملفات"، ويتابع: "إن تبعه تصعيد فعلى الأرجح سيكون هذا التصعيد محدودا لأسباب مختلفة، وإن بدأت "إسرائيل" وفق إعلامها باستدعاء بعض الاحتياط، وزيادة عدد القوّات على الحدود، إلى جانب تغذية القبة الحديدية".

ومضى يقول: "لا أحد سيضمن إذا بدأت حرباً إلى متى ستستمر وما هي نتائجها، الأمر الذي سيجعل "إسرائيل" تحديداً أكثر خشية من خوضها"، كما أنّ "اقتراب الانتخابات الإسرائيلية هو الآخر يجعل من ضبط النفس، سيد الموقف إسرائيليًّا، مع محاولة الحفاظ على ماء الوجه" وفق قوله.

وأشار إلى أنّ الجهود المحلية والإقليمية، ستدفع باتجاه عدم اندلاع حرب شاملة حاليًّا، فـ"صفقة القرن على الأبواب، والرياح على الجبهة الشمالية، لا زالت غير مستقرة" كما يشير.

الخبير في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر، أشار إلى أنّ ثمة أسئلة يطرحها جنرالات هيئة الأركان "الإسرائيلية" عقب صاروخ "تل أبيب"، أبرزها "أين مصادرنا الأمنية التي تزودنا بما تنوي تنفيذه الفصائل الفلسطينية في غزة؟ ولماذا لم تتمكن المخابرات الإسرائيلية والجيش من تحليل التهديدات الأخيرة للفلسطينيين بشأن استمرار الحصار والضغط على غزة؟".

وأوضح أبو عامر، أنّ أبرز التساؤلات المطروحة: "ما السبب في عدم تعامل القبة الحديدية مع صاروخ تل أبيب للمرة الثانية خلال أيام قليلة، وكيف ستتعامل إن اندلعت حرب، وسقطت زخات على هذه المدينة لوحدها؟".

"وأين سلاح الجو الذي يمشط سماء قطاع غزة من أقصاه إلى أقصاه، بمختلف الطائرات المقاتلة والاستطلاعية، كيف انطلق هذا الصاروخ تحت الرادار الإسرائيلي، ولم تلتقطه كاميرات المراقبة برا وجوا؟".

وأضاف أبو عامر: "هذه أسئلة خطيرة، لن يكون سهلا الإجابة عنها من كبار الضباط في المؤسستين الأمنية والعسكرية، في ظل خيبة الأمل التي أسفر عنها صاروخ تل أبيب".

وأوضح، أنّ الرواية الإسرائيلية حول صاروخ "تل أبيب"، دون إعطاء رواية فلسطينية، يزيد من صعوبة إعطاء تقدير موقف دقيق حول التبعات المتوقعة.

ويضيف: "لكن سقوط الصاروخ في قلب الكيان قبل أقل من أسبوعين على يوم الاقتراع، يحمل مضامين تهديدية لمستقبل نتنياهو السياسي، وأن مشاهد دمار المنزل ستتصدر الدعاية الانتخابية لخصومه، لكن أي تصعيد مرتفع الوتيرة في غزة قد يزيد من تكرار هذه المشاهد، وربما أصعب".