محادثات استانا.. محاولات عرقلة تصطدم بقوة سوريا والحلفاء

محادثات استانا.. محاولات عرقلة تصطدم بقوة سوريا والحلفاء
الأربعاء ١٧ أبريل ٢٠١٩ - ٠٤:٥٢ بتوقيت غرينتش

من المقرر ان تستضیف العاصمة الكازاخستانية نور سلطان؛ (أستانا)، جولة جديدة من محادثات السلام السورية في 25 و26 من نيسان/ أبريل الجاري، والتي ترعاها الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا، وهي كل من إيران وروسيا وترکیا.

العالم - تقارير

أعلنت كازاخستان الثلاثاء تنظيم جولة جديدة من المحادثات، وأشار وزير الخارجية الكازاخستاني في بيان إلى أنّ الدول الثلاث الضامنة لهذا المسار، بالإضافة إلى ممثلين عن الحكومة السورية ولفصائل "معارضة"، سيشاركون، بينما ستحضر الأمم المتحدة والأردن بصفة مراقبين.

وستتناول المباحثات ملف إدلب، وعودة اللاجئين، والوضع الإنساني، ومواضيع متعلقة بإعادة الإعمار. كما ستتناول الاجتماعات التقنية السابقة لانطلاق جولة المباحثات، موضوع تشكيل اللجنة الدستورية، بالإضافة إلى بحث انضمام دول أخرى بصفة مراقب.

ولفت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أنّ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون دُعي أيضاً. وأجرى بيدرسون في دمشق الأحد محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم بشأن تشكيل لجنة دستورية من شأنها إعادة إطلاق المسار السياسي.

وضمن التنسيق السوري الايراني المتواصل، زار وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف دمشق، وسط تزاحم الملفات وتنسيق السياسات المشتركة في ضوء الانتصارات الميدانية الاخيرة في سوريا، لبحث آخر التطورات في المنطقة، لا سيما سياسات واشنطن العدائية ضد القدس والجولان المحتل وحرس الثورة الإسلامية، بالاضافة الى بحث مواضيع تخص التعاون الثنائي بين ايران وسوريا، وكذلك مواضيع تخص مباحثات استانا المرتقبة.

الزيارة افتتحها ظريف بلقاء الرئيس بشار الاسد الذي دان الخطوة الاميركية غير المسؤولة ضد حرس الثورة، كما تناول اللقاء مساعي الحل السياسي في سوريا ضمن مخرجات استانا، فضلا عن اتفاق خفض التوتر في ادلب.

وقال ظريف بعد لقائه الاسد: اجريت مع الرئيس الاسد محادثات جيدة جدا وناقشنا المسائل الاقليمية وكيفية مواصلة المحادثات الخاصة باستانا، اضافة الى التعاون الثنائي .

كما التقى ظريف نظيره وليد المعلم حيث تناول البحث اتفاق استانا والتنسيق بين الدول الضامنة، وقال: اجتمعت مع وزير الخارجية المعلم، وناقشنا كيفية دفع الحل السياسي في سوريا، وما يجب القيام به فيما يتعلق باللجنة الدستورية.. علينا مع الاتراك والروس ان نفي بالتزاماتنا حول اتفاق ادلب.

بعد ذلك، حطت مساء امس، طائرة وزير الخارجية الايرانيا في العاصمة التركية انقرة، حيث اجرى ظريف لقاءات مع المسؤولين الاتراك، اختتمها بلقاء الرئيس رجب طيب اردوغان.

وزير الخارجية الايراني الذي اكد انه سينقل للرئيس التركي فحوى محادثاته التي اجراها مع الرئيس السوري، بحث خلال اللقاء المسألة السورية وسبل الحل السياسي، واتفاق خفض التصعيد في ادلب برعاية الدول الضامنة، ايران وتركيا وروسيا، والتحضير لاجتماع استانا في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من الجاري.

ويبدو الموقف التركي متلكئا في تنفيذ التزامات الدول الضامنة لمسار استانا، حيث تربط انقرة هذا الملف بملف اخر يتعلق بمسألة المسلحين الاكراد في ضوء الغموض الذي يكتنف المواقف الاميركية والتي تجعل تركيا تماطل في تنفيذ اتفاق خفض التصعيد في ادلب.

وفي سياق متصل، دعت موسكو الأمم المتحدة لعدم الانجرار وراء مساعي بعض الجهات الرامية لعرقلة مسار استانا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصربي أيفيتسا داشيش في موسكو اليوم الأربعاء: "ندعو للالتزام بالمبدأ الأساسي الذي أقره مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في يناير 2018، وينص على تشكيل السوريين اللجنة الدستورية بأنفسهم، ولعب الأمم المتحدة دور وسيط يساعد في تنظيم وبدء حوار جوهري".

وأضاف: "لذا، أبلغت زملاءنا في رئاسة الأمم المتحدة دعوتنا الملحة للتعامل باستقلالية والتقيد بقرار مجلس الأمن 2254 وعدم الانجرار وراء من يسعى لتهميش عملية أستانا وإفشالها".

وأكد لافروف ضرورة تشكيل اللجنة الدستورية السورية في أقرب وقت، مشيرا إلى أن الأوضاع الميدانية في سوريا لا تمنع ذلك، رغم أن بعض المشاكل ولاسيما تلك المتعلقة بالوضع في إدلب وشمال شرقي البلاد، لا تزال تنتظر الحل.

إذن تبقى المعادلات الاقليمية والدولية هي الفيصل في تطبيق مسار استانا، في ظل قوة يفرضها الميدان السوري الذي انتصرت فيه دمشق، ووجود ايران كقوة اقليمية كبيرة، وروسيا كقوة عالمية، كلها تفشل المساعي التي تحاول عرقلة مسار استانا للحل في سوريا.