حريق نوتردام يضفي زخما جديدا على احتجاجات السترات الصفراء

حريق نوتردام يضفي زخما جديدا على احتجاجات السترات الصفراء
الأحد ٢١ أبريل ٢٠١٩ - ٠٩:٣٧ بتوقيت غرينتش

اشعل حريق كاتدرائية نوتردام فتيل غضب اصحاب السترات الصفراء في باريس حيثوا نزل عشرات المحتجين الغاضبين يوم أمس السبت الى شوارع العاصمة الفرنسية باريس و مدن فرنسية اخرى لتذكير حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن حريق الكاتدرائية و اعادة بنائها ليست المشكلة الوحيدة لفرنسا.

العالم - تقارير

وشهدت شوارع باريس مجددا إحراق إطارات ومركبات وسط محاولات الشرطة لصد المتظاهرين عبر قنابل الغاز وخراطيم المياه.

وفي الأسبوع الثالث والعشرين من الحراك، اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين من السترات الصفراء في باريس.

وأعلنت إذاعة “فرانس أنفو” المحلية عن اعتقال قوات الأمن 126 متظاهر.

وحاولت مجموعة مؤلفة من حوالي 200 شخص تنظيم مسيرة نحو قصر الإليزيه الرئاسي في وسط باريس، لكن شرطة مكافحة الشغب أوقفتهم عند كنيسة إيجليس دي لا مادلين ذات الطراز الكلاسيكي الجديد.

واحتشدت مجموعة أخرى حول وزارة المالية في شرق باريس للمطالبة بتخفيض الضرائب على العمال والمتقاعدين وزيادة الضرائب على الأغنياء.

و حاولت مجموعة أخرى إظهار حداد أصحاب السترات الصفراء على حريق نوتردام مع الحفاظ أيضا في الضغط على ماكرون.

ويلقي حريق كاتدرائية نوتردام بظلاله على التحرّك، حيث منعت شرطة باريس التجمع في محيط الكاتدرائية. وقال قائد شرطة باريس ديديه لالمان إن الآلاف من السياح والمارة ما زالوا يتقاطرون يوميا إلى المنطقة لتفقد الكاتدرائية والصلاة أمامها.

وأعرب المتظاهرون عن حزنهم بسبب الحريق الذي شب في نوتردام، لكنهم انتقدوا في نفس الوقت سرعة رد كبار رجال الأعمال والمؤسسات والشركات في فرنسا لترميم هذا المعلم التاريخي في حين لم يهتم أحد لمشاكلهم ومازالت مطالبهم غير مستوفاة إلى حد كبير ويكافحون من أجل تنفيذها.

كيف انطلقت حركة السترات الصفراء

انطلقت شرارة حركة السترات الصفراء في اوساط العمال القرويين الذين خيَّموا خارج الدوائر المرورية احتجاجاً على رفع ضرائب الوقود مرتدين سترات صفراء كان يمكن رؤيتها ليلاً والتي يتوجَّب على كافة السائقين الفرنسيين الاحتفاظ بها في سياراتهم تحسُّباً لحالات الطوارئ.

وسرعان ما انتشرت الحركة عبر مختلف ألوان الطيف السياسي والمناطقي والاجتماعي وعبر الأجيال المختلفة، الغاضبين من التفاوت الاجتماعي والطريقة التي يدير بها الرئيس إيمانويل ماكرون البلاد. وفي ذروة الحركة، خرج ربع مليون شخص في مسيراتٍ بمختلف أرجاء فرنسا، وتشير استطلاعات الرأي إلى دعم أكثر من 80 % من الفرنسيين لها.

ماهي مطالب أصحاب السترات الصفراء

كان اصحاب السترات الصفراء في بداية انطلاق الاحتجاجات، يريدون وضع حدٍ لزيادة الضريبة على الوقود لكنَّ سرعان ما نمت قائمة مطالبهم وباتت تُركّز على تخفيض الضرائب على العمال والمتقاعدين، وزيادة الضرائب على الأثرياء، وزيادة الإنفاق العام لمساعدة الطبقة العاملة

كيف تجاوب ماكرون مع مطالب المحتجين

خضع ماكرون بسرعة لمطلبهم الأول، فألغى الزيادة في الضريبة على الوقود. وقدَّم 10 مليارات يورو في صورة تخفيضات ضريبية أو مبادرات أخرى للمتقاعدين والعمال.

ومع أنَّه لا يريد إعادة فرض ضريبة على الثروة، فإنَّه منفتح على فكرة الاستفتاءات الوطنية، ولا خطط لديه للاستقالة من منصبه.

وأطلقت حكومته نقاشاً وطنياً يهدف لمعالجة مخاوف المحتجين، فطافت البلاد لعقد لقاءاتٍ شعبية وجمعت الشكاوى عبر الإنترنت. ومن المتوقع إعلان نتائج الإجراءات الحكومية الأسبوع المقبل.

ما هي أسباب تفاقم حدة الاحتجاجات مؤخرا

تعتبر حركة السترات الصفراء الرئيس فرنسي ماكرون رئيسا للأثريا و ترى فيه المصرفي الاستثماري السابق، ومنعزلاً عن المعاناة التي يكابدها دافعو الضرائب الذين يحافظون على استمرارية خامس أكبر اقتصاد في العالم. ويدفع المتشددون كذلك باتجاه انتخاباتٍ مبكرة، وليس من المتوقع أن تنتهي ولاية ماكرون حتى عام 2022.

و تسببت تحركاته في جمع التبرعات من أجل كاتدرائية نوتردام التي التهمتها حريق في زيادة حدة الغضب لدى السترات الصفراء. إذ يشعر بعض أبرز أصوات السترات الصفراء بالسخط من مسارعة المليارديرات بتقديم مبالغ طائلة من أجل إعادة بناء الكاتدرائية التاريخية، مُجادلين بأنَّ هؤلاء يجب عليهم بدلاً من ذلك دفع مزيدٍ من الضرائب.