العالم - سوريا
يقول أستاذ التاريخ القديم في جامعة تشرين سليمان غانم: "هناك نوع من المبالغة الشعبية بخصوص هذا اليوم، ففي تاريخ المنطقة لا توجد نصوص أقدم من النصوص السومرية التي عثر عليها في مدينتي أور وأوروك، جنوبي العراق التي ترجع للألفية الرابعة قبل الميلاد وعلى الخصوص 3200 ق.م.
وأقدم النصوص المكتوبة في سوريا عثر عليها في تل براك في الجزيرة السورية وتعود لـ 2700 ق.م، وبعدها نصوص إيبلا 2500 ق.م، فالحديث عن 6 آلاف سنة هو حديث غير علمي في غياب الكتابة والتوثيق".
حتى الأب "ألبير أبونا" في كتابه "الكنيسة السريانية الشرقية" يقول إنه لا توجد نصوص كتابية توثق لشعوب المنطقة قبل نصوص العراق في الألفية الرابعة قبل الميلاد فكل حديث سابق لاختراع الكتابة هو حديث غير موثق تاريخيا.
ويضيف غانم أن ثمة عيدا للربيع في نيسان لدى جميع شعوب المنطقة: في مصر يطلق عليه شم النسيم، وفي سوريا يحتفل بالمناسبة أيضا تحت اسم الزهورية، وذلك بسبب التاريخ الزراعي للمنطقة، وارتباط الحياة بفكرة المحصول وما يوفره دفء الطقس من عودة للأمل بالحياة بعد الشتاء.
عيد بداية الربيع رمز لبداية الخليقة وعودة الحياة كما في أسطورة تموز وعشتار، وكيفية غياب الآلهة في العالم السفلي طيلة فصل الشتاء وخروجها في بداية فصل الربيع كمثال لعودة الحياة وبداية الخلق، وقد وُجد عند الشعوب السامية من الآكاديين والأموريين والبابليين والآشوريين والفينيقيين والكلدان تحت تأثير مفهوم عقيدة عشتار وتموز.
لم أسمع بها..
المنسق العام للاتحاد العام للآثاريين العرب بهجت قبيسي يتساءل عن معنى كلمة "أكيتو"، يقول: "يهمنا تفسير الكلمة، هل هي سريانية، أم سبئية أم أمازيغية، أنا لم أسمع بها من الناحية العلمية إلا الآن".
ويتحدث قبيسي عن أن استخدام الفصول في تسمية السنوات، كان شائعاً، كأن يقال في الكنعانية "تسعة عشر شتا" أو بالعربية "ربيعاً"، وهذا موضوع محلي يختلف من منطقة إلى منطقة حتى ضمن البلد الواحد.
هذه القصص ما يقال فيها كلها عمليات تقديرية، منها ما هو أساطير، والأخيرة فيها شيء من الصحة، خلافاً للخرافة.
هناك مقولة شهيرة: كتب التاريخ القديم حسب الفكر التوراتي والإغريقي، وأحياناً نجد تناغماً بينهما.
والأهم أن نسأل نقوش الأرض الآثارية القديمة ماذا تقول، وما أراه أن هذا موضوع نسبي لا يخلو من الحقيقة، لكن، ليس لدينا، وأنا أتحدث عن نفسي، أي وثيقة أو أي شيء أثري أستطيع أن أرتكز عليه.
غير مفيد..
الباحث في تاريخ المشرق بشار خليف يقول إن التداول في هذا الأمر غير مفيد، ويرى أنه ناتج عن الحنين إلى الماضي نتيجة الحاضر.
ويضيف ما سبق له أن نشره: "تاريخ سوريا يرجع لأكثر من 10 آلاف سنة، وبالنسبة للتقويم الأكادي واعتماده لبدء التقويم المشرقي، فهذا غير مفيد لأنه وبحكم التطور المعرفي للبشرية صار هناك تقويم ميلادي يعتمد على شخصية سورية أيضاً هي "المسيح".
وحول كثرة التداول في هذا الموضوع يقول خليف: "هناك إحساس أنه يمكن أن نرى موضة جديدة هي العودة للكتابة بالأكادية المسمارية والاستغناء عن الخط العربي أو اللسان الأكادي، بدل اللغة العربية".