صاروخ حماس يفسد احتفالات نتنياهو في واشنطن

صاروخ حماس يفسد احتفالات نتنياهو في واشنطن
الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٩ - ١٠:٠٨ بتوقيت غرينتش

تلقى كيان الاحتلال الاسرائيلي ضربة صاروخية مؤلمة من قبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ما افسدت احتفالات نتنياهو وترامب بفرض سلطة اسرائيل على الجولان المحتل و اجبرت الاخيرعلى قطع زيارته للولايات المتحدة حيث كان يأمل في استعراض مكانته الدبلوماسية قبل انتخابات 9 أبريل.

العالم - تقارير

نتنياهو لا يريد حربا قبل أُسبوعين من الانتخابات الإسرائيليّة، لذلك هرول إلى القاهرة مستجديا وساطة مصر لوقف الجولة الأخيرة والثّالثة من الحرب في قِطاع غزُة بعد 48 ساعة من سُقوط 500 صاروخ وقذيفة في العُمق الإسرائيليّ.

ووفقا للقناة الثالثة عشر لتلفزيون الاحتلال، الصاروخ الذي ضرب منزل منطقة شارون هو من طراز "الجعبري 80"، نسبة للقائد السابق للجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس، والذي تم اغتياله على يد الاحتلال في عام 2012.

وأطلق الصاروخ عند الخامسة و25 دقيقة من صباح اليوم، وأصاب منزلاً في بلدة مشميرت، الواقعة شمالي بلدة كفار سابا، مقابل مدينة قلقيلية، فيما لم يتم إطلاق دفاعات القبة الحديدية لاعتراض الصاروخ.و اسفر الصاروخ عن إصابة سبعة إسرائيليين بجراح تراوحت بين الطفيفة والمتوسطة.

على اثر ذلك أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صباح الإثنين، أنه قرر تقليص مدة زيارته لواشنطن، والعودة إلى الاراضي المحتلة الفلسطينية.

وقال نتنياهو، بحسب ما أوردته الإذاعة الإسرائيلية، إنه قرر، بعد مشاورات عاجلة مع رئيس أركان الجيش، الجنرال أفيف كوخافي، ورئيس جهاز "الشاباك"، نداف أرغمان، العودة إلى الاراضي المحتلة لتحديد الرد على القصف الصاروخي، وإدارة الأمور عن قرب، ثم أضاف: "سنرد بقوة".

وكان نتنياهو يأمل في استغلال رحلته إلى الولايات المتحدة في تعزيز موقفه من خلال إبراز قربه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

في هذا السياق نشرت وكالة "بلومبرج" تقريرا تحت عنوان " صاروخ قطاع غزة يضرب منزلًا ويصيب نتنياهو بالعرج، في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات"،يتناول تداعيات إطلاق صاروخ فجر الاثنين من غزة صوب تل أبيب.

واعتبرت الوكالة أن الخسارة الأكبر قبيل الانتخابات كانت في سمعة نتنياهو المحلية كحارس لأمن إسرائيل، لأن هذا هو الهجوم الثاني على قلب الاحتلال في أقل من أسبوعين.

وترى وكالة بلومبرج أن الهجوم الذي يأتي في وقت قريب من الانتخابات نتنياهو في بؤرة ضيقة. ويقول منتقدون إن نتنياهو أهدر الردع الإسرائيلي بعدم إطلاق حرب شاملة في غزة على الرغم من الهجمات الصاروخية المتكررة

و في نفس الوقت،آماله الانتخابية يمكن أن تتضرر في حال أمر بهجوم واسع يمكن أن يتسبب في خسائر إسرائيلية بالغة.

الى ذلك افادت القدس العربي نقلا عن مسؤول مصري رفيع المستوى في الخارجية المصرية، "هناك اتصالات مكثفة يُجريها الوسيط المصري مع الجانب الإسرائيلي، ومسؤولي وقادة الفصائل المقاومة في قطاع غزة، ومن بينهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي، لمحاولة التهدئة وتجنب جولة تصعيد جديدة".

وأعلنت حركة "حماس" مساء الإثنين أنّ وساطة مصرية نجحت في التوصّل لوقف لإطلاق النار بين "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وأكّد المتحدّث باسم حماس فوزي برهوم في بيان "نجاح الجهود المصرية في وقف إطلاق النار بين الاحتلال وفصائل المقاومة".

بدورها قالت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية" بحسب ما نقلت عنها وسائل إعلام فلسطينية محليّة "نؤكّد استجابتنا للوساطة المصرية لوقف إطلاق النار ونعلن التزامنا بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال وسنبقى الدرع الحامي لشعبنا".

جاء ذلك في وقت اعلنت فيه مصادر فلسطينية، ان الطيران الإسرائيلي استهدف ميناء خانيونس جنوب قطاع غزة.

كما اعلنت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عن إطلاق دفعة صواريخ تجاه بلدات الداخل المحتل في غلاف غزة.

وقالت سلطات الاحتلال ان صاروخا اصاب وحدة استيطانية بمستوطنة "سديروت"، كما قام الاحتلال بفتح الملاجئ القريبة من غزة.

واستغل أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "اسرائيل بيتنا"، حادث استهداف شمال تل أبيب بصاروخ من قطاع غزة للتذكير بأسباب استقالته من منصب وزير الحرب بحكومة نتنياهو. وقال ليبرمان عبر حسابه الرسمي على موقع "فيسبوك" أن الحكومة الإسرائيلية تحاول تحقيق تهدئة قبل الانتخابات، وأن الثمن هو "التضحية بأمن إسرائيل" واصفا هذا بكونه "إفلاس أخلاقي وأمني". وكان ليبرمان قد تقدم بالاستقالة من وزارة الحرب بشهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي احتجاجا على قبول وقف إطلاق النار وهدنة مع الفلسطينيين.

ويرى روني شاكيد، الكاتب الصحفي بجريدة "يديعوت احرنوت"، أن الرد على حركة حماس ليس قرارا عسكريا، إذ يرى فيه قرارا سياسيا. ويقول "من الصعب على نتنياهو أن يعلن الحرب قبل الانتخابات، لكن يجب عليه القيام بشيء ما ضد حماس". ويضيف "على نتنياهو أن يُثبت لشعبه أنه يبذل مجهودا لحمايتهم لأن بعض الإسرائيليين يشعرون بأنه لا يحقق الأمن لهم".

يرى البعض أن الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان ربما يدعم الموقف الانتخابي لنتنياهو، فيما يرى آخرون أنه لن يُغير شيئا ولا يزيد عن كونه عنصر إضافي يزيد من حساسية المشهد بشكل عام.

ويقول روني شاكيد "الناخب الإسرائيلي يُدرك أن الاعتراف الأمريكي بالسيادة على الجولان هو هدية ترامب لنتنياهو الذي سيحاول بدوره استغلالها، لكن هذا لن يغير من موقف الناخب الإسرائيلي مع او ضد نتنياهو ولن يغير كذلك من الموقف القانوني والدولي لهضبة الجولان".