في هذه الحالة سيتمكن اليمنيون من صنع السلام في بلدهم

في هذه الحالة سيتمكن اليمنيون من صنع السلام في بلدهم
الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٩ - ٠٨:٤١ بتوقيت غرينتش

بعد اربعة اعوام من الحرب المدمرة على اليمن، وجولات عديدة من مباحثات السلام، لم يلمس اليمنيون نية حقيقية لدى دول العدوان من اجل وقف الحرب على البلد.

العالم - تقارير

وبرغم معارضة المجتمع الدولي لهذه الحرب الظالمة غير ان الحرب لازالت قائمة وهي مستمرة في حصد الارواح البريئة وحتى يوم امس سقط سبعة شهداء بينهم اربعة اطفال في غارة جوية لقوى العدوان السعودي على مشفى كتاف الريفي في صعدة.

ولو بحث اليمنيون عن نقاط مشتركة مع قوى العدوان حتى تكون ارضية مناسبة للسلام في البلد فإنهم لن يجدوا الا القليل منها او تكاد تكون معدومة، فقوى العدوان مثل السعودية والامارات ربطت نفسها وقراراتها بسياسات دولية واهداف صهيونية لاعلاقة لها بقريب او بعيد بسلام اليمن.

فالسعودية والامارات ربطتا مصيرهما بتحالف مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب والكيان الاسرائيلي في اطار صفقة ترامب او ما يعرف بـ"صفقة القرن"، وقد اصبح واضحا للعرب والمسلمين السياسات التي ينتهجها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، من ناحية ولائه الاعمى للصهيونية العالمية وارتمائه في الحضن الاسرائيلي، والقرارات الظالمة التي يتخذها بحق الفلسطينيين ابتداءا من الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي وانتهاءا بالاعتراف بسيادة الكيان الاسرائيلي على الجولان السوري المحتل.

ماذا سيكون حال من يريد ان يتوصل الى تفاهم مع هكذا شخص..او مع احدى القوى المتحالفة معه مثل السعودية والامارات؟

تأكدوا من ان الشروط التي ستضعها السعودية والامارات لتحقيق اي سلام في اليمن لا علاقة لها ابدا باليمن وبمصالح هذا البلد، وانما ستكون الشروط مرتبطة بالاعتراف بالكيان الاسرائيلي المحتل والرضوخ للغطرسة الاميركية، والقبول بكل ما يمكن ان تملي به حكومة تل ابيب على اليمنيين من اشتراطات.

وفي مقابل هذا التوجه عديم الفائدة بالامكان فتح مسار جديد وحقيقي بين الاطراف اليمنية من اجل تحقيق المصالحة والسلام فيما بينها، وهذا الامر ممكن الحدوث، وذلك بسبب المشتركات التي تجمع الاطراف اليمنية المتخاصمة واهمها حفظ كيان البلد من الانهيار.

لااحد من اليمنيين يريد استمرار الحرب من اجل الحرب، بينما يمكن ان يكون هذا هدفا للقوى الخارجية التي تريد انهاك اليمن وتدمير مقدراته كما فعلت مع سوريا وكما سعت الى فعل ذلك ايضا في العراق، والسودان والصومال.

القوى اليمنية يمكن ان تتوصل الى اتفاق فيما بينها لشعورها بخطورة الاوضاع في البلد وبسبب الازمات التي يعاني منها نتيجة هذه الحرب المجنونة التي اكلت الاخضر واليابس.

ومن الممكن ان تجتمع القوى السياسية اليمنية اضافة الى القبائل ورجالات البلد في دولة محايدة لمناقشة الحل في اليمن في الاطار الوطني وليس تحقيقا لغايات واهداف قوى خارجية لاتكترث لمعاناة اليمنيين ولا لازماتهم الاقتصادية والصحية والبيئية وغيرها.

ومع الاعتراف بوجود جماعات يمنية ربطت مصيرها بقوى العدوان واصبحت تمثل ارادة تلك البلدان، لكن هذا الامر لايمنع من الاتفاق مع بقية القوى السياسية اليمنية لان اغلبها حتى وان كانت ذات طموحات محلية هي ذات توجهات وطنية ويمكن الاتفاق معها على صياغة مستقبل اليمن.

من الناحية الاستراتيجية يجب ان يكون قرار اليمن "قرار حربه وسلامه" أن يكون بيد اليمنيين لابيد القوى الاجنبية وهذا بلا شك عمل صعب يجب على القوى الوطنية ان تعمل من اجل تحقيقه من خلال المصالحة وجمع كافة الاطراف السياسية اليمنية على مائدة واحدة للحوار والاتفاق على الاهداف المشتركة ... وعند ذلك سيكون تحقيق السلام وطرد المعتدين، امرا يسيرا.

محمد طاهر