"أيا صوفيا" ورقة تهديد بيد أردوغان

الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٩ - ٠٦:٢٦ بتوقيت غرينتش

"أيا صوفيا" ستعود إلى وضعها الأصلي، ويتم تغييرها من متحف إلى مسجد. عندما يعلن الرئيس الأمريكي ترامب أن القدس هي عاصمة إسرائيل ومرتفعات الجولان هي أرض إسرائيلية.

العالم - تركيا

"يمكننا أن نجعل الدخول إلى كاتدرائية "أيا صوفيا" مجانيا، بالإضافة إلى ذلك، بعد الانتخابات البلدية، ستعود إلى وضعها الأصلي، ويتم تغييرها من متحف إلى مسجد. عندما يعلن الرئيس الأمريكي ترامب أن القدس هي عاصمة إسرائيل ومرتفعات الجولان هي أرض إسرائيلية، فإن تركيا ستقدم الجواب المناسب كرئيس مؤقت لمنظمة التعاون الإسلامي".

بهذه الكلمات تحدث الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان في مقابلة مع قناة "تي آر تي" التركية بثت يوم أمس، لتكون كرد فعل على قرارات ترامب الأخيرة، لتثار حول هذه التصريحات العديد من الأسئلة، هل يستطيع أردوغان تحويل الكاتدرائية من متحف إلى مسجد، ليناقض قرار مؤسس تركيا العلمانية كمال أتاتورك.

أيا صوفيا تاريخيا ومعماريا:

تعتبر "أيا صوفيا" واحدة من عجائب الهندسة المعمارية التاريخية التي لاتزال قائمة حتى يومنا هذا.

تاريخيا تم بنائها ثلاث مرات في نفس الموقع وهي التي أعتبرت أكبر كنيسة شيدتها الإمبراطورية الرومانية الشرقية في إسطنبول، وهي التي تم فيها تتويج الحكام الرومان وحملت أسماء "الكنيسة الكبيرة" ليصبح أسمها بعد القرن الخامس "أيا صوفيا" أو "الحكمة المقدسة".

بدأ بنائها للمرة الثالثة في عهد الإمبراطور جوستنيان عام 532 م، ليتم افتتاحها رسميا بعد 5 سنوات عام 537م، ويظهر جليا إمتزاج فن العمارة البيزنطية والعمارة الرومانية بالبصمة الشرقية، ليبلغ طول المبنى 100 متر وبارتفاع للقبة يصل لـ55 مترا وبقطر قبة يصل لـ30 مترا.

وظلت تمثل الكنيسة الرسمية للدولة المسيحية البيزنطية وجوهرة عاصمتها القسطنطينية رغم تهدمها واحتراقها أكثر من مرة، إلى أن فتح السلطان العثماني محمد الثاني (الشهير بـ"محمد الفاتح") المدينة عام 1453 فغير اسمها إلى "إسطنبول"، ودخل هذه الكنيسة فصلى فيها أول جمعة بعد الفتح، وجعلها مسجدا كبيرا يرمز لقوة الدولة العثمانية وسيطرتها.

ومنذ ذلك الوقت أصبحت أيا صوفيا جامعا إسلاميا يحظى برمزية كبيرة لدى الأتراك، إلى أن جاء مصطفى كمال أتاتورك الذي أنهى حكم الخلافة العثمانية عام 1923 وأعلن قيام جمهورية علمانية بدلا عنها، ثم حوله في 1935 إلى متحف فني يضم كنوزا أثرية إسلامية ومسيحية.

أردوغان وتغيير في المواقف:

رد رجب الطيب أردوغان حين كان رئيسا للوزراء عام 2013 بأنه لا يفكر في تغيير وضع أيا صوفيا ما دام هناك صرح إسلامي عظيم آخر في إسطنبول شبه خاو من المصلين وهو مسجد السلطان أحمد الذي يرجع بناؤه إلى القرن الـ17م، لافتا إلى أن المدينة فيها أكثر من ثلاثة آلاف مسجد.

ليعلن لاحقا بأنه وبعد الانتخابات المحلية في البلاد يوم 31 آذار /مارس الحالي، سيتم تغيير وضع كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول من متحف إلى مسجد، وسيكون هذا ردا على اعتراف الولايات المتحدة بسلطة الاحتلال على الجولان.