مخيم الركبان دليل صارخ للوجه الاخر للادارة الاميركية!

مخيم الركبان دليل صارخ للوجه الاخر للادارة الاميركية!
الأربعاء ٠٣ أبريل ٢٠١٩ - ٠٩:٤٩ بتوقيت غرينتش

في تاكيد على الوجه الآخر للسياسة الأمريكية في العالم تحتجز واشنطن عبر مجموعات إرهابية تابعة لها تنتشر في مخيم الركبان في منطقة التنف، بين سوريا والعراق والملاصق للحدود الأردنية، والتي تحتلها قوات أمريكية عشرات آلاف اللاجئين السوريين منذ أكثر من خمس سنوات في ظروف مأساوية تنذر بحدوث كارثة إنسانية في ظل النقص الشديد في متطلبات البقاء على قيد الحياة من مياه وأدوية وطبابة وغيرها.

العالم - تقارير

انتقدت وزارة الدفاع الروسية استمرار الولايات المتحدة في تأجيل حل كارثة مخيم الركبان الذي يوجد فيه آلاف المدنيين المحتجزين من قبل المجموعات الإرهابية والقوات الأميركية.

وأوضح مدير مقر الهيئة التنسيقية الروسية حول عودة المهجرين السوريين العقيد ميخائيل ميزنتسيف أن “الولايات المتحدة تتعمد تأجيل حل مشكلة مخيم الركبان ولا تسمح بدخول منطقة التنف التي تحتلها وتصمت عما يدور في المخيم”.

وشدد المسؤول العسكري الروسي على أن جميع الحجج الأميركية حول عدم استعداد الحكومة السورية لاستقبال محتجزي مخيم الركبان “واهية ولا أساس لها من الصحة”.

ولفت (ميزنتسيف) إلى أن “ممثلي واشنطن رفضوا مرة أخرى الدعوة للمشاركة في الاجتماع التنسيقي الثالث لوضع خطوات مشتركة ملموسة لإغلاق مخيم الركبان في الـ 9 من الشهر الجاري”.

ورفضت الولايات المتحدة حضور الاجتماع التنسيقي الذي عقد في الـ26 من الشهر الفائت في ممر جليغم شرق منطقة ظاظا بريف حمص الشرقي بمشاركة ممثلين عن الجهات الحكومية ومركز المصالحة الروسي ووجهاء القبائل في المخيم لإيجاد حل نهائي لمعاناة آلاف المهجرين السوريين الذين تحتجزهم القوات الأميركية ومرتزقتها في مخيم الركبان.

وفي هذا الإطار أشار بيان صادر عن مقر الهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين اليوم إلى أن جميع حجج الجانب الأمريكي حول عدم استعداد الحكومة السورية لاستقبال سكان مخيم الركبان “مختلقة ولا أساس لها من الصحة ويدل على ذلك استمرار عودة المهجرين السوريين من الأردن ولبنان حيث عاد في الأشهر الثمانية الماضية أكثر من (170) ألفا إلى مناطقهم المطهرة من الإرهاب وهو ما يمثل أربعة أضعاف عدد قاطني المخيم الحاليين”.

وأكد البيان أن الحكومة السورية “منفتحة تماما على العمل مع ممثلي الأمم المتحدة وتتطلع إلى مزيد من المساعدة الفعالة في تنفيذ خطوات عملية لإعادة إسكان مهجري مخيم الركبان”.

الاوضاع في مخيم الركيان !!

ووصف مدير مركز مكافحة الفكر الإرهابي، الناشط في المجال الاجتماعي والإنساني، وائل الملص ما يجري في مخيم الركبان بأنه الوجه الآخر للسياسة الأمريكية في العالم، نظراً للأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها سكان المخيم جراء عمليات التعذيب والاعتقال ومنع أبسط الحقوق.

وأكد الملص، في تصريح لـ”سبوتنيك”، أن القوات الأمريكية المتواجدة في قاعدة التنف، القريية من المخيم، تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى سكانه، وتعرقل خروجهم منه، وتوجههم إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية.

