هل تجرؤ امريكا على مهاجمة ايران ؟

هل تجرؤ امريكا على مهاجمة ايران ؟
الأربعاء ١٠ أبريل ٢٠١٩ - ٠٧:١٧ بتوقيت غرينتش

كثيرا ماتنقل وكالات الانباء والفضائيات التابعة للمحور الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، وحتى تلك المحايدة، تحليلات لسياسيين واعلاميين، منهم من يظهر التعاطف مع ايران، يتحدثون فيها عن نجاح وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو ، ومستشار الامن القومي الامريكي جون بولتون، في دفع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الى ان يخطو خطوة كبيرة نحو الحرب مع إيران، عبر اقناعه بادراجه حرس الثورة الاسلامية في ايران على لائحة الارهاب للتنظيمات الاجنبية.

العالم - قضية اليوم

اصحاب هذه التحليلات، بعلم او غير علم، يساهمون في الحرب النفسية التي يشنها الثلاثي المشؤوم، امريكا والكيان الاسرئيلي والرجعية العربية، على الشعب الايراني، وهي حرب لا يملك هذه الثلاثي البائس غيرها في تعامله مع ايران، بعد ان ابطل الشعب الايراني كل سحر القوة العسكرية التي يتبجح بها هذا الثلاثي.

التجربة التاريخية اثبتت بما لا يقبل الشك، ان أمريكا والكيان الاسرائيلي، لا تترددان حتى للحظة واحدة في ارتكاب اي عدوان مهما كان وحشيا، لاضعاف الخصم، بل وحتى غزو بلده، ولا يقف امام اطماعهما اي قوانين او مقررات دولية، ولا حتى اخلاق او قيم انسانية، خاصة في حال استشعرا ضعفا في هذا الخصم.

جميع الاساليب التي استخدمتها وتستخدمها امريكا منذ اربعين عاما ضد ايران، كالحروب بالوكالة، واغتيال العلماء النوويين الايرانيين، وفرض الحظر الاقتصادي الشامل، واستخدام حربة الفتنة الطائفية والقومية، وتشكيل الائتلافات العسكرية والسياسية المناوئة لايران، وانتهاك الاتفاقيات والمعاهدت الدولية، وشن الحرب النفسية، والتي تجلت بابشع صورها بادراج حرس الثورة الاسلامية على لائحة الارهاب، كل هذه الاساليب جاءت لتؤكد حقيقة واحدة، وهي خشية امريكا والكيان الاسرائيلي من مواجهة ايران عسكريا.

امريكا تعرف قبل غيرها، بشهادة وزارة الدفاع الامريكية، ووكالة الاستخبارات الامريكية (السي اي ايه) ، ان التعرض لايران عسكريا، شيء اقرب الى الجنون، وتجربة امريكا مع العراق ، رغم الفارق الهائل بين ايران والعراق، خير عبرة ودرس للامريكيين، فالبرغم من ان العراق عام 2003 ، كان ضعيفا منهكا، يحكمه نظام منبوذ ومعزول عن الشعب، بعد ان حول العراق الى سجن كبير، واستخدم الاسلحة المحرمة ضد شعبه، ولا تربطه اي روابط حسنة مع اي من الجيران والعالم، الا ان امريكا رغم ذلك فشلت في اقناع حتى حلفائها في الناتو لغزو العراق، الذي نعيش ذكراه هذه الايام.

الغزو الامريكي للعراق، الضعيف والمنهك والمحاصر، كلف الخزينة الامريكية 7 تريلونات دولار، واسفر عن مقتل نحو 5000 جندي امريكي، وفي الاخير وبعد مرور 9 اعوام من الغزو ، خرج الجيش الامريكي يجر وراءه اذيال الخيبة، ومازال يلعق الى اليوم جراحه، امام مجموعات صغيرة مسلحة تسليحا بدائيا، واليوم لا يجرؤ اي رئيس امريكي ان يزور العراق علنا وفي وضح النهار.

في حسبة بسيطة يمكن التكهن بحجم الكارثة التي ستنزل بالقوات الامريكية والكيان الاسرائيلي، في حال قررا في لحظة حمقاء، الدخول في نزال عسكري مع دولة اقليمية كبرى مثل ايران، تمتلك علاقات وثيقة مع كل دول العالم، وتسترشد بسياسة حكيمة ساهمت وبشكل ملحوظ في عزل الادارة الامريكية عن اوثق حلفائها في الاتحاد الاوروبي والناتو، ويحتضن شعبها، نظامها وحكومتها، وتمتلك من قوة الردع ما يمكن ان تغير به وجه المنطقة ان ارادت.

ان اقصى ما يمكن ان يحققه مرتزقا الصهيونية العالمية في ادارة ترامب، بومبيو و بولتون، اللذان حولا امريكا الى مطية رخيصة لسيدهما نتنياهو، هو تحريض رئيسهما الاخرق ترامب لإتخاذ ما يمكن اتخاذه من اجراءات ضد ايران، خلال سنة ونصف السنة المتبقية له في البيت الابيض ، عسى ولعل ان تشكل هذه الاجراءات ضغطا على ايران، لا لتنظم الى قطيع الانظمة التي تسبح بحمد ترامب ونتنياهو، فالسماء اقرب من ذلك، بل لتكف ايران عن افشال مخططات الثلاثي الامريكي الصهيوني العربي الرجعي في المنطقة وفي مقدمتها تصفية القضية الفلسطينية.

ماجد حاتمي / العالم