متى تصفر صادرات النفط الإيراني؟

متى تصفر صادرات النفط الإيراني؟
الثلاثاء ٢٣ أبريل ٢٠١٩ - ٠٥:٤٤ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

الخبر:

أعلن البيت الأبيض يوم امس الاثنين رسمياً ، عدم تمديد إعفاء 8 دول من الحظر على شراء النفط الإيراني. وقد أدى إعلان هذا القرار إلى موجة احتجاجات ومعارضة على الصعيد الدولي.

التحلیل:

وباستثناء "إسرائيل" والسعودية والإمارات التي تدعم دائما قرارات ترامب المعارضة لإيران، لم يرحب أي بلد اخر بهذا القرار غير القانوني، ولكن المعارضة الدولية لهذا القرار وخاصة في المحافل الاقتصادية في العالم كانت ضربة غير متوقعة تلقاها ترامب.

ويقول خبراء الاقتصاد إن قرار ترامب حتى إذا كان ناجحًا يعتبر سيادة "للركود الدولي" نظراً للوضع غير المستقر والمضطرب في ليبيا وفنزويلا.

-ومن وجهة نظر الاقتصاديين، إذا كان قرار ترامب ناجحا ومؤثرا فان صدمة ارتفاع أسعار النفط سوف تتحدى الاقتصاد العالمي وبشدة.

ويرى الاقتصايون ان ثقة ترامب بوعود السعودية والامارات في تغطية نقص النفط في الأسواق العالمية غير وارد، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن تقريبا 100 بالمائة من صادرات هذين البلدين تعبر من مضيق هرمز وان فكرة الصادرات الآمنة لنفط السعودية والامارات من هذا المضيق الدولي إذا لم تستخدمه إيران أمر مستحيل وأشبه بنكتة مضحكة.

ومن غير المنطقي أن نتخيل أن الاقتصادات الكبيرة المنافسة للولايات المتحدة، مثل الصين والهند تربط مصير تنميتها بقرارات ترامب. على سبيل المثال ان إيران هي واحدة من ضمن خمس دول توفر الطاقة للهند.

ولو افترضنا الإصرار الاميركي على تنفيذ هذا القرار، فإن النتيجة الأولى له ستكون تصعيد الخلافات بين الدول الكبرى في العالم، وخاصة الدول الاوروبية والصين والهند من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى.

ويبدو أن بالامكان تلخيص مغامرة ترامب وفريقه المتشدد الاخيرة في تشديد الحظر المفروض على إيران، في جملة قالتها وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية السابقة ويندي شيرمان، وهي إن العقوبات التي فرضها البيت الأبيض على ايران كانت عقيمة.

ومنذ إعلان ترامب انسحابه من الاتفاق النووی واستئناف الحظر الأمريكي على إيران في شهر مایو 2018، تظهر احصائيات إنتاج النفط الإيراني أنه خلال هذا العام، صدرت إيران ما يقارب مليوني برميل من النفط يومیا، ومن الواضح أن جزءا من هذا التصدير تم بطرق غير متعارفة من خلال الالتفاف على الحظر الامريكي.

وهذا يعني أن تصفير تصدير النفط الايراني الذي ينتظره ترامب لن يحدث على الإطلاق، رغم أن اداة تصفير تصدير النفط الايراني عبر حلفاء واشنطن الاقليميين متوفرة بشكل كامل.