جيرمي كوربن مُستهدف.. ترامب والتطبيق العملي لشعارات اليمين المتصهين

جيرمي كوربن مُستهدف.. ترامب والتطبيق العملي لشعارات اليمين المتصهين
الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٩ - ٠٥:٤٨ بتوقيت غرينتش

قبل ايام انتشر شريط فيديو على شبكات التواصل الإجتماعي يظهر فيه أربعة جنود بريطانيين من الكتيبة الثالثة لفوج المظليين في افغانستان، وهم يطلقون النار من مسدسات خلال تمرين للرماية على صورة كبيرة لزعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن وضعت على منصة تحمل اسم حزب العمال، وظهرت آثار طلقات كثيرة على الرأس، فيما كان عنوان الفيلم “هل أنت سعيد بذلك”.

العالم - مقالات وتحليلات

حتى كتابة هذه السطور، تجاهل حزب المحافظين البريطاني الفيديو، وكذلك اليمين البريطاني بنسخه المتعددة، والادهى من كل ذلك لم تتخذ الحكومة البريطانية اي جراءات عملية وحاسمة ضد هؤلاء الجنود، و انحسر التنديد الباهت فقط بين عدد من نواب حزب العمال البريطاني، يعدون على اصابع اليد الواحدة، رغم ان الفيلم كان دعوة علنية وصريحة لقتل كوربن.

كان يجب على الحكومة البريطانية ان تأخذ الرسالة التي حملها الفيلم على محمل الجد، لاسيما بعد قتل النائبة المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي جو كوكس 41 عاما من حزب العمال عام 2016 على يد بريطاني من اليمين المتطرف يدعى تومي مير ، وموت النائب العمالي كارل سيرجنت عام 2017 في بيته في ظروف غامضة بعد اتهامه بقضايا غير اخلاقية.

المعروف عن كوربن مواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية والرافضة للاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني، وصوت ضد الحرب في العراق، وندد بخروج امريكا من الاتفاق النووي، ورفض فرض الحظر الامريكي ضد ايران، وندد بالحرب الامريكية السعودية ضد اليمن، وهي مواقف شاركته فيها النائبة القتيلة كوكس.

الملفت ان تهديد كوربن بالقتل تزامن مع تاييد الحركة العمالية اليهودية التابعة لحزب العمال البريطاني المعارض لمقترح حجب الثقة عن كوربن لمناصرته لحقوق الفلسطينيين وبذريعة أسلوب تعامله مع الشكاوى بشأن معاداة السامية داخل حزب العمال؟.

بات واضحا ان الحركة الصهيونية، المتحالفة مع اليمين البريطاني المتصهين، هي التي تقف وراء الحملة المسعورة التي يتعرض لها كوربن والنواب البريطانيون، بسبب رفضهم السياسة العنصرية للكيان الصهيوني وجرائمه المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، وبسبب تمسكهم بالاتحاد الاوروبي ورفضهم خروج بريطانيا من الاتحاد.

ان اليمين البريطاني المتصهين، الذي تباهى الرئيس الامريكي دونالد ترامب برفع شعاراته وتاييد سياساته ضد المسلمين والفلسطينيين والاتحاد الاوروبي، يعتبر اليوم من اهم روافد الحركة اليمينية المتصهينة في الغرب، حتى قيل ان سفاح نيوزيلندا برينتون تارانت، وقع تحت تاثير تعاليم المتطرفين البريطانيين خلال زيارته لبريطانيا.

اليوم بعد صعود نجم ترامب واليمين المتصهين في الغرب، باتت شعارات هذا اليمين تجد طريقها الى التطبيق وبشكل سافر، فهذا ترامب يكشف عن عنصرية مرضية ضد العرب والمسلمين، عبر منع مواطني عدد من البلدان الاسلامية من دخول امريكا، واهداء القدس والجولان لنتنياهو، وفرض الحرب والمجاعة والمرض على الشعب اليمني، وفرض الحظر على الجمهورية الاسلامية في ايران، رغم التزامها الكامل بالاتفاق النووي، والاصرار على تجويع الشعب الفلسطيني لفرض صفقة القرن، وتنفيذ السياسات الصهيونية بحذافيرها في العالم دون مراعاة حتى المصلحة الامريكية، لاسيما عندما يعلن عن نيته في ادراج مؤسسة ايرانية ضخمة مثل حرس الثورة الاسلامية في ايران على لائحة الارهاب، فهذا التطبيق العملي لشعارات اليمين المتصهين التي كانت الى الامس القريب، حبيسة الحناجر، اكد بما لا يقبل الشك ان حياة كوربن في خطر، ما لم تتخذ الحكومة البريطانية اجراءات تمنع المتطرفين من تحقيق احلامهم المشؤومة، وهي ذات احلام سفاح نيوزيلندا، والتي تصب بقضها وقضيضها، في صالح الكيان الصهيوني.

المصدر : شفقنا