ودعا الملص منظمات حقوق الإنسان في العالم للمساعدة في خروج الأبرياء من ما وصفه ب”المخيم البشع” و”جهنم” الموجود في الركبان، والسماح لهم بدخول المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، لتقديم المعاملة الأمثل والأفضل، كما يشهد بذلك الفارين من المخيم.

من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي والاجتماعي محمود صالح في حديث لـ”سبوتنيك”، إن الولايات المتحدة الأمريكية مازالت “تنظر إلى هذا المخيم على أنه إحدى الأوراق التي يمكن أن تشتغل عليها في المنطقة، نظراً لخسائرها في الملف السوري ولذا هي نكثت الوعود التي قطعتها للأصدقاء الروس بإخلاء المخيم وتجنب إستمرار الوضع الإنساني المأساوي السيئ فيه”.

وأضاف صالح إلى أن الحكومة السورية تنظر إلى هذا الموضوع على أنه إنساني، وأن سكانه هم مختطفون، لذا سعت أكثر من مرة لإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية من خلال الصليب الأحمر الدولي، وبمتابعة من الأصدقاء الروس ولكن الولايات المتحدة كانت تمنع ذلك.

هذا ويعتبر مخيم الركبان نموذجاً لأبشع أنواع التسلط والإجرام الذي يمارس على المدنيين، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والمجموعات الإرهابية المسلحة التابعة لها في منطقة الجنوب السوري على الحدود مع الأردن.

وعلى مدى أربع سنوات لم تنجح الجهود السورية والروسية لفك أسر عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء المحتجزين هناك كرهائن، كما لم يسمح حتى بإيصال المساعدات الإنسانية لقاطنيه، ما أدى إلى تدهور كبير في الحالة الصحية للشيوخ والنساء والأطفال وأدى إلى حدوث حالات وفاة بشكل يومي.

ماذا قدمت الحكومة السورية؟

على الرغم من أن الحكومة السورية كانت تصبّ جلّ اهتمامها على تحرير المدن الكبرى وتطهيرها من الارهاب لإعادة شريان الحياة إلى الدولة السورية، إلا أنها في الوقت نفسه لم تتجاهل معاناة أي مواطن سوري في أي نقطة تستطيع الوصول إليها، فعلى الرغم من أن واشنطن كانت وما زالت تضيّق الخناق على مخيم الركبان إلا أن الحكومة السورية وبالتعاون مع الجانب الروسي فتحت معبرين إنسانيين في الـ 19 من شباط الماضي في بلدتي جليب وجبل الغراب على أطراف المخيم.

محاولات الحكومة السورية لمساعدة اللاجئين السوريين في مخيم الركبان لم تنتهِ، إذ تتحضر محافظة “اللاذقية” لاستقبال النازحين العائدين من مخيم “الركبان” وفق ما أعلنه مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في المدينة “بشار دندش”.

دندش” كشف في لقاء مع قناة “روسيا اليوم” أن “المديرية جهزت 30 غرفة في أحد المراكز لاستقبال 500 شخص مجاناً وتوفير جميع المستلزمات الأساسية لهم إضافة إلى تجهيز ورشات خياطة تساعد النازحين على كسب رزقهم”.

بينما قال رئيس إدارة النقل في “اللاذقية” “نورس علومي” إن “الإدارة سترسل 6 حافلات إلى المخيم تتسع كل منها لـ50 شخصاً وسيتم إرسال من 20 إلى 30 حافلة في الدفعة الثانية لنقل المزيد من النازحين”.

في الختام ... يبدو ان الفكر الاستعماري الاستغلالي للادارة الامريكية وسعيها الدائم الى تحويل العديد من مناطق الشرق الاوسط الى معتقل كبير كما هو "غونتانامو" غير عابئة باروح اهالي تلك المناطق مقابل تنفيذ غايابتها ومصالحها التي تبنيها على دماء وارواح هذه الشعوب وتدمير حياتهم وكل سبل العيش الكريم لهم.